الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

"وُريقة".. مشروع يصنع الجمال بأنامل "إيمان" ووالدها

حجم الخط
متجر وريقة.jpg
غزة - فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

مع كل نخزة إبرة وخيط، وألوان الأكريليك التي تخطها أنامل "إيمان" ترسم نقوشاً مصنوعةً بحب وشغف؛ للوصول إلى حلم مرتقب، والسعي في الحياة لتحدي كل صعب.

"وُريقة" مشروعٌ صغير بدأ بطريق لإثبات الذات والصراع مع ظروف الحياة، سارت فيه الشابة إيمان حنيدق ووالدها حسين من قطاع غزة؛ لتصميم وخياطة الحقائب القماشية وبيعها "أون لاين" عبر الإنترنت.

من الثانية على دفعة اختصاص السكرتارية والسجل الطبي، إلى سوق العمل الذي كان بمثابة كارثة في ظل تفشي البطالة، وشُح الفرص، والظروف الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة.

244608470_574789093793563_1413039567587387167_n(1).jpg

239232970_234128085300870_9200314054987598669_n(1).jpg

 

"وُرَيقة"

تروي إيمان حنيدق لـ"وكالة سند للأنباء"، قصة مشروع "وُرَيقة" القائم على تصميم الحقائب القماشية، الذي بدأت به منذ الشهر والنصف، إذ يعمل والدها على خياطة الحقيبة، وهي تقوم بالتطريز أو التلوين؛ لتوفر اللامتوفر في قطاع غزة من غزة نفسها.

تستخدم "حنيدق" في مشروعها أدواتٍ بسيطة تتمثل في ماكنة خياطة واحدة، إضافةً لألوان الأكريليك وخيوط التطريز، وقماش السيليكون حيث تذهب أسبوعياً لشراء الأدوات اللازمة والقماش من محاله المختصة.

تستهل "إيمان" خطواتها بتصميم الحقيبة في رأسها، أو خربشتها على ورق، ثم تختار الشكل النهائي لتبدأ بالتصميم الذي يختلف باختلاف طلبات الزبائن.

ثم تنتقل لعملية التطريز في حين كان التصميم من التطريز فحسب، أما إذا احتوت الحقيبة على الألوان فتبدأ بالتطريز الذي يعقبه التلوين، لتنتقل إلى عملية الخياطة التي يقوم بها والدها، ونهايةً قص الخيوط الزائدة، ثم التغليف وإرسال الحقيبة إلى منزل الزبونة بالمجان، بعبارة كُتب عليها " شكراً لتعاملك مع وُريقة".

WhatsApp Image 2021-10-23 at 9.03.26 AM (1).jpeg

 

WhatsApp Image 2021-10-23 at 9.03.25 AM.jpeg

 

"الخطوة الأولى"

أما البداية فكانت برغبة "حنيدق" امتلاك مشروع خاص بها يمثلها كَشابةٍ موهوبة في الرسم، لكن ضيق الحال حال دون ذلك؛ كَون المشاريع بحاجة إلى رأس مال إما بسيط أو كبير، وقدرات العائلة المادية كانت ضئيلة.

تبيِّن ضيفتنا أنها عملت بالتغليف والتخطيط بخطها الجميل في محلٍ صغير للهدايا، ثم انتقلت لعملٍ آخر يأخذها نحو رأس المال البسيط الذي ترغبه للبدء بمشروعها.

تحدثنا "إيمان" عن سعيها للالتحاق بوظيفةٍ في اختصاصها الجامعي؛ لتحقيق رغبتها بإنشاء مشروعها الخاص، ومساعدة العائلة في مصروفها، لكن الفرص الضئيلة منعت "حنيدق" من العمل في ذاك الاختصاص.

