الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"حوارة".. تقود "معركة العلم" وترفع شعار مواجهة الاحتلال والمستوطنين

حجم الخط
علم فلسطين
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

لطالما كانت بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، نقطة احتكاك ومواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الانتفاضتين والهبات الشعبية المتعاقبة، حيث يعد "شارع حوارة الرئيسي، الشريان الذي يربط شمال الضفة بجنوبها، وتتفرع منها عشرات الطرق الرابطة بين قرى المدينة، إضافة لإحاطتها بالعديد من المستوطنات والنقاط العسكرية الإسرائيلية.

وإبّان انتفاضة الحجارة عام 1987، تصدرت بلدة حوارة قائمة المواقع المشتعلة بالمواجهات وإلقاء الحجارة صوب مركبات الجيش والمستوطنين وفق تقارير وسائل الإعلام الإسرئيلية.

وبرز اسم البلدة مؤخرا في وسائل الإعلام، مع تنامي معركة الدفاع عن العلم الفلسطيني، عن ذلك  يقول الصحفي الفلسطيني رومل السويطي: "باتت حوارة تقود هذه المعركة في مواجهة استهداف جيش الاحتلال والمستوطنين للعلم وإنزاله بالقوة عن الأعمدة بالشارع الرئيسي في البلدة، بينما يحمل المستوطنون عشرات الأعلام الإسرائيلية".

علم فلسطين.jpeg
 

وأظهرت مشاهد مصورة لمستوطن يتسلق أحد الأعمدة وسط الشارع الرئيسي لـ "حوارة" قبل نحو أسبوعين، ويزيل العلم الفلسطيني قبل أن ينطلق بمركبته، فما كان من أهالي البلدة إلا أن رفعوا الأعلام مرة أخرى في نفس المنطقة، ليعاود المستوطنين الكرّة تحت حراسة كبيرة من جيش الاحتلال، وأنزلوا الأعلام مجددًا.

ومنذ أيام تشهد البلدة مواجهات يتخللها إطلاق نار على حاجز "حوارة" العسكري، كان آخرها ما جرى أمس الأحد، حيث اندلعت مواجهات تزامنت مع تنظيم "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية الاستفزازية انطلاقًا من باب العامود، وسبقها اقتحام للمسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي في باحاته وأداء صلوات تلمودية.

ويُشير مدير الإسعاف والطوارئ في نابلس أحمد جبريل في حديث مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن المواجهات أسفرت عن عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين تنوعت ما بين الرصاص الحي والمطاطي والاختناق بالغاز المسيل للدموع.

ومنذ الأيام الأولى للمواجهات، أغلقت قوات الاحتلال شارع حوارة الرئيسي والطرق المؤدية إليها، ما اضطر المواطنين لعبور طرق بديلة.

ويُبيّن الصحفي "السويطي" أن "السلوك العنصري للمستوطنين وجيش الاحتلال، رفع مؤشر الغضب الشعبي في حوارة، وحوّل المجتمع فيها لكتلة متماسكة هبّت للدفاع عن حضورها وقيمها الوطنية وكرامتها الإنسانية في حالة تشبه أيام الانتفاضات السابقة".

علم.webp
 

وشرعت قوات الاحتلال خلال الأيام الماضية بإنزال الأعلام الفلسطيني باستخدام الجرافات إضافة لإغلاق حوالي 12 مدخلا وشارعا داخل البلدة لخنق الحياة اليومية وإجبار الأهالي على التوقف عن مواجهة المستوطنين.

عضو بلدية حوارة وجيه عودة، يذكر أن حوالي ثمانية آلاف فلسطيني يقطنون بلدة حوارة، واصفًا إياها بـ "عاصمة قرى جنوب نابلس"، حيث تضم البلدة مقرا لمديرية التربية والتعليم، والمحكمة الشرعية، والعديد من البنوك والمراكز التجارية الضخمة والخدمات المتنوعة.

ويقول "عودة" لـ "وكالة سند للأنباء" إن المستوطنين يتعمدون استفزاز المشاعر الوطنية للأهالي بإنزال الأعلام تحت حراسة جيش الاحتلال، وسط هتافات عنصرية وعمليات تخريب للمحال التجارية والمركبات، ما حوّل المنطقة لكتلة من الغضب الشبابي دفاعا عن كرامتهم"، مضيفا: "إنهم يستفزون عش الدبابير".

وتشهد منازل المواطنين في "حوارة" ومركباتها ومحلاتها التجارية لحملات منظمة يقودها المستوطنون الذين يعربدون ليلا ونهارا، ما يؤدي لإغلاق مظاهر الحياة، وسط وضع نقاط عسكرية متنقلة فوق المنازل والبنايات المرتفعة.

كما تعاني البلدة، وفق "عودة" من شق طريق التفافي جديد يقطع أراضيها الخصبة ومخططها الهيكلي من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية بواقع يلتهم 1100 دونم من الأراضي الزراعية، 80% منها تتبع حوارة، و20% لقرى عورتا وأودلا وبيتا .

وتبلغ تكلفة الطريق الاستيطاني حوالي نصف مليار شيكل، وفق الباحث في الاستيطان عبد السلام عواد، حيث التهم المزيد من آلاف الدونمات وقضم الأرض الزراعية وأوقف التوسع العمراني وخنق الحياة فيها.

كما صادر الاحتلال مئات الدونمات من منطقة اللحف من أراضي حوارة لصالح مستوطنة يتسهار وبؤرها الاستيطانية المنتشرة في محيطها، وتخنق حياة البلدة، ويلفت "عودة" إلى أن مساحة الأراضي العامة تبلغ أكثر من 9000 دونم، تقع معظمها في المناطق المصنفة بـ "ج" أو "سي"، وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية.

ويصف الباحث "عواد" مستوطنة يتسهار التي التهمت أراضي قرى عينابوس وحوارة وعوريف وبورين وعوريف ومادما وعصيرة القبلية، بأنها مركزا للتطرف الديني والعدواني، حيث تضم مدارس ومعاهد دينية وحاخامات معروفين بكراهيتهم وتحريضهم على العنف والقتل.

كما تضم مجموعات "تدفيع الثمن" و"فتية التلال" المتطرفتين، واللتان تنفذان الاعتداءات والهجمات على القرى الفلسطينية جنوب نابلس.

ويشير "ضيف سند" إلى أن مستوطنة "يتسهار" تضم المستوطنة مصانع ومشاغل تسهم في بناء هيكلهم المزعوم من حجارة وأدوات ومقتنيات مختلفة.