الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

مزارعون.. في ذاكرتهم ملامح أرضٍ لا تخونهم رغم الاستيطان

حجم الخط
سلفيت 2.jpg
خالد معالي - وكالة سند للأنباء

ملامحُ التجاعيد على وجه الثمانيني أحمد اغباره تكاد تنطق من قهرِ الاحتلال، فدموعٌ تغالبه وحزنٌ يأكل من عمره وهو يرى تجريف أرضه بدموعِ قلبه، تلك اللحظة التي تُلخّص سنين العمر، وترجع فيه إلى ذاكرة الأجداد، فلا يستطيع الفلسطيني أن يهرب من قدرٍ حتمي يُسيطر على أملاكه وأحلامه وذاكرته التي لا تخون.

المزارع الفلسطيني أحمد اغباره (85 عامًا) يناشد بلا طائل، فلا أحد يستمع لأنينه وهو يرى ويتحسر على أرضه التي باتت مشاعا للمستوطنين.

يقول اغباره بصوتٍ يكاد يُسمع لـ "وكالة سند للأنباء"، "أنظر هناك خلف الجدار شقق وأبنية وطرق وبنى تحتية تقام على مدار الساعة على حساب أرضنا، فلا مراعي بقيت ولا أشجار زيتون".

ويُتابع: "الاستيطان حرمنا النباتات البرية مثل اللوف والميريمة والزعتر، مُشيرًا أن ثمة مباني وعمارات ضخمة أقيمت فوق أرضه في مستوطنة "اريئيل".

وعن أيام الفلاحة والعناية بالأرض يعود بذاكرته ويسرد: " عندما تشرق الشمس نكون في أرضنا نفلحها وسط زقزقة العصافير، وأشعة الشمس الدافئة، كنت أضع حبات من القمح والشعير والعدس في جيبي، وأزرعها بين الصخور، ولا نترك أي قطعة أرض ولو صغيرة دون زراعة من كثر حبنا للأرض، مُشيرًا أن هذا الجمال ذهب وبقيت ذكراه".

"لعنةُ الاستيطان"

 
وليس فقط "اغباره" هو من فقد أو خسر جزءًا من أرضه، فعشرات المزارعين فقدوها، مثل حال المزارع الستيني أبو بسام شتيه الذي وصف نفسه بـ "الزيتونة" ينتج الكثير؛ لكن بعد الاستيطان والتجريف وقلع الأشجار، لا يجد حصاد زيت الزيتون الكافي؛ فالاستيطان تسبب بخسارة فادحة وخراب وقلة الناتج الزراعي.

ويقول "شتيه" لـ "وكالة سند للأنباء"، " كنت أقوم برعي ماشيتي في منطقة خربة الشجرة وواد عبد الرحمن، والتي هي الآن داخل مستوطنة "اريئيل"، التي تسببت بتقليص المراعي؛ ما اضطر الناس مع قلة المراعي لبيع ماشيتهم، لافتًا أن في سلفيت بالكاد يجدون 200 من رؤوس الماشية؛ فالاحتلال والاستيطان ضيّق على الفلسطينيين بشكلٍ كبير".

وتوثق هيئة الجدار والاستيطان، إعلان الاحتلال عن بناء مئات الوحدات الاستيطانية شمال سلفيت لتوسعة جامعة مستوطنة "اريئيل" والتي بدأت بكلية واحدة والان فيها العديد من الكليات، آخرها كان الإعلان عن بناء كلية طب جنوب المستوطنة.

وعن مساحة الأراضي التي يجري تجريفها خلف الجدار، يقول رئيس بلدية سلفيت عبد الكريم زبيدي لـ "وكالة سند للأنباء"، إن حوالي 2000 دونم يجري تجريفها شمال سلفيت، مُشيرًا أن كل محافظة سلفيت "منكوبة" بالاستيطان.

وتوجت أعمال الاستيطان بالإعلان عن بؤرة استيطانية عام 2021 في منطقة جبل الراس غرب مدينة سلفيت، ويتحجج الاحتلال بأنها أراضي "ج".