لم يقف شُح الفرص عائقاً أمام أمل "حنيدق"، فشرعت بصقل مهاراتها وأخذ الدورات التدريبية، كذلك العمل بدون مقابل مادي لاكتساب الخبرة، والعمل في مراكز للدورات بعائدِ ضئيل يُشكل بدل المواصلات فقط.

وفي سؤالنا عن "وريقة" حديث الإنشاء، توضح لنا "إيمان" أن مشروعها ينمو صاعداً، حيث تشهد إقبالاً ملحوظاً على منتجاتها التي تلائم طالبات الجامعات وغيرهن، ويتم الشراء من خلال طلب اللون والشكل المرغوب عبر الإنترنت.

"لم أولد بملعقة من ذهب في فمي وأيضاً لا أسعى لذلك، أتخيل لو كنت أحصل على ما أريده بالمجان وبلا تعب، لبدا الأمر مملاً جداً وكأنه ليس من حقي"، جملةٌ عبَّرت بها "إيمان" عن رضاها لما وصلت إليه بعد عناء دام فترات طويلة من العناء في ضيق الحال، والبحث عن عمل.

تعتبر "إيمان" مشروع "وُريقة" خطوة لبداية طريق طويل، تمارس فيه هوايتها وتصنع السعادة لغيرها بحُب، تتمثل خطوتها القادمة في الشروع بصنع المحافظ والدفاتر من الجلد الشفاف، كأول شابة في القطاع تقوم بهذا العمل، إضافةً إلى دفاتر الذكريات بالورق الأسود المقوّى واللواصق المزركشة، وكذلك غلافات الهواتف المحمولة، وفقاً لما ذكرته لـ"سند".

WhatsApp Image 2021-10-23 at 9.03.26 AM.jpeg

 

WhatsApp Image 2021-10-23 at 9.03.25 AM (1).jpeg

 

243832788_1762451327273015_8001062390028816326_n.jpg

 

"فخورٌ بـ"إيمان"

أما عن السيد "حسين حنيدق" والد "إيمان"، الذي يعمل في مصنع للخياطة براتب بسيط يعيل العائلة ومتطلباتها، يوضح لـ"وكالة سند للأنباء"، أنه داعم لمشروع ابنته التي يرى لمعة عينيها وهي تصنع ما تحب، لتكون يوماً ما شخصاً مستقلاً قادراً على العطاء.

يستمر "حسين" بالعمل منذ ساعات الصباح الباكر حتى الساعة السابعة مساءً، ليبدأ بعد ذلك العمل مع ابنته إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.

يعبر "حسين" عن فخره بابنته، فيقول: "أحب عمل ابنتي وأحب الوقوف بجانبها كداعمٍ لها، "ففي ظل أوضاع معيشية صعبة أرى أقل فعلٍ هو إنجازٌ بحد ذاته ترسمه أصابع ابنتي لتصل إلى حُلُمها".

WhatsApp Image 2021-10-23 at 9.03.27 AM.jpeg

238924647_580047600025832_1488619043366017743_n.jpg



 

WhatsApp Image 2021-10-21 at 1.39.30 PM (2).jpeg

 

"ارتفاعٌ في نسب البطالة"

وهنا يذكر مدير عام العلاقات العامة والإعلان في غرفة تجارة وصناعة غزة ماهر الطباع، لـ"وكالة سند للأنباء" أن معدلات البطالة ارتفعت لتتخطى الـ67% في قطاع غزة.

ويُشير ضيفنا إلى أن القطاع المحاصر يضمّ ربع مليون عاطل عن العمل، مؤكداً أن هذه النسبة ترتفع بين فئة الخريجين والتجار إلى 78%.

ويُوضح أن هذه النسب هي نتاج الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 15 عامًا، والذي أدى لانعدام القدرة الشرائية للمواطنين، وارتفاع معدلات الفقر.

ووفق مركز الإحصاء الفلسطيني، فقد تجاوزت نسبة البطالة في غزة حاجز الـ 67%، وسط تزايد في نسب الفقر.