الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مستوطنة "كدوميم".. استيطان ديني برؤوس أمنية وعسكرية

حجم الخط
الاستيطان (2).jpg
قلقيلية - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

على الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وقلقيلية شمال الضفة الغربية، يلفتك مشهد ميدان الورود وساحة تدريب الفروسية المقام على مدخل مستوطنة "كدوميم"، تاركًا حسرة في قلوب أصحاب الأراضي المسلوبة، لينعم المستوطنون برفاهيتهم.

في العام 1975 وُضعت النواة الأولى لمستوطنة "قدوميم" شرق قلقيلية، على أنقاض معسكر للجيش الأردني، حتى أصبحت من أكبر المستوطنات في الضفة الغربية، تضم على مساحتها الممتدة على آلاف الدونمات خمس تجمعات استيطانية.

إقامتها، سلبت المستوطنة آلاف الدونمات من أراضي بلدات كفر قدوم وإماتين وجيت، مانعة بذلك التمدد العمراني للفلسطينيين فوق أراضيهم الممتدة باتجاه المستوطنة.

وفي الـ 29 من كانون ثاني/ يناير الماضي، شهدت المستوطنة محاولة تنفيذ عملية إطلاق نار، عندما تمكن الشاب كرم علي سلمان (18 عامًا) من قرية قوصين، من الوصول إلى محيط المستوطنة، في محاولته لتنفيذ عملية إطلاق نار، قبل أن يكتشف حارس المستوطنة أمره ويطلق النار عليه، ويرتقي شهيدًا.

منع التمدد العمراني..

وتشكل المستوطنة كابوسًا لأهالي القرى المجاورة لها، حيث تبسط بتجمعاتها الاستيطانية الخمسة السيطرة على تلال جبلية أهمها جبلي "محمد وسعدة"، ومنطقة "بار أون" الصناعية، التي تعد مجلسًا إقليميًا لـ "كدوميم".

وتمنع المستوطنة أهالي بلدة كفر قدوم من الوصول لـ 11 دونم، صنفت ضمن مناطق (ج)، لتصل نسبة الأراضي المصادرة من القرية 60%، وفق مدير مكتب هيئة الجدار والاستيطان في شمال الضفة مراد اشتيوي .

وعن الخطر الذي تشكله المستوطنة ومصادرتها للأراضي المحيطة بها، يقول "اشتيوي": "إن المصادرة وتصنيفات "ج"، منعت التمدد العمراني الطبيعي للقرى الفلسطينية في المنطقة، مع بقاء هذه الأراضي في دائرة مخاطر الضم في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة" .

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "تصنف المستوطنة ضمن دائرة الاستيطان الديني، حيث تضم المعهد الديني اليهودي "متسبيه يشاي"، إضافة لبناء مقبرة دينية، تشير لاستحالة تفكيك المستوطنة تبعًا لعقيدة بناء المقابر اليهودية في الأراضي المقدسة على حد زعمهم" .

ومنذ عام 2003 وقرية "كفر قدوم" تعاني جراء إغلاق قوات الاحتلال لمدخلها الرئيسي، بدعوى "توفير الأمن والاستقرار للمستوطنين، ومنع المخاطر الأمنية" التي تشكله المسيرات والتظاهرات الرافضة للاستيطان، وفق اشتيوي.

وتشهد "كفر قدوم" مسيرات شعبية أسبوعية مناهضة للاستيطان، ورافضة لإغلاق مدخلها الرئيسي، حيث تشهد تلك الفعاليات مواجهات أصيب فيها مئات الفلسطينيين خلال السنوات الماضية، كما كان أحد شهدائها المسن السبعيني سعيد جاسر علي من البلدة.

اعتداءات المستوطنين

من جانبه، يشير عضو المجلس المحلي لبلدة إماتين، كمال البري، إلى سلسلة الاعتداءات المتواصلة للمستوطنين المتطرفين والجنود وأمن المستوطنة بحق الأهالي وأصحاب الأراضي، حيث ينتشر المستوطنون في الشارع الرئيسي المحاذي للبلدة ويعتدون على المواطنين ويحطمون سياراتهم .

ويكشف "البري" خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، عن مخططات يجري شقها حاليا بهدف توسيع البؤر الاستيطانية، خاصة "متسبيه يشاي" وصولا لوادي "سَوَندك" بأراضي بلدة جيت والقرى المجاورة.

وتملك عائلة البري زهاء 300 دونم في خلة حمودة والجبل الأحمر، إلا أنهم يمنعون من الوصول إليها، بينما استطاعوا إفشال شق طرق فيها عبر قضية رفعت ضد المستوطنين، والوقوف أمام الجرافات وطرد المستوطنين، في حين لم تبتعد عنها المخاطر والاستهداف المسعور في أية لحظة، وفق البري.

مستوطنة دينية وعسكرية..

من جهته، يعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، مستوطنة "كدوميم" واحدة من معاقل التطرف والصهيونية الدينية التي يقطنها ويتزعمها وزير المالية المتطرف "بتسلئيل سموتريش" والقيادية "دانييلا فايتس"، وعمدتها المعروف "حننيل دورني" وآخرين .

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "تضم المستوطنة 17 كنيسا دينيا، ومدارس ومعاهد دينية، ومؤسسات تعليمية تنشر الفكر المتطرف، ومعسكرا لمقر لواء "إفرايم" يحتوي مخازن أسلحة ثقيلة وذخائر، إضافة لمقر اعتقالي ومقر لتدريب الشرطة العسكرية ومنطقتين صناعيتين".

ويسكن المستوطنة عددًا من ضباط جيش الاحتلال، كما تم حفر العديد من آبار المياه الضخمة فيها، والتي تزود مدن الداخل الفلسطيني عام 1948، وفق بشارات.