حذرت هيئات فلسطينية ودولية من خطورة الأوضاع الصحية لستّة أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

والمضربون هم، علاء الأعرج، المضرب عن الطعام منذ 57 يوما، ومقداد القواسمة (75 يومًا)، وكايد الفسفوس (82 يوما)، وهشام أبو هواش (49 يومًا)، ورايق بشارات منذ (44 يومًا)، وشادي ابو عكر (41يومًا).

غاية في الخطورة

ووصف المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يحيى مسودة وضع الأسرى المضربين بـ"الخطير جدا"، خاصة الأسيرين "الفسفوس" و"القواسمة".

وقال "مسودة" لـ "وكالة سند للأنباء": "إنهما أمضيا ما يزيد عن 80 يومًا في الاضراب وهذه مدّة كافية لتعريض حياتهم للخطر الشديد".

وأردف أن طبيب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، زار الأسيرين، واطلع على الخطورة العالية التي تواجه حالتهما الصحية، مشيرًا إلى أن آخر زيارة أجرتها لـ "الفسفوس" كانت في 29 أيلول/ سبتبمر الماضي، بينما "القواسمة" في 30 أيلول.

 

وفي وقتٍ سابق من اليوم أعرب "الصليب الأحمر" عن قلقه البالغ بشأن العواقب المحتملة لهذا الإضراب على صحة الأسيرين "الفسفوس" و"القوامسة"، مطالبةً السلطات المختصة والمعتقلين وممثّليهم على إيجاد حل يجنّبهم فقدان الحياة.

بدوره، عدّ المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، طبيب "الصليب الأحمر" بشأن ظروف المضربين، "مؤشرا واضحا على صدق المعلومات والرواية الفلسطينية حول خطورة الوضع الصحي للأسرى".

وتابع "عبد ربه" لـ "وكالة سند للأنباء" أن الأسرى يمرون في ظروف صحية خطيرة، وتزداد تدهورا في ظل استمرارهم بالإضراب بهدف تحقيق مطالبهم العادلة.

 

وبيّن أنّ الأسرى يعانون من نسب متفاوتة في انخفاض السوائل، وهذا من شأنه أن يؤثر على وظيفة الأعضاء الحيوية كالكلى والكبد والرئتين والقلب.

وحذر "عبد ربه" أن هذا التدهور قد يعرض حياتهم لانتكاسات مفاجئة، تقودهم لشلل أو إعاقة دائمة أو فقدان الحياة.

ورغم تدهور صحّة الأسرى فإن إدارة السجون _تبعًا لعبد ربه_ ترفض الاستجابة لمطالب الأسرى المتمثلة بتحديد سقف زمني لاعتقالهم التعسفي.

وأورد أن محامي "هيئة الأسرى" بصدد التوجه لما تسمى بـ"محكمة العدل العليا" الإسرائيلية، لانتزاع قرار في ظل الخطورة الحقيقية التي تهدد الأسير "الفسفوس".

احتمالية الشهادة

طارق الفسفوس عم الأسير كايد، وصف من جهته، وضعه الصحي بـ"الخطير للغاية"، متحدثًا عن توقعات عائلية باستقبال أي خبر سيء بشأن حياته.

وأردف "الفسفوس" لـ"وكالة سند للأنباء" أن "كايد فقد 40 كم من وزنه، ويعاني من اضطراب شديد بالقلب ونقص الأملاح، وانتشار للفطريات في الفم، إلى جانب معاناته بنوبات ألم في صدره".

وحذر "الفسفوس" أن ابن شقيقه والأسير "القواسمة" معرضان في أي لحظة للاستشهاد نتيجة تجاهل سلطات الاحتلال لمطالبهم.

 

يُشار إلى أن "الفسفوس" أمضى في سجون الاحتلال 6 سنوات على عدة فترات، واعتقاله الحالي بدأ في شهر تموز/يوليو 2020، ثم صدر بحقه أمر اعتقال إداري لستة شهور، وتم تجديده لستة شهور أخرى، ثم أربعة شهور تنتهي في شهر ديسبمر/ كانون أول المقبل، لكن لا يوجد قرار قضائي بأن يكون هذا التمديد هو الأخير.

أما إيمان بدر والدة الأسير "قواسمة" تحدثت عن تدهور خطير طرأ على صحة ابنها منذ 5 أيام وفق ما نقله لها "الصليب الأحمر" متسائلةً: "فكيف هو وضعه الآن؟".

وحرمت سلطات الاحتلال، والدة "مقداد" من زيارته منذ اعتقاله بذريعة المنع الأمني وعدم تلقي لقاح "كورونا"، تُضيف لـ "وكالة سند للأنباء": "الوضع صعب وأنا كأم بانتظار أي خبر عن ابني".

وناشدت والدته، الصليب الأحمر بالتنسيق لها ولعائلتها لزيارة "مقداد" ومتابعة وضعه الصحي عن كثب، مستهجنةً الصمت الدولي الحقوقي إزاء قضية الأسرى الستة المضربين.

 

يُذكر أن "مقداد" طالب في كلية خضوري، وقد حلَّ تخرجه مؤخرًا وهو بداخل السجن، علمًا أنه للاعتقال عدة مرات سابقًا كانت أولاها سنة 2015، وبلغ مجموع سنواته في الاعتقال 4 سنوات بين أحكام واعتقال إداري.