الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

"المصري".. فلسطيني يُعيد الحياة للأطراف المشلولة

حجم الخط
258747606_452781826475410_3393938798116809610_n.jpg
غزة-آصال أبو طاقية-وكالة سند للأنباء

"أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس" من هذا الحديث النبوي الشريف انطلق المهندس الفلسطيني أحمد المصري ليكون شغله الشاغل منفعة الناس وخدمة الفئات الأكثر معاناة منهم، فابتكر قفاز روبوتية قادرة على إعادة الحركة لمشلولي الأيدي بشكل جزئي في بارقة أملٍ جديدة لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويؤكد المصري والذي يعمل أستاذًا مساعدًا بجامعة الإسراء بغزة ومديرًا لدائرة البحث العلمي فيها في حديث خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أن هذا القفاز المبتكر يمكن مشلولي الأيدي وأصحاب الأيدي الضعيفة من ممارسة حياتهم بطريقة تجنبهم معضلة الشلل.

وحصل المصري على بكالوريوس الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية، ثم حصل على الماجستير في الهندسة من ماليزيا، ثم أكمل مسيرته التعليمية فحصل على درجة الدكتوراة من اليابان وشهادة أخرى من ماليزيا في هندسة الروبوتات والهندسة الطبية.

دافع انساني

وأوضح أن الفكرة نشأت من كونه من أبناء قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لاعتداءات إسرائيلية كثيرة خلفت الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة ومبتوري الأيدي، فجاءت المحاولة بتطويع الهندسة لخدمة هذه الفئة من المجتمع، ومن هنا جاء التكامل بين الهندسة والطب.

وتابع: "كان الدافع لابتكار هذا القفاز هو دافع انساني لخدمة هذه الفئة، والمساعدة في تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع".

ويبيّن المصري أن القفاز يتكون من مجسات ضغط تستقبل الإحساس من أصابع اليد والتي تتم خلال جلسات التأهيل، ثم يتمكن المريض من حمل أوزان لأجسام معينة، أو الضغط على أجسام بمواد مختلفة.

وأضاف أن القفاز الروبرت يجمع بيانات الإحساس من كل أصبع، ويحسب الضغط له بدقة عالية، ثم يقوم بحساب الضغط الكلي الناتج من جلسة التأهيل الطبيعي بالاعتماد على خوارزمية قائمة على الذكاء الاصطناعي.

الجرحى ومبتوري الأيدي

وأوضح المهندس المصري لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الروبوت لا يحتاج الكثير من العناء لاستخدامه، ويمكن استخدامه من خلال جلسات تأهيل داخل المنزل، حيث يعتمد على بيانات متصلة بالإنترنت ويمكن للطبيب المعالج أن يصل إلى هذه البيانات ويتابع حالة المريض من خلالها مع المراعاة والحفاظ على خصوصية البيانات.

وأشار إلى أن الخوارزميات تُستخدم لأي مُصاب بالشلل الجزئي، وتعتمد تلك الخوارزميات على قواعد بيانات ضخمة تمكنها من التنبؤ بالإحساس، مما يجعلها واسعة الاستخدام.

وبيّن المصري أنه قفاز لا يخدم فقط مشلولي الأيدي، بل يمكن أيضا أن يخدم الجرحى مبتوري الأطراف، من خلال تركيب طرف صناعي لهم وبعد ذلك يتم تركيب مجسات الإحساس على الطرف الصناعي عبر هذا القفاز.

الإبداع والتحدي

وشارك المصري في ملتقى الابداع والتحدي الأول والمنعقد في قطر ويضم ممثلين عن جميع دول العالم، ممثلا عن فلسطين بالقفاز المبتكر والذي يساعد مشلولي اليد على إعادة الحركة لأيديهم بمجسات ضغط مثبتة على الأصابع الخمسة داخل القفاز معتمدا على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويذكر أن المهندس المصري رُشح ليكون أحد أفضل 90 مخترع على العالم، وهو بذلك يمثل فلسطين عن ابتكاره للقفاز.

وأشار إلى أنه تمكن من خلال مشاركته في ملتقى الإبداع والتحدي لفت الانتباه إلى معاناة الشعب الفلسطيني من خلال التسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة والذين تضاعفت أعدادهم نتيجة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة على الفلسطينيين.

وحصل الدكتور المصري على الميدالية الفضية في الملتقى عن مشروعة المبتكر والمميز.

وطالب وزارة التربية والتعليم العالي بإنشاء مركز للبحث العلمي على مستوى فلسطين، وأن يكون له أفرع في جميع المحافظات، ورصد ميزانية ضخمة للبحث الإعلامي، والعمل على دعم الريادين والمبدعين والمبتكرين.