الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"بايدن" و"حل الدولتين"... هل يملك "عصا سحرية" لتحقيقه؟

حجم الخط
سياسة-بايدن.jpg
غزة-وكالة سند للأنباء

رغم الحماسة التي أبداها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حملته الانتخابية في 2020م، وبعد تنصيبه رئيسًا لأمريكا في يناير/كانون الثاني 2021م تجاه مشروع التسوية السياسية وإمكانية دفعها نحو الأمام، إلّا أن سلوك الحكومة الإسرائيلية الداعم للاستيطان وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حسمت الموقف مجددًا بأنه "لا عودة للوراء".

بحسب مختصين في الشأن السياسي، فإن الرفض الإسرائيلي لمشروع خيار حل الدولتين، وعدم القناعة بحل الدولة الواحدة ثنائية القومية، ودولة ديمقراطية واحدة، عوامل تشٌّكل كوابح لتدشين مشروع سياسي نهائي يفضي لخيار تسوية حقيقي.

اتصالات مستمرة

منذ تولي الإدارة الأمريكية الجديدة دفة القيادة في البيت الأبيض في يناير 2021، حرص "بايدن" على إنضاج مشروع سياسي يحاكي فيها سياسة الديمقراطيين التقليدية، بالحرص الدائم على تدشين مشروع يمهد لإطلاق مفاوضات تبحث الحل النهائي.

وبعد العدوان الأخير على غزة في مايو/أيار الماضي على قطاع غزة قال الرئيس الأمريكي في خطاب له، "لا نزال بحاجة إلى حل الدولتين. إنه الجواب الوحيد"، معبرًا في الوقت نفسه عن اعتقاده بأنه "يمكننا الآن التحرك".

التحرك الأمريكي تجاه دفع عملية التسوية كشف عنه مستشار وزارة الخارجية الفلسطينية د. أحمد الديك، الذي أكد وجود اتصالات متواصلة مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ لاستئناف المفاوضات، لكن يبدو أن هذه الاتصالات لم تفضي لبلورة رؤية ناضجة لهذه اللحظة.

يقول "الديك" لـ "وكالة سند للأنباء"، إن "الجانب الفلسطيني يبدي دائما استعداده الانخراط في عملية تفاوضية صحيحة وحقيقية وليس مفاوضات لأجل المفاوضات"، مضيفًا: "الموضوع قيد الحوار لم يفضي لنتائج عملية واضحة".

ويوضح أن بعض أطراف الرباعية الدولية سعت لتفعيل دورها، مشيرًا الى مطالب واشنطن بضرورة تثبيت التهدئة بما يفضي لعملية تفاوضية بين الجانبين.

ويعبر "الديك" عن أمله أن تفضي هذه الحوارات إلى آليات سريعة تطرحها الرباعية الدولية؛ لإطلاق عملية مفاوضات ذات جدوى، مطالبًا بدور أمريكي فاعل في إعادة عملية السلام لمسارها الصحيح عبر الرباعية العربية يبدأ بعقد مؤتمر دولي وفق رؤية الرئيس محمود عباس.

في هذا الصدد يشير "الديك" إلى وجود تقدم في الموقف الأمريكي في عهد إدارة جو بايدن، من حيث إدانة الاستيطان واعتبار القدس قضية تفاوضية في الحل النهائي، مستدركا في الوقت ذاته: "نحتاج لترجمة هذه الأقوال بالأفعال".

لا خيارات

في المقابل أبدى مراقبون فلسطينيون تشاؤمهم إزاء ما تحمله هذه الاتصالات من جدوى سيما مع جمود الموقف الإسرائيلي الرافض للتعاطي مع أطروحات الأمريكية وضعف الحكومة الراهنة بزعامة نفتالي بينيت.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر إبراهيم ابراش يرى أن "بينيت" لا يريد تقديم أي تنازلات قبل بدء المفاوضات، وسيكون موقفه مرتبطًا بالطرف الفلسطيني ومدى قبوله الانخراط بالمفاوضات وعقد مؤتمر دولي.

ويعتقد "أبراش" في حديثه مع "وكالة سند للأنباء" أنّ "بينيت" قد يلمح لقبوله بحل الدولتين، لكنّه لن يقبل به؛ باعتباره خطئًا استراتيجيًا سترفضه، في حين سينتظر تنازلات فلسطينية من السلطة حتى يقبل بمبدأ فكرة حل الدولتين.

"وفي حال القبول، فإن هذه الفكرة لا تعني شيئا، إذ أن اليمين المتطرف ومنذ انطلاقة عملية التسوية لا يؤمن بحل الدولتين، إضافة لغموض المصطلح الذي يشي بالخداع"، بحسب تعبيره.

وتأسيسًا على هذه المعطيات يستبعد "أبراش" اللجوء إلى تسوية سياسية عادلة للفلسطينيين، نتيجة لمجموعة أسباب؛ أولها إندماج الأنظمة العربية بعملية التطبيع مع إسرائيل، وضعف الموقف الدولي.

ويؤكدَّ أن "أي عملية تسوية قادمة ستكون أسوأ من أوسلو؛ فالتسويات هي محصلة لموازين قوى ولمعادلات القدرة"، مشددًا على أن هذا "الضعف" الذي تتعرض له القضية الفلسطينية لن يساعدها من أن تجني أكثر مما جنته في اتفاق أوسلوا عام 1993م.

يوضح أن الإدارة الامريكية لا تبحث عن تحقيق عملية التسوية، بل تدشين مشروع، وهو ما يلتقي مع الرغبة الإٍسرائيلية؛ لإطالة أمد التفاوض وإغراق الفلسطينيين بالزمن كما فعلوا في اتفاق أوسلو.

ولفت كذلك، إلى تحديات أكبر لدى الإدارة الامريكية من القضية الفلسطينية "التي تحرص على تسكينها فقط، لإتاحة التفرغ لقضايا الصراع في الجبهات الأخرى، خصوصا الملف الإيراني".

حالة ارباك

التحليل السابق يؤيده الكاتب السياسي طلال عوكل الذي يؤكدّ أن الولايات المتحدة تعاني من صداع واهتزاز كبير بعد الانسحاب من أفغانستان وخروجها بصورة الطرف المهزوم من هذا الاحتلال.

يعتقد "عوكل" في حديث مع "وكالة سند للأنباء"، أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وضع الإدارة الأمريكية في حالة إرباك شديدة تجاه الرؤية من العملية السياسية بالمنطقة.

بحسب تصوره فإن الإدارة الأمريكية تبحث حاليًا عن تسكين الحالة الأمنية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية، عبر إطلاق مشروع سياسي يساعدها على استعادة علاقتها بالسلطة من جهة وبناء ثقة مع الإسرائيليين من جهة أخرى.

ويرى أنَّ الإدارة الامريكية بزعامة بايدن، أكثر حرصا على وقف الاستفزاز الإسرائيلي للسلطة، خاصة مع تحولات المشهد في الضفة المحتلة، مستبعداً في الوقت نفسه إمكانية إطلاق أي مشروع سياسي.

ويرجع الأسباب إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية غير مؤهلة للذهاب باتجاه عملية سياسية؛ "فالضعف ينتابها ويمكن أن تسقط في أي وقت"، كما أن السلطة الفلسطينية تواجه تحديات داخلية كبيرة مثل: الانقسام، التحديات الاقتصادية، وترهل النظام السياسي.

وعلى ضوء ما سبق، فإن الأطراف الإقليمية ذات العلاقة لن يكون بمقدورها إتاحة فرصة؛ لاستئناف أي مشروع سياسي يحقق في نهاية المطاف تحقيق اختراق جوهري في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.