الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

كيف مرّت الأيام الأربعة الأولى من رمضان على القدس؟

حجم الخط
شرطة الاحتلال
بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء

منذ عدة أسابيع قُبيل شهر رمضان الفضيل، وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تزعم أنها معنية بالحفاظ على الهدوء، وخفض حالة التوتر، وادعت أنها تعمل بكل أدواتها على تجنب المواجهة مع الفلسطينيين في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، كي لا يتكرر سيناريو العام الماضي.

لكن الأيام الأربعة الأولى من شهر رمضان كانت كفيلة بجلاء الحقيقة المعاكسة لكل ذلك، إذ بدت الأوضاع محتدمة في منطقة باب العامود، وشهدت توترات مستمرة، كما شهد "الأقصى" حصاراً وجملة من الإبعادات عنه، فكيف كان المشهد، وما هي أبرز التحذيرات؟                 

المسجد الأقصى..

رغم إجراءات الاحتلال وتشديداته على الوافدين لـ "الأقصى" ومنع أهالي الضفة الغربية من الوصول للمسجد، إلا أن صلاتي العشاء والتراويح شهدت تواجدًا مكثفًا للمصلين، حيث قُدرت أعدادهم خلال الأيام الأربعة الأولى بـ 155 ألف مصلٍ.

لكن يعتبر هذا العدد قليلا إذا ما قورن بالأيام الأولى من شهر رمضان خلال العام الماضي، الذي كان يضمّ اليوم الواحد 70 ألف مصلٍ في صلاة التراويح، وفق ما أورده مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني.

ويُشير "الكسواني" في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" إلى قلة عدد المصلين -أيضًا- في يوم الجمعة الذي سبق أول يوم رمضان، حيث قُدر بـ 30 ألف مصلٍ في حين أن الأعداد لا تقل بالعادة عن 300 ألف.

وعن اقتحامات المستوطنين، يقول "الكسواني" إن الاحتلال عادةً يقلص من اقتحامات المستوطنين لـ "الأقصى" خلال شهر رمضان المبارك، حيث تقتصر الاقتحامات على فترة صباحية، وتُلغى فترة الاقتحام المسائية (ما بعد صلاة الظهر).

لكن شرطة الاحتلال تجرأت العام الماضي على فتح باب الاقتحام خلال الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان، وهو ما يتناقض مع الوضع القائم الذي يُمنع فيه الاقتحام خلال هذه الأيام ما فجّر الأوضاع حينها، بحسب "الكسواني".

ويحمّل مدير المسجد الأقصى، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي تدهور للأوضاع أو توتر يحدث داخل باحات المسجد خاصة ومدينة القدس عامة.

وفي سؤالنا ماذا عن التسهيلات التي تحدث عنها الاحتلال مؤخرًا؟ يُجيب: "الواقع يقول إنها تشديدات وتعقيدات وليس تسهيلات، وتتمثل بحجز هويات الوافدين للأقصى ومنع أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إليه، إضافة للملاحقات والاعتقالات والإبعادات المتبعة بحق المقدسيين والمربطين".

بدوره، يؤكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري لـ "وكالة سند للأنباء" أن سلطات الاحتلال حولّت ساحات "الأقصى" لمكان مواجهة واشتباك خلال الأيام الماضية.

ويوضح "صبري" أن سلطات الاحتلال طوقت كل الأجواء لصالح عملية التصعيد حتى قبل حلول الشهر، رافقه تصعيد في باحات "الأقصى" عبر إغلاق بواباته وتركيب الحواجز وإبعاد المرابطين ومنع دخول عدد كبير من المصلين.

ويُنبّه أنه في ذات الوقت الذي يقوم فيه بأعمال استفزازية تحريضية ضد الفلسطينيين، يفتح بالمقابل المجال للمستوطنين باقتحام "الأقصى"، آخرها اقتحام عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير.

وتبعًا لـ "خطيب الأقصى" فإن الاحتلال يرغب بتصعيد المواجهة لا التهدئة مع الفلسطينيين، لذا يستفز الصائمين والمصلين بشكلٍ يومي، محذرًا من "مكيدة كبيرة تُحاك ضد الأقصى تزامنا مع الأعياد اليهودية التي من المقرر أن تبدأ في الـ 16 من شهر رمضان وتستمر حتى 22 من الشهر ذاته".

فيما يصف الباحث والمختص في شؤون القدس، جمال عمرو، ظروف التي يعشيها المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة  بـ "القاسية" مضيفًا: "إنه يتعرض لعملية تزييف واسعة النطاق، من حيث ادعاء الاحتلال وجود حرية وتسهيلات فيما الواقع يخالف ذلك بشدة".

ويوضح  لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال حشد قرابة 3 آلاف جندي في باب العامود، إلى جانب تحشيد قيادات الحاخامات وعقدها لمؤتمر في بداية رمضان عند باب العامود، ما يُشير إلى رغبتهم بتحضير "اجتياح واسع النطاق في عيد الفصح".

