الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

"بناء المعابد" داخل المستوطنات.. استيطان ديني ذو أبعاد سياسية

حجم الخط
مستوطنون.jpg
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

لم يكتفِ الاحتلال بسرقةِ الأرض الفلسطينية، بل سعت الحكومة الإسرائيلية إلى تكريس الاستيطان في الضفة الغربية عبر بناء معابد داخل المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

ويُعد بناء المعابد داخل المستوطنات، من أخطر أنواع الاستيطان الذي يُمارس ضد الأراضي الفلسطينية.

وفي سبتمبر/أيلول المنصرم، منح وزير الشؤون الدينية "ماتان كاهانا" من حزب "يمينا" الذي يترأسه رئيس الوزراء نفتالي بينيت معايير جديدة؛ لدعم الحكومة لإنشاء المعابد اليهودية في مستوطنات الضفة.

وتنص تلك المعايير على توزيع 20 مليون شيكل "6.25 ملايين دولار" على 30 مستوطنة بالضفة الغربية لبناء معابد وكنس يهودية.

ويتم تقديم هذا الدعم لبناء المعابد في بلدات إسرائيلية سنويًّا، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تُمنح فيها الأولوية لـ "منطقة ذات حساسية أمنية"، وفق صحيفة يديعوت الإسرائيلية.

"إضفاء قدسية زائفة"

شنًّ المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، حملة شعواء على القرار متهمًا حكومة الاحتلال بقرارها في محاولة إضفاء القدسية والبعد الديني الزائف على الأرض الفلسطينية عبر الاستيطان الديني كواحد من أخطر أنواع الاستيطان.

واستغلت حكومات الاحتلال المتعاقبة عددًا من الحجج؛ لتقوية الاستيطان كأمر واقع وإفراغ الأرض من أصحابها وتقليل تواجد الفلسطينيين بالمناطق المصنفة "ج ".

ويخشى المراقبون، من تحويل المعابد الدينية خاصة القريبة من الخط الأخضر لمدارس دينية يصعب إخلاؤها باللعب على العامل الديني ومشاعر المتدينين وفق ما يراه النائب الأسبق في الكنيست إمطانس شحادة في تصريحاتٍ سابقة حول الموضوع.

"مغازلة المستوطنين"

يقول النائب في المجلس التشريعي والوزير الأسبق عبد الرحمن زيدان، "إن قرار بناء معابد داخل المستوطنات هو محاولة لإضفاء الطابع الديني على الاستيطان لافتًا إلى كسب أصوات المستوطنين وتوجهات سياسية بتثبيت مباني ذات قدسية".

ويؤكد "زيدان" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن القرار يُشكّل عائقًا أمام أي حلول أو انسحاب وإخلاء من الضفة، مُردفًا أن ذلك يزيد الأمور تعقيدًا فوق تعقيد خاصة في التشجيع للتوسع الاستيطاني بادعاء واستحضار قدسية زائفة على الأرض والتاريخ ".

"توجهات يمينية"

ويشير المختص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي، "إلى أن الجذور اليمينية الإسرائيلية المتدنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، هي التي تحكم طبيعة سياساته وتوجهاته في القرارات".

ويضيف "ياغي" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن هذه الرؤيا التي يدعمها "بينيت" بقوة ويقودها المستوطنين وبالذات في الضفة الغربية؛ لتعزيز شعبيته بين المستوطنين التي خسرها نتيجة تآلفه مع أحزاب اليسار في حكومة تبديل نتتياهو.

ويلخص "ياغي" القرار، أن "بينيت" يرسل رسائل عملية للقاصي والداني وللصديق والعدو، مُعتقدًا أنه الأجدر بزعامة اليمين وليس نتنياهو، وأنه يمارس خطوات عملية في تأكيد الشرعية الدينية والحق الرباني في أرض إسرائيل وفي مركزها الضفة الغربية والقدس".

ويأتي الدعم لبناء المعابد، في خطوة سياسية واضحة عن عدم وجود نية لدى حكومة بينيت- لابيد لأي توجه نحو ما يسمى عملية السلام، وهي تأكيد لفكرهم وعقيدتهم التوراتية التي يستندون إليها في الاستمرار بالاستيطان والسيطرة وفرض السيادة على الضفة الغربية ومدينة القدس، وفق "ياغي".