الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

الشهيد "صالحة".. مُقعدٌ لم يسلم من صواريخ إسرائيل

حجم الخط
رجل وابنته.jpeg
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

لاحَ طيفُهم في السماءِ بابتسامتِهم، وصورٌ التقطوها معهم، وقد طبعوا على قلوب أحبتهم ألمَ ذكرياتٍ، لأنُاسٍ ذهبوا إلى هناك، إلى حيث اللاعودة، سطروا انتصارهم بدمهم، تركوا أثراً لهم لن يُمحى، ثم ذهبوا ليبقوا أحياء، وتركونا نعتصرُ ألماً ونموتُ ألف مرة.

إياد صالحة (33 عاماً)، شاب مقعد منذ 16 عاماً، باغتته طائرات العدو ظُهراً هو وزوجته الحامل وابنته التي لم تتجاوز السنوات الثلاث، عند إعدادهم طعام الغذاء، لتنقلبَ الحياةُ رأساً على عقب، وينقلبُ البيتُ على ساكنيه.

والدة "صالحة" تقول لـ "وكالة سند للأنباء" إن ابنها الشهيد كان يعيش هو وزوجته وابنته معها في نفس البيت، لظروفه الصحية الصعبة التي لا تسمح له بالخروج لبيت وحده، فالبيت واحد والإعالة واحدة.

وتبين أن الشهيد من ذوي الاحتياجات الخاصة، مصابٌ بضمور في المُخيخ، ما أعاقه عن الحركة كلياً، ليجلس على كرسيه المتحرك منذ 16 عاماً.

وتشير إلى أن إخوةً الشهيد مَن يساعدوه في كل حركة وكل عمل يقوم به، فلهم خصوصية عنده كما زوجته التي تجود بكل ما تملك لأجل زوجها.

ذكريات تتساقط

تحدثنا والدة "صالحة" أنها خرجت من المنزل بعد آذان العصر، في زيارة لابنتها، ورافقْنَها ابنتيها الأخريات، فما جلسنَ هُنيهةً، إذ باتصالٍ يباغت هاتفها معلناً أنَّ "بيتكم انقصف، وين إنتِ"!

وتصف لـ "سند" شعورها عند خروجها من بيت ابنتها مسرعةً، والذكريات تتساقط عليها بعد انهيار بيتها بمن بقي فيه.

وتبين "أم إياد" أنها وصلت البيت ولم تعرف معالمه، ولم تجد سوى سيارات الإسعاف بصوتها الذي يدوي في المكان، وطواقم الدفاع المدني والصحة لانتشال أشلاء الطفلةِ ووالدتها وأبيها المُقعد، الذي لا يَقوى على حركةٍ صغيرة.

وبصوتٍ خنقته العَبَرات، ونبرةٍ تعقُبها صورة ذكريات، تضيف والدة الشهيد "كنا نجلس في بيتٍ مستور كل يوم، نجتمع ونضحك، ونهوِّن على أنفسنا هذا العدوان، وصوت الطفلةِ الصغيرة في كل مكان، ومداعبة أبيها المقعدِ لها نراه أمامنا، لم نكن نعرف أننا على موعدٍ مع لحظة غادرة تسرق منا كل هذا".

وبحديثٍ خافت قالت لنا: "إننا نحزنُ على غريبٍ لا نعرفه، فكيف بفلذةِ كبدٍ وعائلته سرقه الاحتلال مِني؟".

وتذكُرُ لـ "سند" أنه من رحمة الله بهم خروج الجميع من البيت قبل الاستهداف بوقتٍ قليل، وإلا لذهبت عائلة مكونة من 10 أشخاص جُملةً واحدة، لتضاف إلى مجازر الاحتلال القذرة.

إياد صالحة.jpg

 

شتات

شتاتٌ أودى بعائلة تصول وتجول بحثاً عن مأوىً جديد، بعد غدرٍ غاشمٍ من احتلال لا يرى سوى الظلام.

تخبرنا "أُم إياد"، أنها تفرقت عن عائلتها المتبقي منها 6 أشخاص، بعد هدم منزلها، وها هي تنتقل من بيت لآخر، تارةً عند ابنتها، وتارة أخرى عند جيرانها.

وتُضيف لـ "وكالة سند للأنباء" أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، والأزمات الأخرى في القطاع، لا تُحمِّل عائلةً فوق عائلة، ومعيشة تزداد على كلا العائلتين، راجيةً أن تجد قريباً مأوىً يضمها مع عائلتها من جديد.

رسالة أم

وتوجهت "أم إياد" برسالةٍ لجميع الأمهات، بأن هذا العدوان طال الجميع، فإنْ فقدت شهداء، وتدمر بيتها، ومرت بأشكال الوجع، فمن المؤكد أن غيرها تعرض لمثل هذه المواقف وما حصل هنا، حصل في مكان آخر.

وتشير إلى أنها فقدت 4 أشخاص، لكن غيرها فقد أكثر من ذلك، في كُل أم في بيتها شهيد، وكل شخص، فقد ما يعزه قلبه من زوج أو أولاد أو قريب في يوم من الأيام.

وتؤكد أن هذا عدوٌ لا يُفرق بين سليم ولا سقيم، لا طفلٍ ولا كبير، وأن هؤلاء الشهداء هُم شهداء النصر، لننال على شرفهم النصرَ الأكبر.

إنسانية.jpg