ويتفق "عمرو" مع اعتقاد الشيخ "صبري" بأن "الاحتلال يُدبر لأمرٍ خطير جدًا بحق المسجد الأقصى في الفترة القادمة"، خاصة مع ارتفاع وتيرة المزاعم التي تتحدث عن وجود "خلايا تتبع لتنظيم الدولة وإيران"؛ لتبرير جريمته بحق "الأقصى" قادمًا.

ما الذي يجري في باب العامود؟

تشهد منطقة "باب العامود" توترا كبيرا منذ بداية شهر رمضان، إذ تحاول شرطة الاحتلال منع تجمهر الفلسطينيين في المكان الذي اعتادوا على التواجد فيه بشكلٍ مكثف خلال الشهر الفضيل، ما يؤدي لاندلاع مواجهات ويُحدث توترًا في المدينة المقدسة.  

ويتحدث محامي مركز "معلومات وادي حلوة" فراس الجبريني عن استحداث الاحتلال لوحدة تحقيق جديدة خاصة بالأحداث في القدس خلال شهر رمضان، حيث يتم نقل المعتقلين عليها مباشرةً بدلًا من نقلهم إلى مركز شرطة صلاح الدين للتحقيق الأولى بعد اعتقالهم.

ويقول "الجبريني" لـ "وكالة سند للأنباء" إن شرطة الاحتلال اعتقلت منذ بداية رمضان 33 فلسطينيًا من "باب العامود"، وحولتهم جميعًا إلى وحدة التحقيق الجديدة في مركز "المسكوبية" غرب القدس.

وبحسب "الجبريني" فإن التُهم الموجهة للشبان المعتقلين هي "المشاركة في أعمال شغب وأعمال تحريضية عنصرية"، لافتًا إلى أن الإجراء القانوني ضد المعتقلين في المحكمة يعتمد بشكل أساسي على الإفادة الأولى لهم لحظة اعتقالهم والتحقيق معهم.

وبناءً على ذلك تكون الأحكام إما بالإفراج المشروط بالحبس المنزلي أو الإبعاد عن "باب العامود" لمدة تتراوح بين ٣ أيام لـ 30 يومًا على الأقل، ومنهم من يُمدد اعتقاله على ذمة التحقيقات.

ووثق مركز "معلومات وداي حلوة" خروقات قانونية إسرائيلية بحق المعتقلين من محيط "باب العامود" أبرزها، استخدام القوة المفرطة تجاه أفراد آمنين يتواجدون بشكل طبيعي في المنطقة احتفالًا بمناسبة دينية تخصهم (شهر رمضان)، ولا يشكلون أي خطر أو تهديد.

أما الخرق الآخر هو الاعتداء والتنكيل بالمعتقلين حيث سُجلت إصابات في صفوف المعتقلين نتيجة الضرب الوحشي والمباشر الذي يتركز على منطقة الرأس والظهر.

علاوةً على ذلك فإن الاحتلال يتعمّد إبقاء المعتقل لفترة طويلة (تتجاوز الساعتين) داخل مركبة الشرطة والتنقل به من جهة إلى أخرى قبل إدخاله إلى وحدة التحقيقات.

ويعلق الناشط المقدسي ماهر الصوص، على أحداث "باب العامود" بالقول: "إن ما يحدث يأتي نتيجة استفزاز الاحتلال للشبان المتواجدين في المنطقة، فوجودهم هناك طبيعي أما الغير مرغوب به هو تواجد شرطة الاحتلال وسلوكها الوحشي".

ويعتقد "الصوص" أن الاحتلال يُرتب بهذه الاستفزازات لمرحلة ما بعد 14 رمضان، حين تبدأ الأعياد اليهودية، مستطردًا: "إنهم يسعون من خلال تواجدهم العسكري المكثف على تهيئة الفلسطينيين بأن تواجد الإسرائيليين عادي، وصولًا للاستعداد لإخلاء أحياء القدس والأقصى من تواجد الفلسطينيين".

ويلفت في حديث مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن تطور الأحداث في "باب العامود" إلى "هبة شعبية" يعتمد على زيادة استفزازات الاحتلال في القدس عامة و"الأقصى" خاصة؛ لكنه في الوقت الحالي لا يرى أي مؤشرات لتطور الأحداث بشكلٍ متسارع كما حدث العام الماضي.

ويُبيّن "الصوص" أن القدسية بالأصل هي لـ "الأقصى" ومحاولة حرف البوصلة منه إلى "باب العامود" هي مخطط سياسي يهدف إلى توجيه الأنظار إلى تلك المنطقة، للاستفراد بالمسجد الأقصى من خلال زيادة الاقتحامات وتكثيفها.

ويشدد أن إصرار الاحتلال على فتح باب الاقتحامات وتكثيفها خلال "عيد الفصح" أو السماح بإدخال القرابين وما يسمى بـ"حجر أساس الهيكل"، لن يمر مرور الكرام، فالمقدسيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي ولن يسمحوا به.