في خضم المشاكل التي نواجهها في حياتنا، والأحداث العصيبة التي تزداد يوماً بعد يوم، وفي ظل بيئة تكنولوجية حديثة عمقت ارتباط الإنسان بالعالم الرقمي أكثر أحياناً من الواقع الحياتي، باتت النفس تعاني أزمة حقيقية.

وانطلاقاً من ضرورة الراحة النفسية والحاجة للاطمئنان، وأن سلامة هذه الروح لا تقل أهمية عن صحة الجسد، كان تطبيق "مطمئن" بجهود شباب من قطاع غزة، وتروي "وكالة سند للأنباء" على لسان ضيوفها قصة التطبيق.

حاجة مُلحّة

في مجتمع تزداد فيه حاجتنا للتعبير عن مشاعرنا ومشكلاتنا، وسط ضغوطات متزايدة نحياها يوماً بعد يوم، عدا عن ندبات لا يمكن أن تُنسى خلفتها آثار العدوان المتكرر هنا في غزة، وغيرها من ظروف، كلها تدفع المرء لرغبته بالفضفضة، لكي تحيا الروح وتنعتق من بعض القيود النفسية التي تحاصرها.

هكذا تعبر المشرفة على التطبيق إيلاف الشرقاوي لـ "وكالة سند للأنباء"، عن الفكرة التي دعتها وفريقها المكون من 6 شباب من قطاع غزة لإنشاء تطبيق "مطمئن"، الذي ترى أنه حاجة ملحة يجب تواجده، ليس رفاهية كمالية.

مزايا التطبيق

وعن مزايا "مطمئن"، تحكي الشرقاوي" أنه يعد أول تطبيق عربي مختص بحل أكثر من 50 مشكلة نفسية، ويتم تحديد المشكلة التي تعاني منها الحالة من خلال الإجابة على أسئلة اختبار مشهور لدى علماء النفس، وهو "اختبار متعدد الأوجه".

وعن المحتوى الذي يقدمه التطبيق، تقول إن "مطمئن" يحتوي على مجموعة فيديوهات، ومهارات تفيد الشخص بعلاج مشاكله النفسية، وكلها خاضعة لأسس علمية يوصي بها أخصائيون.

وتستطرد "الشرقاوي" بأن التطبيق يوفر الفرصة للتواصل مع أطباء ومعالجين نفسيين لتقديم الخدمات النفسية إما أون لاين عن طريق التطبيق أو وجاهياً من خلال زيارتهم، فالتطبيق سيوفر للمستخدم إمكانية الربط مع أخصائيين نفسيين في المنطقة الجغرافية القريبة من المستخدم.

تفاعل واقعي

وفي حديثنا عن مدى المساهمة في الدعم النفسي وحل الإشكاليات النفسية، تقول "الشرقاوي": "إذا كان صاحب المشكلة إيجابياً، ومتعاوناً في حل مشكلته، وكانت البيئة داعمة، فإن مساهمة التطبيق في حل المشكلات النفسية ستكون أعلى من المعدلات الموجودة حالياً".

وعن المرحلة الثانية الآن، تسعى "الشرقاوي" وفريقها بمساعدة مبرمجين لتحويل هذا التطبيق من مجرد تصميم، إلى تطبيق متفاعل وواقعي.

وتؤكد أنهم سيطبقونه على عينة حقيقية متنوعة من المجتمع، وستخضع لاختيار ومتابعة وتقييم تخصصي نفسي؛ كي يتأكدوا أن "مطمئن" يحقق الهدف المرجو منه.

همم شبابية

وللوقف على الجهود التقنية، وخاصةً المبذولة من الطاقات الشبابية، حادثت "وكالة سند للأنباء" المهندس حازم ماضي المتخصص في مجال صناعة التطبيقات، وهو واحد من أفضل 40 Monitor حول العالم.

وبحديثٍ ملؤه العزيمة والإبداع، تستطيع أن تبصر الكلمات مشاهِداً معه، يحكي "ماضي" عن التحدي التكنولوجي الذي أطلقه بداية العام؛ لدعم وتوجيه الأفكار الشبابية في مجال تصميم وتطوير واجهات المستخدم، وحمل التحدي عنوان "UX/UI Crash Challenge with Hazem K H Madi"، وأعلن عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويوضح "ماضي" أن "مطمئن" كان أحد المشاريع الشبابية السبعة التي شاركت في هذا التحدي، وكان له بصمة واقعية إبداعية في معالجة ما نحياه من مشاكل حياتنا الاجتماعية، باستخدام الإمكانات التكنولوجية والتقنية.

ويشير إلى بالغ سعادته بمحاولات الشباب في التطور في المجال التكنولوجي والتقني، وقد شاهد هذا واقعاً أمام عينيه خلال الأسابيع التي قضاها مع المشاركين في التحدي، والذي أشرف عليه بكل تفاصيله، وتابع معهم خطوة بخطوة.

"أمام سعي وتفكير إبداعي شبابي أراه، فإن الشباب الفلسطيني يثبت أنه بإمكانه استثمار الحياة التقنية بأبهى صورها، ولكن الدعم هو الأساس ونقطة الانطلاق التي يحتاجها، وأعمل جاهداً لتسخير ما لدي لدعم الشباب" هكذا يختم "ماضي" حديثه.