الساعة 00:00 م
الخميس 18 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.. ما حقيقة المساندة؟

حجم الخط
اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.jpg
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

في الـ 29 من نوفمبر/ تشرين الثاني، يُحيي الفلسطينيون، والناشطون حول العالم والمنظمات العالمية بما فيها الأمم المتحدة، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يُصادف ذكرى قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947.

ويُعد هذا اليوم مناسبة خطابية لتذكير المجتمع الدولي بأن قرار التقسيم نُفذ في شقه الذي يتعلق بإقامة دولة يهودية في فلسطين، ولم ينفذ شقه الثاني المتعلق بالفلسطينيين، فهم لا زالوا إلى اليوم يعيشون الآثار المدمرة لعدم التزام المجتمع الدولي بحماية حقوقهم وإقامة دولتهم.

وعادةً ما يتم إحياء هذه المناسبة بإقامة مهرجانات وفعاليات ثقافية ومعارض، إضافة لإصدار رسائل خاصة تضامناً مع الشعب الفلسطيني.

وفي مقر الأمم المتحدة بنيويورك، تعقد اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف جلسة خاصة سنوية، احتفالاً بهذا اليوم.

وبعيداً عن هذه الأجواء الاحتفالية في أروقة الأمم المتحدة، عادة ما يكون هذا اليوم مناسبة لتقييم حالة التضامن مع فلسطين، سواء على مستوى الشعوب أو الحكومات، وجرد حساب للأدوات المستخدمة لتحقيق هذه الغاية.

دائرة تأيد القضية تتوسع

يقول عضو حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) نصفت الخفش، إن دائرة التأييد للقضية الفلسطينية تتوسع على المستوى الشعبي، وتزداد يوماً بعد يوم.

وأضاف "الخفش" لـ "وكالة سند للأنباء" أن ذلك بات ملموساً على الصعيد الدولي، خاصة من خلال مواقف النقابات والجامعات والشركات والأكاديميين والفنانين والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.

ويستدرك: "لكن على المستوى الرسمي لا يزال الأمر مختلفاً، فالكفة تميل لصالح دولة الاحتلال، والسبب هو أن الدول تحكمها المصالح أولاً وأخيراً بعيداً عن الجانب الأخلاقي والقيمي".

وحول موجة التطبيع الأخيرة التي شملت بعض الدول العربية، أعرب عن أمله بأن أن تكون هذه الموجة قد وصلت لآخر محطاتها وأن لا تتبعها دول أخرى.

وتابع "ضيف سند" : نحن نثق بالجماهير العربية، فهي الضامن الوحيد لعدم تكرار المشهد في دول أخرى".

ويعتقد "أن ركوب قطار التطبيع كان سانحاً أكثر خلال مرحلة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وأن من لم يلحق بهذا القطار في تلك الحقبة سواء لاعتبارات مبدئية أو سياسية أو أمنية، لن يلحق به اليوم، وبالتالي فمن غير المتوقع حدوث أي تغيير في مشهد الدول المطبعة في المنظور القريب".

ووجه "الخفش" حديثه للدول التي تسعى وراء التطبيع، قائلًا: "عليكم إدراك أن إسرائيل تريد أن تجعل من أراضيها قواعد للتجسس، وهدفها السيطرة واستغلال الموارد، وأن آخر ما تنظر إليه هو مصلحة هذه الدول وانتعاشها اقتصادياً".

الوسائل.. الإقناع أولاً

وفي سؤلنا عن الوسائل التي تعتمدها حركة المقاطعة لزيادة الداعمين للقضية الفلسطينية، يُجيب : "أهم وسيلة وأكثرها نجاعة هي الإقناع البعيد عن قلب الحقائق والإكراه، ومخاطبة العقل بوسائل يفهمها الغربي قبل العربي".

وأشار إلى وجود معركة حقيقية مع إسرائيل حول الرواية، حيث يحاول كل طرف استخدام عدة وسائل لإثبات وجهة نظره.

ويُقر أن "الأفضلية عمومًا ما زالت لصالح الاحتلال خاصة أنه يسيطر على العديد من وسائل الإعلام، لكن فيما يخص مواقع التواصل الاجتماعي فالوضع مختلف بعض الشيء، فهذه المنصات تشكل متنفساً لكل المدافعين عن القضية الفلسطينية".

وعن دور السفارات والقنصليات الفلسطينية في الخارج، يرى "الخفش" أنه "لا يمكن إطلاق صفة عامة على جميع الذين يعملون في السلك الدبلوماسي الفلسطيني، فقوة أو ضعف هذه السفارة أو تلك مرتبط بشخصية السفير نفسه والطاقم الذي يعمل معه".

المشكلة ليست في الاحتفال

المختص في القانون الدولي  إحسان عادل، يأخذ موقفاً مغايراً بعض الشيء فيما يخص الموقف الدولي الرسمي من القضية الفلسطينية، إذ يقول: "أصبحت إسرائيل في نظر المجتمع الدولي، دولة تمارس الفصل العنصري،  وهذا ما أشار إليه صراحة التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا "الاسكوا" عام 2017،  وتقرير آخر صدر عن منظمة بيتسيلم الإسرائيلية".

إضافة للتقرير الأخير الذي صدر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" العالمية والذي جاء مفصلاً في أكثر من 200 صفحة، تبين الأسس التي استندت إليها المنظمة في إسباغ هذا الوصف على إسرائيل"، وفق "عادل".

وشدد رئيس منظمة "القانون من أجل فلسطين"، أن الحديث العالمي اليوم يُناقش إذا ما كانت إسرائيل دولة فصل عنصري أم لا، بل يعني ماذا يترتب على ذلك على مستوى الفعل الدولي، وكيف يمكن إنهاؤه؟.

وحول تأثير الانقسام الفلسطيني على حركة التضامن، يُبين "عادل" لـ"وكالة سند للأنباء"، أن الانقسام أثراً سلباً بكل تأكيد، ففكرة وجود شعب تحت الاحتلال بحكومتين يعيق عمل المحكمة الجنائية الدولية.

ولفت إلى أن إحدى الحجج التي قُدمت أمام المحكمة، لثنيها عن التحقيق هي أن السلطة لا تسيطر على قطاع غزة.

تغير في خريطة الداعمين

وبشأن وجود تغير عام في خريطة الدول المؤيدة لفلسطين، يُردف: "من المؤكد أن إسرائيل تكسب مزيداً من العلاقات مع بعض الدول الأفريقية، كما بتنا نلحظ تغيراً سلبياً في مواقف بعض الدول التي كانت داعمة لفلسطين في تصويتها كالبرازيل وغواتيمالا وهنغاريا".

وأكمل: "أن نصوص القانون الدولي المؤيدة لحقوق الفلسطينيين واضحة، بالتالي فإن إحراج هذه الدول واستمالتها من جديد لدعم فلسطين ليس بتلك الصعوبة، لعدم رغبة أي دولة مخالفتها للقانون الدولي".