دفع شغف المواطن فتحي أبز غرابة (46 عاما) بصناعة السيارات وتصميمها، إلى ابتكار سيارة سباق من معدات قديمة، سعى جاهدا لتوفيرها، في ظل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنع دخول العديد منها إلى القطاع.

أبو غرابة والذي يعمل بائعا في دكانة خاصة به داخل منزله، في حي المصدر وسط قطاع غزة ، استغل خبرته وموهبة وشغفه، إلى جانب وقت فراغه، لتصميم السيارات، وإعادة تدوير قطع السيارات القديمة المهترئة الموجود في غزة.

يقول لوكالة سند للأنباء، أنه عمل لسنوات ميكانيكيا في مجال السيارات، واكتسب خبرة ومعرفة كافية في هذا المجال، بالرغم من أنه لم يدرسها بشكل أكاديمي إطلاقا.

ويبين أنه منذ صغره تعلم فك وتركيب السيارات والدراجات الهوائية عبر محاولاته المتكررة لإصلاحها، إلى أن كوّن خبرة كافية، تؤهله لذلك.

ما الذي دفعك لتصميم سيارة سباق، في قطاع يفتقد لشوارع ومسارات مؤهلة لقيادتها، وما الهدف من صناعتها؟ يجيب أبو غرابة: " حبي لهذا المجال وإصراري على صناعة شيئ مختلف من أدوات وآلالات مهترئة، دفعني إلى ذلك، رغم استهجان كل من حولني من الفكرة".

كانت فكرة العثور على مولد يصلح لصناعة سيارة السباق في قطاع غزة، وإطارات لها، تحديا كبيرا واجهها أبو غرابة خلال مشوار عمله في ذلك، والذي استغرق ما يقارب السبعة أشهر.

يقول أبو غرابة أنه استغرق شهرين كاملين وهو يبحث عن مولد كبير، يصلح لتشغيل سيارة سباق، لا سيما أنه تلك المولدات ممنوعة من دخول القطاع، بحكم الحصار الإسرائيلي المفروض على الكثير من البضائع.

وبعد رحلة بحث استغرقت الشهرين، عثر أبو غرابة أخيرا على مولد مهترئ، لدى أحد المواطنين، كان في القطاع، تعود صناعته لعام 1987، ويضيف " عثرت أخيرا على الولد لدى أحد المواطنين، كانت حالته سيئة جدا، لأنه قديم وتالف، لكن ذو مواصفات وقوة عالية، وأظنه الوحيد في غزة".

تنفس أبو غرابة الصعداء، بعدما عثر على المولد، بالرغم من أنه استغرق منه مدة وجهدا كبيرا في صيانته وإعادة تشغيله حتى أصبح صالحا لذلك، فقد استطاع اجتياز أحد أكبر الصعوبات التي من الممكن أن تواجهه، وبقي له أن يجد إطارات مناسبة للسيارة.

توجه الأربعيني إلى بائعي الخردة، والأماكن المخصصة للتخلص من قطع السيارات المتعطلة وغير لصالحة للاستخدام، إلى أن وجد لدى أحد البائعين إطارين كبيرين، لكنه صدم بسعرهم الذي تجاوز الـ1000 شيكل.

إصرار أبو غرابة على إكمال مشروعه في صناعة سيارة سباق هي الأولى من نوعها في غزة، جعله يتجاهل كل الصعاب، ويمضي في فكرته، كي تكتمل وترى النور.

وبعد سبعة أشهر من العمل في تركيب وصيانة قطع الخردة، تمكن أخيرا من إتمام صناعة أول سيارة سباق في غزة، ليواجه عقبة ثالثة، والتي تتمثل في إيجاد المكان المناسب لسيرها، غير أنه قرر سحبها بواسطة سيارته إلى أحد المناطق الزراعية الخالية في جنوب قطاع غزة، وسط فرحة، غمرته مع عائلته وأصدقاءه.

ويشير أبو غرابة إلى أن سرعة السيارة تصل إلى 360 كيلو متر/ الساعة، وأن تكلفتها الإجمالية مرتفعة جدا مقارنة بأنها صنعت من قطاع الخردة، حيث وصلت تكلفتها إلى 3500 دولار أمريكي.

ولم تكن تلك السيارة الأولى التي صنعها الأربعيني، فقد استطاع وعبر السنوات الماضية من صناعة سيارة مخصصة للرش الزراعي، كما صنع سيارة صغيرة تقل شخصين فقط.

ويتمنى أبو غرابة أن يطور موهبة في صناعة السيارات، وأن تتوفر القطع والآلات اللازمة لذلك في قطاع غزة، كما باقي دول العالم، ليجد فرصته في صناعة أنوعا مختلفة  من السيارات، المخصصة للسباق وغيرها.