في بعض الأحيان لن يرتاح الإنسان في الطريق الذي اختاره، لكنه حتمًا سيرتاح حينما يترك أثرًا لغيره في زراعةِ شجرةٍ يظلُّ بها العابرين.

أمس السبت، افتتح نادي الدولفين للتنمية والتطوير حديقة عامة فريدة من نوعها، حيث تمت زراعة 66 شجرة في الحديقة، تحمل كل واحدة منهن اسم شهيد من الأطفال الذين ارتقوا في العدوان الأخير بمايو/ أيار الماضي.

زراعة الأشجار" تمت ضمن حملة خيرية يرعاها "الدولفين" وتحمل عنوان "ازرع شجرة"؛ بهدف زيادة المساحات الخضراء في فلسطين، عبر دعم زراعة أشجار تحمل أسماء أصحابها كصدقةٍ جارية، أو تضامن مع الشعب الفلسطيني.

 

 

رائد الفكرة عضو مجلس إدارة نادي الدولفين طارق اسليم، يقول لـ "وكالة سند للأنباء"، إن الحملة تُمكّن أي متبرع من مختلف بلدان العالم، بزراعة شجرة تحمل اسمه في فلسطين حتى يشعر بأنه له شيء حي فيها.

"منصة المشروع الإلكترونية"

ويُضيف "اسليم" أن الحملة أطلقت منصة إلكترونية، تُسهّل على المتبرعين في الخارج، دعم زراعة الأشجار، موضحًا أنه من خلالها يختار المتبرع نوع الشجرة، وتقوم بلدية غزة بزراعتها في الأماكن والحدائق العامة مرفقة بملصق يحمل اسمه.

ويؤكد على هامش الافتتاح، أن الحملة خيرية غير ربحية، تُتيح للمتضامنين مع الشعب الفلسطيني، إيصال مشاعرهم ودعمهم للقضيّة، من خلال عدة أفكار، منها التشجير.

ويُردف "اسليم": أن الأشجار التي تمت زراعتها في إطلاق المشروع، جاءت بمساهمة من المتبرعين خارج فلسطين مثل القدس، بريطاني، الأمم المتحدة والعديد من الدول العربية والأوروبية.

ويدعو "اسليم" مؤسسات المجتمع المدني لدعم وتشغيل المشروع، مُردفًا أن المشروع مِلك الشعب الفلسطيني، آملًا من الجميع نشر الفكرة عبر شبكاتهم الاجتماعية المختلفة.

"دعم بلدية غزة"

بدوره تحدث رئيس بلدية غزة يحيى السراج، عن اعتبارات مهمة للمشروع وهي: "زيادة مدينة غزة بالمساحات الخضراء، إضافةً إلى إحياء ذكرى الشهداء في العدوان الأخير على غزة، وزيادة العلاقة الوثيقة التشاركية بين البلدية وقطاعات الشباب والمجتمع".

ويؤكد "السراج" لـ "وكالة سند للأنباء" على اهتمام البلدية بكل المشاريع والحملات الشبابية التي ترفع من قيمة المجتمع وتُعزز الوجود الإيجابي للإنسان.

ويُشير "السراج"، أن بلدية غزة لديها مشروع مستمر في رعاية وزيادة المناطق الخضراء في المدينة، مؤكدًا أن هناك أكثر من منطقة سيتم تشجيرها في الفترة القادمة خاصة في منطقة الشاطئ الشمالي، وتل الهوا والصبرة، وفي منطقة الشجاعية.

وعن أبرز الصعوبات، يُردف قائلًا: "عدم توفر إمكانات للعمل في الزراعة، منوِّهًا أن الرعاية الزراعية تحتاج إلى تكاليف باهظة ومستمرة، بالإضافة إلى تحدٍّ آخر وهو ضعف البنية التحتية الخاصة بقطاع الزراعة.

"تكريم الشهداء"

 

من جانبه، يُشير مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد السلام هنية: "أن مشروع "ازرع شجرة" هو تواصل ما بين الشهداء والأحياء، مُتمنيًا أن يكون للمشروع صدى كبير على اللاجئين الفلسطينيين في الخارج وأصحاب الهمة العالية من خلال دعمهم وتوجيهاتهم".

وعادةً يُطلق نشطاء ومتضامنون حملات مشابهة بين فينةٍ وأخرى، في مدن وقرى الضفة الغربية، تحمل أسماء شهداء وأسرى؛ لتعزير صمود ذويهم ووفاءً لتضحياتهم.