الساعة 00:00 م
الأحد 19 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.69 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

باحثون يفندون ادعاءات بأحقية اليهود بمواقع تاريخية بالضفة

حجم الخط
مستوطنون
نابلس - وكالة سند للأنباء

لا تتوقف مساعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات تمريرها للمزاعم التلمودية التي تدعي أحقية اليهود بمواقع تاريخية وأثرية في الضفة الغربية، على الرغم من عدم امتلاكها أي إثباتات علمية وتاريخية تشير لوجودهم أو ملكهم التاريخي لها.

وفي إطار سعيها لتزوير التاريخ لتسهيل السيطرة على تلك الأماكن، قررت الحكومة الإسرائيلية تخصيص 3.2 مليون دولار تحت مسمى "إعمار المواقع الأثرية" بالضفة وغور الأردن.

وأشارت القناة السابعة الإسرائيلية إلى أن ما تسمى "وزارة القدس والتراث" خصصت تلك المبالغ، لما وصفته بـ "مكافحة تدمير الفلسطينيين المواقع التاريخية الإسرائيلية"، ومن بين تلك الأماكن موقع سبسطية الأثري شمالي نابلس، وموقع في أريحا، ومواقع أخرى جنوب الضفة.

تفنيد المزاعم

وللتصدي لتلك المحاولات، أجمع خبراء وباحثون فلسطينيون في أحاديث منفصلة مع "وكالة سند للأنباء" على أهمية العمل والبحث العلمي لتفنيد مزاعم الاحتلال في تمرير رواياتهم التلمودية في ربط المواقع التاريخية والتراثية الفلسطينية بمعتقداتهم، سعيا لتثبيت التواجد الاستيطاني بالضفة.

ويُشير مدير المواقع الأثرية في وزارة السياحة والآثار في شمال الضفة الغربية ضرغام الفارس إلى ضرورة امتلاك السياسي الفلسطيني المعلومات الكافية للرد على المزاعم الصهيونية ونقضها.

ويضيف: "ليس مطلوبًا من السياسي أن يكون مؤرخًا أو خبيرًا بالآثار، أو دراسة تفاصيل الأحداث، لكن يجب أن يعرف الإطار العام لتاريخ فلسطين، وأهم المحاور التاريخية لمختلف العصور ويقدمها بلغة بسيطة يفهمها غير المختصين وبمضمون علمي صحيح".

ويبيّن "الفارس" أنه يسعى لتنفيذ مشروع علمي وطني وتوعوي يستهدف الرأي العام الفلسطيني والعربي، تحت عنوان "تاريخنا مناعتنا الوطنية"، منوّها إلى أن المشروع "يحتاج لفريق مميز متطوع يريد أن يتعلم ويعمل".

ويفند المزاعم الإسرائيلية الأخيرة المتعلقة بالعثور على تميمية أثرية عبرية على جبل عيبال بنابلس، قائلًا: "كل ما ذكر يبرهن على زيف الرواية التوراتية التي اعتمد عليها الاحتلال في نشراته ومواقعه الرسمية، ومن الضروري عدم السماح له بالتشكيك في تاريخ فلسطين، فكل معبد أو كنيس أثري صلوا فيه أجدادنا قبل أن يعتنقوا المسيحية والإسلام".

ومؤخرًا، أعلن الاحتلال عن كشف مزعوم لتميمية أثرية عبرية، في مخلفات حفرية كانت قد أجريت في ما يسمى "مذبح يهوشع بن نون" على قمة جبل عيبال في نابلس.

ووصفت دائرة السياحة في ما يسمى "مجلس مستوطنات السامرة"، بأن الاكتشاف المزعوم "أمر هام وسيجلب آلاف الأشخاص لمكان المذبح على قمة الجبل"، مشيرة إلى أنها ستنظم جولات وشروحات حول الاكتشاف بالموقع بالتنسيق مع جيش الاحتلال، ما يعني تعرض الجبل الذي يعد من أعلى جبال الضفة لخطر الاستيطان.

ويكمل "الفارس" تفنيده لمزاعم الاحتلال: "كل ما على أرض فلسطين وفي باطنِها من آثار لمختَلِف الحضارات والأديان هو مُلك للشعب الفلسطيني، الذي بدأ وثنيًا ثم تطور لديه مفهوم الإله ليعتنق الديانات اليهودية والسامرية ثم المسيحية إلى أن اعتنق الغالبيةُ الإسلام".

تهويد للمواقع

من ناحيته، يلفت الباحث في التراث الفلسطيني عبد السلام عواد إلى أن مزاعم الاحتلال المتكررة لإثبات أحقيته في الأرض الفلسطينية، هي شكل من أشكال التهويد لإثبات تاريخ مزعوم، لأنه ليس له من الأصل تاريخ ومواقع تاريخية في فلسطين.

ويزيد "عواد": "أن محاولات ربط تلك المواقع بالتلمود وروايات ليس لها أساس من الصحة، حتى يثبت للجيل الجديد أن لديه تاريخ وتسويق ذلك عالميا".

ويعتبر "عواد" أن تلك المحاولات "فاشلة تاريخيا"، لكن يمكن السيطرة عليها بقوة العسكر، وإخضاعها له من خلال أداء تفسيرات وروايات مضللة.

ويشير الباحث إلى أن الاحتلال يدعي أحقيته بكهوف تحتوي على نقوش وطابع عمراني تثبت هويتها العربية والإسلامية، لكنه يطلق تفسيرات مزيفة بأنها مرتبطة بالتاريخ العبراني، معلقًأ: "هذا منافي لكل الحقائق والمعايير المعمول بها عالميا".

ويستعرض بعض النماذج مثل قبر يوسف شرقي نابلس وأضرحة وقبور عورتا وكفل حارس، وجبل برناط، وغيرها التي يتم السعي لربطها بالتاريخ اليهودي، دون اكتراث بالقراءات والأبحاث التاريخية الرصينة التي تدحض كل الادعاءات.

تاريخ كنعاني بحت

إلى ذلك يوضح مدير مركز سيلون للدراسات والأبحاث مروان أقرع، أنه بالعودة للماضي يظهر لنا أن أصل الحضارة في فلسطين كانت كنعانية، والقبائل العربية واكبت الحياة فيها على مر العصور، وكان تواجد اليهود فيها كان محدودًا، واعتبروا أقلية وجاؤوا من خارج فلسطين.

ويردف: "كما أن البعثات الأجنبية التي تخصصت في الحفريات الأثرية لم تثبت العثور على أثر يهودي في المسجد الأقصى على سبيل المثال".

ويؤكد "ضيف سند" على ضرورة إيجاد وسائل إبداعية في نشر ثقافة وطنية قائمة على المعرفة بالتاريخ والتراث بلغة علمية، ترتكز على الحقائق والمعرفة لكل ما يتعلق بالتاريخ الذي مر على فلسطين بجميع الحقب الزمنية، بعيدا عن ما تسلل للمكتبة العربية من معلومات مضللة.

ويشدد الباحث على أهمية وجود منهاج للمدارس والجامعات الفلسطينية، يساهم في "رفع المعرفة والثقافة في هذه المواضيع، والمقدرة على دحض الروايات الاحتلالية القائمة على التزوير ومحاولة إيجاد ربط بين الأساطير العبرية والمواقع التاريخية، لتحقيق مصلحة استيطانية استعمارية".