الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

يهود "الفلاشا" تمييز وعنصرية ومواطنون من الدرجة الثانية

حجم الخط
003aefb33b.jpg
أحمد البيتاوي- سند للأنباء

أعادت الاحتجاجات المتواصلة التي أطلقها اليهود الأثيوبيون في شوارع "إسرائيل"، تسليط الضوء على هذه الطبقة التي أصبحت تعاني الكثير من التهميش والعنصرية.

ويواصل الآلاف من يهود "الفلاشا" لليوم الـ 3 على التوالي التظاهر، احتجاجًا على مقتل أحدهم، الأحد الماضي، برصاص الشرطة الإسرائيلية.

وادعت شرطة الاحتلال بأن القتيل ألقى حجرًا هدد حياة رجال الشرطة خلال شجار في إحدى الحدائق العامة.

من هم "الفلاشا"؟

ويهود "الفلاشا" أو يهود "الحبشة "هم الذين هاجروا من إثيوبيا أو الذين ينحدرون من أولئك الذين هاجروا منها إلى الدولة العبرية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الـ 20، ويقدر عددهم اليوم بنحو 130 ألفًا.

وبالعودة إلى التاريخ، وفي العام 1975، قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين بتطبيق "قانون العودة" عليهم، وبدأت هجرتهم الجماعية في الفترة بين عامي 1979 و1990.

ووصل خلال هذه الفترة 16 ألف يهودي إثيوبي إلى فلسطين المحتلة.

ويعاني هؤلاء منذ وصولهم، من مظاهر عديدة من التمييز العنصري والتفرقة العرقية والدينية، فهم، ووفق مراقبين، لا يتمتعون بنفس حقوق التعليم والوظائف في المجتمع الإسرائيلي.

ففي العام 2005، أشارت إحدى الدراسات إلى أن معدل البطالة بلغ في أوساطهم 65%، كما أظهرت دراسة أخرى أجريت عام 2012 أن معدل دخل اليهودي من أصل إثيوبي أقل بنسبة 30-40% من دخل فلسطينيي 1948، الذين هم بدورهم يعانون من العنصرية.

ونظرًا للتمييز العنصري ضدهم، فإن "الفلاشا" يعيشون في أحياء خاصة بهم وفي مناطق محددة بعيدة عن المدن الكبيرة والمناطق الراقية. وينتشرون في بعض المناطق والمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

محطات من الصدام

ورغم مضي أكثر من 40 عامًا على وصول أول يهودي أثيوبي إلى دولة الاحتلال، غير أن هاجس العنصرية وشبح التفرقة ظل يلاحقهم، وبقي يلقي بظلال قاتمة ومتوترة على علاقتهم مع المجتمع ومؤسسات الدولة.

وطوال العقود الماضية دخل يهود "الفلاشا" في أكثر من صدام مع الشرطة الإسرائيلية التي كانت تتعامل مهم في كل مرة بخشونة لافتة وقمع غير مبرر أدلى لمقتل 3 منهم في حوادث متفرقة خلال العامين الأخيرين فقط، و12 منذ بداية قدومهم.

ففي عام 2012، اقتحم نحو 3 آلاف يهودي إثيوبي مقر الكنيست، بعد رفض اليهود البيض جنوب إسرائيل بيعهم أو تأجيرهم بيوت في تلك المنطقة.

ورفع المتظاهرون يومها شعارات قالوا فيها: "دمنا الأحمر يصلح فقط للحروب"، و"وجوهنا سود ولكن قلوبنا بيضاء.. وأنتم وجوهكم بيض وقلوبكم سوداء.. متى ستستنكر العنصرية؟".

وعام 2015 اصطدم يهود "الفلاشا" مع الشرطة وسط تل أبيب احتجاجًا على الممارسات العنصرية ضدهم، بعد احتجاجات مشابهة لهم في القدس المحتلة قبل عدة أيام فجرها اعتداء رجل شرطة على جندي إثيوبي.

ورفع المتظاهرون في "ميدان رابين" بقلب تل أبيب لافتات تندد بالعنصرية وتدعو إلى مساواة الإثيوبيين ودمجهم في المجتمع، وهتفوا ضد الشرطة واتهموها بالعنصرية والعدوانية تجاههم.

خلاف على يهوديتهم

الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي، أشار إلى أن أساس هذه النظرة الدونية ليهود "الفلاشا" سواء من قبل المجتمع أو الدولة هو خلاف داخلي وعدم الجزم بنقاوة يهوديتهم.

وتابع: "المؤسسة الدينية كانت ترفض حتى وقت قريب اعتبارهم يهودًا، ولكن وبعد ضغوط سياسية ولإيجاد نوع من التوازن الديموغرافي مع الفلسطينيين اضطر كبار حاخامات اليهود اعتبارهم كذلك وجلبهم إلى إسرائيل".

ويشير الهندي في تصريحات خاصة لـ "سند" إلى أن التمييز العنصري بحق "الفلاشا" يبدأ بمجرد وصولهم لدولة الاحتلال.

وبيّن: "حيث يتم تجميعهم في معسكرات خاصة ومن ثم يتم توزيعهم على المناطق الإسرائيلية بشكل تدريجي، فالدولة تعتبرهم مواطنين بحاجة لإعادة تأهيل وتدريب".

وأكد أن العنصرية متجذرة داخل المجتمع منذ نشأت إسرائيل، "فالحركة الصهيونية في بدايتها كانت تدعو اليهود الشرقيين لعدم الإنجاب، في حي كانت تطالب نظرائهم الغربيين عكس ذلك وتضع لهم الكثير من المحفزات".

وحسب الهندي فإن تل أبيب تتعامل مع يهود "الفلاشا" بطريقة مختلفة، وتنظر لهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية وتعتبرهم في مرحلة متوسطة فوق العرب وأقل من اليهود الغربيين.

ويتابع: "يشكل الفلاشا ما نسبته 1% من عدد سكان دولة الاحتلال، ولكن عند النظر في حجم المخالفات نجد أن 3.5% منها مسجلة ضدهم، وهي نسبة غير منطقية وتؤكد على وجود تفرقة في طريقة تعامل السلطات معهم".

ويلفت إلى أن الفلاشا يُعتبرون جماعة مغلقة، يتزوجون من بعضهم ويعيشون في أحياء خاصة بهم ويتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم الأفريقية، وهو ما يجعلهم غرباء في نظر بقية طبقات المجتمع.

وحول إمكانية حصول هجرة عكسية ليهود "الفلاشا" وعودتهم لموطنهم الأصلي بسبب التمييز الذي يتعرضون له في دولة الاحتلال، قلّل الهندي من احتمالية ذلك "نظرًا للأوضاع الصعبة التي يعيشها اليهود في أثيوبيا وقدرة إسرائيل على إيجاد حلول جزئية وآنية لمشاكلهم".