الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أمل نخلة طفل فلسطيني ينهش جسده كورونا والاعتقال

حجم الخط
أمل نخلة طفل فلسطيني ينهش جسده كورونا والاعتقال
رام الله – أحلام عبد الله – وكالة سند للأنباء

يحق لأطفال العالم أن يستيقظوا صباحا ويفتحوا أعينهم على نظرات أمهاتهم، وهي تقول لهم صباح الخير، وينعمون بحياة آمنة وعيش رغيد.

لكن الطفل "أمل نخلة" من مخيم الجلزون، شمال مدينة رام الله أسيرٌ مريض في سجون الاحتلال، يستيقظ كل صباح على "عواء" السجانين والمياه الباردة التي يرش بها إيذانا بموعد الاستيقاظ، يغيب عن "أمل" صوت الوالدة الحنون، يصطف مع أقرانه في طابور طويل لا يرحم مريضاً أو ضعيفاً، ليدخل الحمام الوحيد الذي يتقاسمه مع رفاقه في زنزانة ضيقة.

اعتقالين متتاليين

قضى الطفل "نخلة" (17عاما)، والمصاب بمرض نادر يدعى "الوهن العضلي" إضافة إلى ضيق في التنفس؛ 40 يوما في أقبية الاعتقال خلال نوفمبر/تشرين أول الماضي، سعى الاحتلال حينها لتلفيق تهمة له، لكنه لم يفلح، فأطلق سراحه على مضض.

واعتقله الاحتلال ثانية في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، وحوّله للاعتقال الإداري بعد أقل من أسبوع من اعتقاله، ليقضي حكما بالسَّجن الإداري للمرة الرابعة، شأنه شأن عدد كبير من الأسرى وبينهم بضعة قُصّر.

مرض وكورونا

معمر نخلة والد الطفل أمل يقول لـ "وكالة سند للأنباء"، إن مرض نجله يُضعف الجهاز المناعي لديه، فهو لا يقوى على بلع الطعام، ويتنفس بصعوبة ولا يستطيع تحريك أطرافه، ومنعه الأطباء من أخذ لقاح كورونا بسبب وضعه الصحي، ويتناول أدوية مثبطة للمناعة".

ويتابع:" تضاعفت المخاطر والقلق على مصيره وحياته بعد إصابته بفيروس كورونا، فخطورة مرضه تزداد أكثر في استهدافه الرئة، التي يستهدفها كورونا أيضا، ولا يوجد تواصل معه كونه في الحجر الصحي داخل سجن عيادة الرملة"

ويتطلب مرض "نخلة" رعاية طبية ومراقبة مستمرة، خاصة بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة ورم سرطاني بالرئة، بعد الإفراج عنه في المرة الأولى.

ويضيف والد الطفل "نخلة "أخبرني أنه يريد الإضراب عن الطعام، لكن صحته لا تسمح بذلك، "رأيته مرتين فقط منذ اعتقاله العام الماضي، وفي المرة الأخيرة كانت ملامحه توشي بمدى تعبه ووهنه ".

متابعة قانونية

وضع الطفل أمل نخلة يشكل مصدر قلق لعائلته ولمحاميه في مؤسسة الضمير لرعاية الأسرى في فلسطين، الذي تؤكد مديرته سحر فرنسيس، "أن وضع "نخلة" يحتاج لمتابعة صحيّة حثيثة، تتضمن تناول أدويته في الموعد المناسب، وبجرعاتٍ متغيرة، وتتناسب مع وضعه الصحيّ، "وإلا سيواجه خطرًا شديدًا على حياته".

وتتابع "فرنسيس" خلال حديثها لـ"وكالة سند للأنباء"، "أن محكمة الاحتلال جددت أمر الاعتقال الإداري في جلستها الأخيرة في 18 يناير/كانون الثاني، لمدة 4 أشهر أخرى".

وتضيف "أن أمل مضرب عن كافة الإجراءات القانونية مثل كل المعتقلين الإداريين، ولم يشارك بجلسة المراجعة القضائية وكذلك محاميه، وتؤكد أن الأسبوع الماضي ثبت الاحتلال أمر الاعتقال الإداري له، وبعدها بيوم تم اكتشاف إصابته بكورونا".

وفي نظر القانون العالمي فإن أمل نخلة طفل لم يتجاوز ( 17 عاما)، أما بالنسبة لإسرائيل فهو خطير، وحولته للاعتقال الإداري حيث يجهل الأسير سبب اعتقاله، وترفض سلطات الاحتلال الكشف عنه حتى لمحاميه.

وتدعي مصلحة سجون الاحتلال أن الوضع الصحي للأسير "نخلة" تحت المراقبة، وأن وضعه الصحي مستقر ويخضع للعلاج داخل بعيادة سجن الرملة.

وتشير "فرنسيس" إلى أن الضغط النفسي والجسدي الذي تسبّبه ظروف الاعتقال قد تسبب ضعفًا متزايدًا في مناعة الطفل الأسير، وسط إهمال طبّي مستمر من قبل إدارة مصلحة السجون، وبالنظر إلى تنظيف وتعقيم الأقسام ومخالطة السجانين".

ودعت جهات حقوقية ودولية منها الاتحاد الأوروبي، و"أنروا"، و"اليونسيف"، للإفراج الفوري عن الأسير الطفل أمل معمر نخلة، لأسباب إنسانية طارئة.

وقالت إن "على إسرائيل، بصفتها طرفًا في اتفاقية حقوق الطفل، التي تنص أن اعتقال أو احتجاز أو سجن الطفل يجب أن يكون متوافقًا مع القانون ويجب ألا يستخدم إلا كملاذ أخير ولأقصر وقت ممكن".

ووفقًا للاتفاقية،" يعامل الطفل المحروم من حريته بإنسانية واحترام للكرامة المتأصلة في الإنسان، وبطريقة تراعي احتياجات الأشخاص الذين بلغوا سنه".

وتؤكد أن أي طفل محتجز "له الحق في الحصول بسرعة على مساعدة قانونية وغيرها من المساعدة المناسبة، فضلا عن الحق في الطعن في شرعية حرمانه من الحرية أمام محكمة أو سلطة مختصة مستقلة ومحايدة أخرى، وفي أن يجرى البت بسرعة في أي إجراء من هذا القبيل."

هذا حال طفل من أطفال فلسطين الأسرى، فهل ستحرك هذه السطور التي تقطر من ثناياها محنة يعيشها كل لحظة أمل نخلة، ليأتي يومٌ عليه يفتح فيه عينيه على أمه ونظرتها الحنونة؟