الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

مستوطنة "عمنوئيل" شمال الضفة.. القرميد الأحمر يفترس جبل الذئب

حجم الخط
مستوطنة إسرائيلية
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

فوق تلال جبل الذئب الممتد بين سلفيت وقلقيلية شمال الضفة الغربية، وعلى مساحة تصل زهاء عشرة آلاف دونم، يواصل المستوطنون ذوو الأصول الأوروبية "الحريدية" التوسع في جميع الاتجاهات على حساب القرى الفلسطينية، ملتهمين أراض يملكها الفلسطينيون أبّا عن جد، بالتزوير والخداع حينًا وبالقوة والعربدة أحيانًا أخرى.

ومنذ عام 1983م، وُضع حجر الأساس لمستوطنة "عمنوئيل" في تلك المنطقة، بحسب دراسة أعدها الباحث محمود مرداوي، ذكر فيها أن اسم المستوطنة يعني "الله معنا"، ويعتقد أن الاسم جاء تيمناً بابن النبي يوشع بن نون .

وشملت النواة الأولى لـ"عمنوئيل" 520 دونما من تلال جبل الذئب والمملوكة لفلسطينيين من قرى دير إستيا وإماتين وجينصافوط، ما لبثت أن توسعت لنحو 400 دونم آخرين عام 1991 لتضم منطقة صناعية.

ووفق معلومات حصلت عليها "وكالة سند للأنباء" من مركز أبحاث الأراضي، تستعد المستوطنة لالتهام 200 دونم جديدة.

الباحث في مركز أبحاث الأراضي رائد موقدي، يعود بنا للبدايات الأولى لزراعة المستوطنة في قلب منطقة وادي قانا، ويقول إن الهدف الرئيسي هو السيطرة على حوض محمية الوادي وعلى حساب المخططات الهيكلية وأراضي القرى الفلسطينية المجاورة .

ويشير موقدي في حديث لـ"وكالة سند للأنباء"، أن مجلسًا محليًا استيطانيًا أعلن في البداية عن إقامة "عمنوئيل"، تلاه توسع المنطقة الصناعية، والتي تضم مصانع المخللات وتسبب أضرارًا بيئية وزراعية سريعة الفعل والتأثير وتغيير وجه الأرض والزراعات.

نمط عمراني حديث

ويبّين الباحث أن النمط العمراني الحديث للمستوطنة أنشئ وفق التقاليد الأوروبية التي ينتمي إليها "الحريديم"، وأغلبهم يقطنون "عمنوئيل"، ناهيك عن بساط أحمر من القرميد يكسو المساحات الطبيعية من المحمية والأشجار البرية الطبيعية .

ويختلف النمط العمراني لـ"عمنوئيل" عن أنماط البناء في مستوطنات الوادي وتلاله الثمانية وهي (قرنيه شمرون، جينوت شمرون، معاليه شمرون، ياكير، نوفيم، رفافا، ألون شيلو، وقصر موشيه زوهر) تبًعا لموقدي.

ويزيد في التفاصيل:"تنشط أعمال تجريف جديدة في التلال لتوسعة المنطقة الصناعية والبناء الاستيطاني، إضافة لمراكز ومدارس دينية وكنيس وشبكات من الطرق الحديثة والاتصالات والبنية التحتية المتطورة وخدمات لوجستية وشبكات نقل تخدم المستوطنات المحيطة، وفي الانتظار مشاريع جاهزة خرجت من الأدراج الاستيطانية وإداراتها".

ويسهب بالشرح:"تشمل التجريفات الحديثة لربط المنطقة الصناعية بالمستوطنة الأم، مقدمة للربط مع مستوطنات الوادي وصولا لمجلس إقليمي موحّد مركزه "عمنوئيل"، على حساب الملكية الشخصية للفلسطيني الذي تلاحقه القوانين العسكرية والمصادرة الأمنية، ومن ثم منحها هدية للمستوطنين".

مصانع التخريب

من ناحيته، يشير مسؤول ملف الاستيطان في قلقيلية محمد الشيخ إلى أن مصانع المخللات تعتبر من أهم المصانع في المنطقة الصناعية في المستوطنة وأكثرها خطورة على المناطق المحيطة.

ويقول لـ"وكالة سند للأنباء":تضخ هذه المصانع المياه المالحة والملونات والمواد الحافظة والعادمة، وتجد طريقها لحقول الزيتون والأراضي الزراعية والينابيع في وادي قانا، محدثة دمارا وتخريبا زراعيا وبيئيا".

كما تشكّل المستوطنة ومصانعها أضراراً خطيرة على أصول الينابيع في المنطقة وتلوثها، خاصة مناطق عيون الجورة، والفوار، والبصة، والجمال، وبرك غربي الوادي، عدا عن مصادرة مساحات واسعة من القرى المحيطة لصالح التوسع الاستيطاني، وفق تقرير لمركز أبحاث الأراضي.

معارك 36 عامًا تنتصر

وفي المقابل، ووسط ظلام المستوطنة الحالك، استطاعت عائلة "البشير" من جينصافوط الانتصار واسترداد أرضها بعد معارك قضائية خاضتها لـ36 عامًا في أروقة محاكم الاحتلال، لتتمكن بنهاية الأمر من استعادة ملكية 121 دونم تم تزوير بيعها لقادة المستوطنين.

وبنشوة صاحب الحق يقول "أبو الأدهم حمد الله البشير" لـ"وكالة سند للأنباء" إنهم تمكنوا من استعادة الأرض التي لم يغادروها زراعة وخدمة وقطف ثمارها واستصلاحها.

وعن بداية مصادرة أرضهم يوضح أن العائلة علمت بطريق الصدفة بعمليات تزوير بيع الأرض الخاصة بهم في جبل الذئب للاب الروحي للاستيطان في المنطقة "موشيه زوهر" عام 1984، بينما كان الوالد وصاحب الأرض رمز الدفاع عن الأراضي رهن الأسر في سجن نابلس المركزي.

ولم تغب عائلة البشير بين الأعوام منذ عام 1984 عن تراب أرضها واستصلاحها ومنع المستوطنين من الوصول إليها وابتلاعها، ولم يجرؤ أحدهم من البقاء فيها، وفق البشير.

وبعنفوان المنتصر المتمسك بأرضه وحقه يقول:"في يوم النطق بالقرار في محاكم الاحتلال التي لم نغب عن جلساتها مرة سأل القاضي: متى زرتم الأرض؟ وكان الجواب له صاعقا: كنت فيها صباح اليوم قبل المجيء إلى هنا، تنفسنا الهواء النقي فيها وشربنا القهوة هناك، وتحسسنا أوراق الزيتون وجذوعها وثمارها".