الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بالصور مراجيح العيد.. فرحة الأطفال تتقافز في سماء حارات غزة

حجم الخط
أرجوحة
أحلام عبد الله – وكالة سند للأنباء

من منا لم يجرب شعور البهجة الذي تمنحه إياه أرجوحة العيد الحديدية، عندما تطير بنا في فضاء الحيّ الواسع، وأصوات الفرحة تتقافز عاليًا في الأرجاء "طيري وهدي يا وزّة ع بلاد غزة يا وزّة .."، مع أمنياتٍ طفولية بريئة ألا ينتبه صاحب الأرجوحة على عدد "أشواط الركوب" فنحظى بالمزيد!

وبالرغم انتشار مدن الملاهي التي تضم ألعاب ترفيهية (ميكانيكية)، إلا أن ألعاب المراجيح البسيطة لا تزال تحافظ على مكانتها كواحدة من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد في أحياء وحارات قطاع غزة.

وتشهد المراجيح الحديدية التي تغزو الأرصفة هذه الأيام، إقبالًا كبيرًا بين الأطفال؛ إذ تعد وسيلة للتسلية والمرح، ولكسب الزرق في آنٍ واحد، من أشهرها "الدولاب الدوار"، و"الترامبولين"، و"أرجوحة شقليبة".

أرجوحة 2.jpeg
 

أحمد عبد المالك (35 عامًا) من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، يستقبل عيد الأضحى خلف أرجوحة للأطفال، سعيًا لكسب قوت يوم عائلته؛ في ظل انعدام فرص العمل وارتفاع نسب البطالة بالقطاع.

يقول "أحمد" لـ "وكالة سند للأنباء" إنه يستأجر هذه الأرجوحة في المواسم الدينية منذ سنوات، وينصبها في إحدى حارات المخيم قبل أيام من بزوغ فجر العيد، ويُلونها بالألوان الزاهية ويُزينها بالزهور، استعدادًا لاستقبال الأطفال طيلة أيام العيد.

وتتكون أرجوحة "أحمد" من أربع مقصورات في كل منها مقعدين متقابلين، يُدير دفة دورانها بيده على مدار الساعة.

ويُضيف أن "الأرجوحة هي أكثر الألعاب المحببة عند الأطفال، وفي الوقت ذاته فإن تشغيلها يُشكل مصدر رزق لي، حيث تُمكنني من إعالة أسرتي لشهرٍ بعد العيد، وهو ما يدفعني لانتظار الموسم من سنة لأخرى".

ويُكمل "أحمد": "يحاولون الأطفال البحث عن فرحتهم من خلال اللهو واللعب على هذه المراجيح البسيطة، وبأقل تكلفة التي عادةً تكون من مال العيدية التي يجمعونها بفرحة غامرة من الأهل والأقارب"، مشيرًا إلى أن الأسعار تتراوح ما بين نصف شيكل لـ 2 شيكل.

محمد اسليم (55 عامًا) ينصب هو الآخر أرجوحته عند مدخل إحدى حارات حي الزيتون شرق مدينة غزة، يصف شعوره، وهو منشغلًا في تنظيم أفواج الأطفال المنتظرين أدوارهم في التأرجح: "أسعد لحظات حياتي عندما أراهم سعداء".

ويعمل "اسليم" في هذه المهنة الموسمية منذ كان في مقتبل عمره، يقول لـ "وكالة سند للأنباء": "ورثت هذه المهنة عن والدي الذي كان يملك أرجوحةً مصنوعة من الخشب، وبقيت على دربه حتى يومنا هذا، ولا شيء أجمل من أن تُدخل الفرحة على قلوب الأطفال".

مراجيح.jpeg
 

ويلفت إلى أن الألعاب البسيطة كالمراجيح تلقى إقبالًا منقطع النظير بين الأطفال خاصةً في الأعياد، لانخفاض ثمنها وقربها من منازلهم، مستطردًا: "عادةً يدفع الأطفال أجرة اللعب من مال العيدية، التي يجمعونها بفرحة من الأهل والأقارب".

ورغم الجهد الذي يبذله "اسليم" خلال أيام العيد لتظّل أرجوحته قائمة على مدار الساعة، إلا أنه يُبدي سعادته بـ "ما يُجنيه من رزق ولو قليل، يُعنيه على إعالة أسرته".

وبالانتقال إلى الأطفال الذين يختصرون سعادتهم بالعيد في أمرين "العيدية" و"المراجيح"، يقول الطفل أنس صالحة (10 أعوام) إن "فرحة وبهجة العيد هي بزيارة الأقارب، والخروج للحارة واللعب في مراجيح القفز التي تشعره بالسعادة".

ويتحدث "صالحة" لـ "وكالة سند للأنباء" عن استقباله لأول أيام العيد: "أصحو باكرًا، أذهب برفقة والدي لأداء صلاة العيد، ثم مباشرةً أطلب منه شيكلًا، لأتمكن من اللعب على أرجوحة الشقلبة التي أفضلها عن غيرها".

أما الطفل جهاد عبدالله (8 أعوام) فسألناه ما هو الشعور الذي يغمرك وأنت تلهو على "المراجيح" يُرد: "صوت ضحكاتنا العالي، خفقات قلوبنا ونحن نطير في السماء، شعور لا يُمكن وصفه، أظنه يرادف معنى السعادة".

ويزيد "عبدالله": "أحب كل عام أن أركب مرجيحة الشارع في العيد، والموضوع كله لا يكلفني أكثر من 5 شواكل بعكس الملاهي التي أسمع أنها غالية وتحتاج 20 شيكلًا على الأقل لدخولها وركوب الألعاب فيها".

ذكرياتٌ لا تُنسى..

ترتقب هداية عصمت (22 عامًا) بلهفة وشوق كبيرين بزوغ فجر العيد، للاستمتاع بأجوائه وطقوسه الخاصة، والتي من أبرزها تحول الساحة بمحيط منزلهم في منطقة الشيخ رضوان غرب غزة، إلى مدينة "ملاهي على قدّ الحال".

A8E22395-EBD5-4781-A684-7E7F0E8FA71C.jpeg
 

تستهل "هداية" حديثها مع "وكالة سند للأنباء": "لا زلت أحبّ المراجيح وأجواء المرح والسعادة التي تنتشر في المكان  بالرغم من عجقتها، فهي تُذكرني بأيام الطفولة، وإرث الآباء والأجداد الذي يُصارع ملاحقة التقنية والتطور التقني في الملاهي الحديثة".

وتُردف: "لأن العيد مرتبط  في أذهاننا بالعيدية والمراجيح خصوصًا في مرحلة الطفولة، أصطحب في كل عيد أحفادنا إلى الساحة أسفل منزلنا، وأتركهم يلعبون كما يرغون، بل وأحيانًا لا أغادر المكان قبل التأكد من أن الفرحة قد طغت على ملامحهم".

9F5F355C-A462-4EDA-B441-D8C408BA82C6.jpeg