الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

تفاصيل إسرائيل تُراقب الفلسطينيين بـ "الذئب الأزرق"

حجم الخط
رام الله - وكالة سند للأنباء

زُوّد جنود الاحتلال الإسرائيلي، قبل عامين تقريبًا، بهواتف خاصة مزودة بتطبيق "الذئب الأزرق"، وتكليفهم بتصوير الفلسطينيين وبطاقات الهوية الشخصية في أنحاء الضفة الغربية، لإنشاء قاعدة بيانات رقمية، دون الحصول على موافقة أولئك الذين يتم تصويرهم.

وجاءت فكرة "الذئب الأزرق" من مشروع "المدينة الذكية" الذي يطبق بمحافظة الخليل، جنوبي الضفة، عبر كاميرات المراقبة المنتشرة في جميع الأحياء السكنية.

وترصد تلك الكاميرات وتتعقب الفلسطينيين على مدار الساعة وتوثق تحركاتهم حتى داخل منازلهم، وجمع معلومات عنهم بالمنظومة المحوسبة لكاميرات المراقبة.

الفيسبوك السري

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تحقيقا موسعا، حول استخدام الجيش الإسرائيلي تكنولوجيا تعتمد على آلية التعرف على الوجه عبر شبكات من الكاميرات والهواتف الذكية تعرف باسم "الذئب الأزرق".

وبيّنت الصحيفة بأن التكنولوجيا الجديدة "تمكن الجنود من إدخال الصور الملتقطة للفلسطينيين وإدخالها إلى قاعدة بيانات صور واسعة النطاق يطلق عليها البعض فيسبوك الفلسطينيين السري".

ويمكن عبر "الذئب الأزرق" جمع المعلومات عن أي فلسطيني عبر الماسح الضوئي الذي يمكن مسح وجه الشخص أو الرمز الشريطي الممغنط الموجود على بطاقة الهوية الشخصية.

ويقوم التطبيق بتحويل المعلومات إلى المنظومة المحوسبة لسلطات الاحتلال التي تتم الاستعانة بها أيضًا لإصدار التصاريح.

وتحتوي المنظومة المحوسبة التي يتم ربطها بتطبيق "الذئب الأزرق" على المزيد من المعلومات المتعلقة بالتصاريح للشخص وإذا كان محظورًا من التنقل والاقتراب من المستوطنات، أو لديه مخالفات أمنية.

ويتم تحديث المنظومة بالبيانات عن الشخص عبر التطبيق الجديد، وكذلك إلغاء التصاريح والتحكم فيها حتى من دون إبلاغ صاحب التصريح.

ووفقا لروايات جنود الاحتلال التي جمعتها حركة "كسر الصمت" الحقوقية، فإن الجنود وخلال خدمتهم بالضفة الغربية بدأوا منذ عام تقريبًا التنافس فيما بينهم لتصوير فوتوغرافي وتوثيق المواطن الفلسطيني.

ويشمل التصوير والتوثيق الشبان والرجال والنساء والفتيات وكبار السن والأطفال، ويحصل الجنود على مكافأة مقابل هذا العمل من دون الإفصاح والكشف عن طبيعتها.

وأظهرت إفادات جنود الاحتلال ممن شاركوا في تصوير الفلسطينيين عبر الهواتف الخليوية بأن عملية التصوير والتوثيق تتم من دون أي مبرر أو أي سبب.

وأوردت الروايات: "يتم تقريب الهاتف الذي يحتوي على تطبيق الذئب الأزرق من وجه الفلسطيني ويتم إجراء عملية مسح لوجهه، ومن ثم تصوير بطاقة الهوية الشخصية لتتوفر بالأرشيف الرقمي كافة المعلومات عنه".

وأعلن جيش الاحتلال في فبراير/شباط 2021، رسميًا، تأسيس قسم الاستيعاب الجديد لشعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القيادة المركزية.

ويتكون القسم من الضباط والجنود المكلفين باستيعاب العمليات والمعلومات والتفاصيل والصور الرقمية في الوحدات وفي منطقة القيادة المركزية للجيش بالضفة الغربية.

استبدال الحواجز بالتكنولوجيا

في السابق عندما كانت تعترض دورية عسكرية أي فلسطيني وتطالبه بالتوقف أو عند التوقف عند حاجز عسكري للاحتلال، كان يتم أخذ بطاقة الهوية الشخصية الخاصة بالفلسطيني، ويقوم الجندي بالاتصال بمقرات الوحدات العسكرية والاستفسار عنه، حيث كانت عملية الاستفسار تستغرق نصف ساعة تقريبا.

وأفاد شهود عيان لـ "وكالة سند للأنباء"، بأن جنود الاحتلال كانوا يجمعوا تلك المعلومات سابقًا عبر الحواجز العسكرية (الثابتة والمفاجئة)، والتحقيق الميداني مع الفلسطينيين.

وقال المواطن حسين ياسين، من غربي رام الله، إن قوات الاحتلال كانت تُركز تلك الحواجز في المناطق التي تندلع فيها أو قربها مواجهات مع الفلسطينيين أو تشهد عمليات إطلاق نار وما شابه للمقاومة الفلسطينية.

