الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالفيديو والصور "البحر إلنا".. أناملٌ تصنع الجمال من العدم

حجم الخط
202818833_513958993059854_6582594376246950978_n.jpg
غزة - فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

بريشة فنان تُخَط ألواناً من الجمال، ومسمار نجار يبني قطعة خشب فوق أخرى، هُنا مكتبةٌ وقصة تروى لطفلٍ لم يبلغ الحلم.

ليس غريباً أن نرى ثلاجةً مُعطلة، لكن الغريب رؤيةُ بابها هو باب الدخول لـ"تعاونية" عامة على شاطئ البحر، صنعت تحفةً فنية من مخلفات ونفايات تُرمى دون استخدام!

202463443_161314149387764_2151985558694743608_n.jpg

 

"لوحة فنية"

"تعاونية البحر إلنا"، مبادرة شبابية بدأت في 2019، قائمة على إعادة تدوير النفايات الصلبة، وصنع أجمل شيء من لا شيء.

بدأت المبادرة على بحر الزوايدة، ثم امتدت بعد ذلك في عام 2020 إلى بحر غزة، لتكون عبارة عن مكان يأتيه الناس للاستجمام، تم إنشاؤه من نفايات معاد تدويرها.

202485851_952468188920727_6694374818972538479_n.jpg

 

في رحلة خاضتها "وكالة سند للأنباء"، لتسلط الضوء على ريشة ترسم، ويدٌ تصنع، وقلبُ ينبض بالشغف والحياة على شاطئ بحر غزة.

 تقول الفنانة هناء الغول وهي أحد المسؤولين في المبادرة، إنه تم استخدام منهجية القيادة التشاركية، والتنظيم المجتمعي، واستخدام الفن كوسيلة للاتصال والتواصل بين الناس، لتمرير الرسائل من خلال العروض الفنية التي يتم تقديمها.

وتضيف "الغول" أن الفكرة جاءت من مدى القدرة على عمل التغيير، فالبحر يتعرض للكثير من السلوكيات السلبية من الناس، وهو بلا شك ملكٌ للجميع، فإذا تم فهم ملكيته العامة بواقع ملموس، سيلاقي الأمر اهتماماً من الجميع.

203946359_397233861599180_985177791200614534_n.jpg
 

"هي حلمنا، حياتنا"

في غزة اعتاد الناس على صناعة الحياة من العدم، وانتشال للفن من بين الدمار، ليكون منهج حياة، وتغيير ثقافة.

في الحديث عن تنشئة المكان، توضح "الغول" لـ"سند"، أنه تم التوجه لبلدية غزة والحديث عن فكرة المبادرة، وتم منحهم قطعة أرض على شاطئ بحر غزة.

وتساءلت "الغول"، كيف يمكن أن يتم مشروع التعاونية دون تمويل؟ فتم الاتفاق بين فريق المبادرة على أن يكون العمل من إعادة تدوير المخلفات الصلبة التي لا يستخدمها أحد، لتكون هي الممول والداعم لبداية الطريق، وهي انطلاق الفكرة.

توجه فريق المبادرة إلى بلدية غزة لأخذ كميات كبيرة من المخلفات الصلبة من مخازنها، والآخر من مخازن شركة الاتصالات، إضافةً إلى شركة الكهرباء، التي منحتهم خط كهرباء مجاني 24 ساعة، وكذلك المياه، وإيصال خط انترنت.

202797314_200165795348564_8532913990680948296_n.jpg


 

"أعطينا أي مخلَّفات عندك!"

تابعت "الغول" في حديثها لـ" وكالة سند للأنباء"، أن المكان متاحٌ للجميع، ولا ثمن لدخوله إلا بشرطين! الأول هو الحفاظ على نظافة المكان، والثاني إحضار أي شيء من مخلفات بيتك كثمن لجلوسك في المكان!

توضح "الغول" لـ"سند" في جولة داخل المكان، أنه يتكون من معرش لاستقبال الناس، ومكتبة خضراء قيد التجهيز، لوضع أنواع مختلفة من النباتات وشرح حكاية كل نبتة، بالإضافة لمكتبة تحتوي كُتُباً وألعاباً، لإيجاد مساحة للأم والطفل للعب والقراءة والتقرب العائلي، وهناك مسرح يعاد بناؤه الآن.

202606975_244848523673795_7182644831024066436_n.jpg

 

202989175_229132905483539_3089005172446689528_n.jpg

 

وتضيف أن المكان الجمالي فيه هو من مخلفات اختارها فنانون وأعادوا الرسم عليها، أو استخدامها في صناعات مختلفة، كنافورة المياه المكونة من عجَل جرَّافة، وسلة نفايات حديد، وأخشاب مكسرة أُعيد استخدامها.

تتابع "الغول" قولها أن هناكَ أهدافاً مستقبلية لتوسعة المكان، إضافةً للهدف الأساسي وهو تغيير الثقافة السائدة بين الناس، في الحفاظ على البيئة، ووضع بصمةً للفن البنَّاء أمامهم.

وتضيف "الغول" أن "التعاونية" لاقت إقبالاً كبيراً من الناس، وتوجهاً ملحوظاً في الخدمة الذاتية، والحفاظ على نظافة المكان.

204900367_545052869853610_7184320907562536454_n.jpg

 

"عطاء"

وفي إشارة لمانحي الدعم لهذا المشروع، يؤكد الفنان علي مهنا لـ"وكالة سند للأنباء"، وهو أحد القائمين على هذه المبادرة، أن التعاونية حصلت على منحة الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية من مؤسسة القطان، والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون SDC.

ويشير "مهنا" إلى أن بلدية غزة كان لها الدور الكبير التي امتدت بدعمهم من بداية المشروع إلى الآن.

رحلة "سند" مستمرة

إبداعٌ يتجدد، وأناملٌ ترسم الحياة، لتنتشل العقول من بؤس الضغوط والدمار، لحياة فوق الحياة التي حلُمنا، بإمكانيات بسيطة، وأرواحٍ لا حدود لشغفها والسعي في المُضي قُدُماً، كانت رحلة " وكالة سند للأنباء" ولن تتوقف هُنا.

 

203058611_4398076613559638_6654629383699844116_n.jpg


 

202919056_962205494572766_6140181617892601014_n.jpg


202770887_333742444870371_3034180672442628086_n.jpg
 

203370811_4200189633378659_8865771726645829042_n.jpg