الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

الذكرى الـ 34..

بالفيديو "انتفاضة الحجارة".. نموذج ثوري حاضر في ذاكرة الفلسطينيين

حجم الخط
1.png
غزة - وكالة سند للأنباء

يوافق اليوم الأربعاء، الذكرى الـ34 للانتفاضة  الفلسطينيّة الشعبية الأولى المعروفة بـ "انتفاضة الحجارة"، التي انطلقت عام 1987، واستمرّت عدة سنوات.

الشرارة التي تسببت باندلاع الانتفاضة الفلسطينيّة، هي حادثةُ استهداف شاحنة إسرائيلية لعدد من العمال الفلسطينيّين من قطاع غزّة، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1987، وأسفرت حينها عن استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين.

ما أعقبه في اليوم التالي اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، احتجاجا على حادث الدهس.

وألقت خلاله الجماهير، الحجارة على موقع لجيش الاحتلال في جباليا البلد، وشاركت الطائرات الاحتلال؛  في قذف القنابل المسيلة للدموع والدخانية لتفريق المتظاهرين.

واستشهد وأصيب في ذلك اليوم عدد من المواطنين، وفرضت سلطات الاحتلال "منع تجوال" على بلدة ومخيم جباليا وبعض الأحياء في قطاع غزة.

ولاحقا، امتد الغضب واتسعت دائرة المواجهات لتشمل مختلف مناطق القطاع، والضفة الغربية.

وسميت بـ "انتفاضة الحجارة" لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها الفلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وشكل الشباب في ذلك الوقت عنصرًا أساسيًا بالانتفاضة، حيث قادت هذه الفئة الشُعلة ووجهت القيادة الوطنية الموحدة للثورة.

وساهمت "انتفاضة الحجارة" في تشكيل الهوية الثورية الفلسطينية، وتُعد مرحلة مفصلية في تاريخ النضال الفلسطيني في العصر الحديث.

واتسمت هذه الانتفاضة، بالعصيان المدني الواسع، وبالشمولية والسرية والتنظيم الجيد والمشاركة الفاعلة من كل شرائح المجتمع.

وحملت في طياتها بذور التجدد، فدم كل شهيد كان كالوقود يغذي الانتفاضة ويمدها بالقوة لتستمر، وتشديد الاحتلال وقمعه عزز الانتفاضة الشعبية وصاعد من حدتها.

وتطورت وسائل المقاومة خلال الانتفاضة تدريجيًا، من الإضرابات والمظاهرات ورمي الحجارة إلى الهجمات بالسكاكين والأسلحة النارية وقتْل العملاء وأسر وقتل الضباط والجنود الإسرائيليين والمستوطنين.

وردّ الاحتلال الإسرائيلي بعنف على الانتفاضة، حيث أغلقت الجامعات الفلسطينية وأبعدت مئات النشطاء ودمرت منازل الفلسطينيين.

واستمرّت الانتفاضة 6 سنوات، قبل أن تنتهي بتوقيع اتفاقية "أوسلو" بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

وارتقى خلال هذه الانتفاضة 1162 شهيدًا فلسطينيا، بينهم حوالي 241 طفلا، فيما أصيب نحو 90 ألفا آخرين.

ووفق معطيات إسرائيلية، فإن سنوات الانتفاضة شهدت 43 ألف و520 تظاهرة وحادثة رشق حجارة وزجاجات حارقة، إضافة إلى 940 هجومًا مسلحًا فلسطينيًا ضد أهداف للمستوطنين والجيش.

وأسفرت العمليات الفلسطينية عن مقتل  66 جنديًا إسرائيليًا، وإصابة 4918 آخرين، إضافة لمقتل 157 مستوطنًا، وإصابة 4195 آخرين.

وعلى الرغم من مرور كل هذه الأعوام على انتفاضة الحجارة، ورغم ما أعقبها من أحداث وهبّات شعبيّة وحروب وانتفاضات، إلا أن فعاليتها وشموليتها جعلت منها حجر أساس، ثابت بقوة في ذاكرة الفلسطينيين، لا يُنسى بالتقادم.