وأوضح: "كان جنود الاحتلال يقومون بإيقاف المركبات الفلسطينية وإنزال الركاب (أحيانًا)، وفحص البطاقات الشخصية والحصول على معلومات حول السيرة الذاتية".

وذكر سائق مركبة نقل عمومي لـ "وكالة سند للأنباء"، أن قوات الاحتلال تقوم كل فترة بوضع حواجز مفاجئة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية وفحص بطاقات الركاب. وأحيانًا نتفاجأ بمهاجمة المركبة واعتقال أحد الشبان".

وتابع: "انتهاكات قوات الاحتلال لحرية الحركة والحرية الشخصية للفلسطينيين وصلت حد القتل الفوري لمجرد الاشتباه بأي شيء. الحواجز باتت نقاط قتل واعتقال وبؤر لارتكاب الاعتداءات المتنوعة".

تكنولوجيا ومعلومات

ويقول قائد كتيبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جيش الاحتلال، العقيد أوريل مالكا: "نحن جيدون جدًا في تطوير التكنولوجيا والأنظمة المتقدمة، لكن ليست لدينا عمليات تدريب واستيعاب منتظمة للمعلومات، وعليه تقرر إنشاء إدارة تنفيذ القيادة الرقمية لتكنولوجيا المعلومات".

واستعرض مالكا منظومة عمل "الذئب الأزرق" مبينًا: "لدينا تكنولوجيا متقدمة، وكاميرات ذكية ذات تحليلات متطورة، وأجهزة استشعار يمكنها التنبيه في الوقت الفعلي للنشاط المشبوه وحركة أي شخص مطلوب بالضفة الغربية".

وأكد: "نطمح إلى معرفة جميع الجنود والضباط بالميدان تشغيل هذه الأنظمة بأفضل طريقة". موضحًا أن "الجيش الإسرائيلي يتطلع لتعميم تطبيق الذئب الأزرق على جميع الوحدات العسكرية بالضفة".

وأشار إلى أن قسم الاستيعاب الجديد لشعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سيصل إلى جميع الوحدات ومقرات القيادة لتدريب الجنود والضباط على استخدام التطبيق، وكيفية استيعاب العمليات وجمع المعلومات الرقمية.

بتسيلم تفضح جيش الاحتلال

ونشرت مؤسسة "بتسيلم"؛ منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، مقاطع مصورة لجنود الاحتلال يقتحمون منزل فلسطيني في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، بعد حلول الظلام.

وطلب الجنود الإسرائيليون من العائلة إحضار كل أطفال العائلة على الشرفة لالتقاط صور لهم عبر الهاتف الذكي.

وأوضحت المؤسسة الحقوقية أن الحادثة تعود إلى 3 أيلول/ سبتمبر 2021، حيث اقتحم 8 جنود إسرائيليين منزل عائلة دعنا بحجة البحث عن أطفال رشقوا الحجارة على طريق قريب.

وأضافت بتسيلم في بيان لها: "بالنسبة للجيش الإسرائيلي فإن جميع الفلسطينيين، بما فيهم الأطفال في سن المدرسة هم مجرمون محتملون، يجوز في أي وقت إيقاظهم ليلا ودخول منازلهم وإخضاعهم لتصوير إجباري".

بيانات ومحاكمة ميدانية

وصرح الناشط الفلسطيني، عيسى عمرو: "إذا لم تتواجد تفاصيل الشخص الفلسطيني بقاعدة البيانات الرقمية يتم تصويره ومسح وجهه ضوئيًا وإدخال تفاصليه الشخصية ورقم هويته".

وأردف عمرو في تصريحات صحفية: "وبذلك يضاف بشكل فوري إلى أرشيف البيانات الرقمي الخاص بالفلسطينيين لدى الاحتلال".

واستطرد: "عبر هذا التطبيق تُجمع كافة المعلومات عن المواطن الفلسطيني من دون علمه، وهو ما يعد انتهاكا للخصوصية والحرية الشخصية ومختلف الحريات حسب كافة المواثيق الدولية".

وأكد: "بمجرد مسح ضوئي لصورتك تظهر بياناتك وتفاصيلك الشخصية على هاتف الجندي، وهو ما يجعلك عرضة لمخاطر من شأنها أن تصل إلى حد الاغتيال والتصفية. فعليًا أنت تتعرض لمحاكمة ميدانية من الجندي لمجرد نشاطك وتوجهاتك السياسية وانتمائك الحزبي والفصائلي".

وحذر عمرو من تداعيات ومخاطر تطبيق "الذئب الأزرق" وتوسيع دائرة انتشاره واستعماله، مشيرًا إلى أن كثيرا من الجنود هم من تيار وأحزاب اليمين، وكثير منهم يقطنون في المستوطنات.

واستدرك: "مما يعني أن تعامل الجنود بمجرد معرفة تفاصيل الفلسطيني الذي ستظهر بياناته سيكون لدوافع سياسية وأيديولوجية وليس لاعتبارات أمنية مثلما يزعم الاحتلال دائمًا".