الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

أحمد مسعد .. رسام عَبر العالم من خلال لوحاته الرقمية

حجم الخط
الشاب أحمد مسعد
غزة - سند

بحرفية وإتقان أطلق الشاب الفلسطيني أحمد مسعد لنفسه العنان للتحليق بعيدًا في أفق الرسم الإلكتروني، كاسرًا نمطية الرسم على الورق الشائعة في مجمعتنا.

والرسم الإلكتروني أو ما يُعرف بالرسم الرقمي، هو فن يُشبه إلى حدٍ كبير الرسم اليدوي، لكّن بتقنياتٍ جديدة وألوانٍ رقمية بدلًا من الألوان المائية والألوان الصباغية

مسعد (26 عامًا)، رسام رقمي يعيش، وسط قطاع غزة، عبّر إلى العالم من خلال رسوماته الرقمية التي تُحاكي أفكارًا داخله، وأخرى تنقل واقعًا يعشيه الشعب الفلسطيني.

ويمتلك أحمد موهبة الرسم منذ كان صغيرًا، فهو يجد في الورقة والألوان الملاذ الحقيقي، لتعبير عن رأيه اتجاه أي قضية مهما كانت بسيطة.

وكان يُعرف أحمد بين زملائه في الفصل، بالأكثر كفاءة في حصة الرسم، يقول أحمد لـ "سند": "كانت والدتي مديرة المدرسة التي أدرس بها، تتابعني بحب وإيمان بقدراتي، وصَقلت موهبتي بالرسم من خلال تواصلها الدائم مع معلمة الرسم".

طفل طيارة.jpg
 

كما أن مشاهدة أفلام الكرتون، أثرّت على شخصية أحمد، حيث كان بشكلٍ دائم يرسمها على الورق، ولا زال يستوحي منها المشاهد والصور التي تفيده في مجاله، وتفتح آفاقًا لخياله.

ويواصل أحمد حديثه بصوت شغوف: "الجامعة مرحلة مهمة في صقل موهبتي، كنت أقضى أغلب أوقاتي في المحاضرات برسم شخصيات الأساتذة".

ويستذكر ضاحكًا: "كان الدكتور يأتي نحو غاضبًا، ليرى ما أفعل، فيجدني أرسمه، فلا يستطيع فعل شيء سوى الضحك، بعدها أصبحت معروفًا في الجامعة وسط أساتذتي وزملائي، وألحقني القسم بدورات خاصة بالرسم وفنونه".

وفي عام 2014 انتقل أحمد من الرسم على الورق، وبدأ يرسم إلكترونيًا، لكن ما سرّ البداية في هذا الفن؟ يُجيب على سؤالنا: "الأمر كان تحدياً بيني وبين أحد أصدقائي في رسم أحد الشخصيات، هو راهن على فشلي، لكنّي غلبته ونجحت بفضل الله ومن هنا انطلقت".

بدايته في الرسم الرقمي، كانت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وهذا أعطاه دافعًا قويًا لرسم معاناة الناس، وإيصال رسالتهم.

وكانت الرسمة الأولى له "مجاهد فلسطيني يخرج من تحت الأنقاض التي أسقطتها طائرات الاحتلال على رؤوس ساكنيها خلال 51 يومًا من الدمار"، ولاقت انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول: "القضية الفلسطينية، هي قضيتنا الأولى لا غنى عنها، والحديث عنها يعد واجبًا وطنيًا، والفن أسلوب مهم لإيصال الرسالة للعالم أجمع".

ويبدع مسعد في فن الرسم الرقمي، ووفق قوله فإنه رسم في مجالات مختلفة، بما في ذلك رسم المشاهد التي يرغبها ويتصورها بشكل احترافي، إلى جانب إتقانه رسم الشخصيات رقمياً وبشكل أقرب لفن "الأنيميشن"، بملامح دقيقة وواضحة.

وفي بداية طريقه بهذا الفن، كانت الورقة والقلم تُلازمه حتى في الرسم الرقمي، لكن مع مرور الوقت وإتقان فنون الرسم الرقمي أصبح قادرًا على رسم الفكرة في مخليته قبل تطبيقها على البرنامج.

حارس الاقصى.jpg
 

ولفت إلى أن الرسمة الواحدة تأخذ من وقته ما يُقارب الـ 6 ساعات، قائلًا: " أرسمها من الصفر عبر البرنامج الإلكتروني، وفي كثير من الأحيان تكون الرسمة عبارة عن فكرة في رأسي ليس لها صورة على أرض الواقع، وهذا يحتاج لجهد كبير، لكنه ممتع حقًا".

ومن واقع تجربته فقد وجد أن هناك اختلافًا بين الرسم الرقمي واليدوي، فالأول يُتيح لك ألوانًا خاصة غير موجودة باليدوي.

كما أن طريقة الرسم فيه أكثر مرونة مقارنة بالرسم على ورقة وقلم، فعلى سبيل المثال عندما تخطئ بشكل مفاجئ بالرسمة فإن الرسم الرقمي يتيح لك المجال للتراجع عن آخر خطوة قمت بها.

مصدر رزق

وساهم الانتشار الواسع للفنان مسعد على مواقع التواصل الاجتماعي سيما الانستغرام، بتحويل هذه الموهبة إلى مصدر رزق، عن ذلك يقول: "هذا الانتشار فتح لي آفاقًا جديدة للعمل في الخارج إلى جانب عملي في غزة كمصور وممنتج".

وعمل ضيفنا كرسام رقمي مع عدد من المؤسسات التعليمية في دول الخليج العربي، حيث ساهم في إنتاج بعض المواد ضمن المناهج التعليمية القطرية والإمارتية لمراحل تعليمية مختلفة.

وختم مسعد حديثه الشيّق معنا بالقول: "أطمح أن يكون لي بصمة خاصة عالمية في هذا المجال، وأن أعمل في شركة "أنيموشن" عالمية".

IMG_0103.JPG
end.jpg
 

 

رحال1.jpg