الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

إغلاق مكتب الوكالة اليهودية.. آخر فصول التوتر الإسرائيلي الروسي ماذا بعد؟

حجم الخط
روسيا وإسرائيل
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

دخلت العلاقة الروسية الإسرائيلية مؤخراً في حلقة جديدة من مسلسل التأزم المتواصل بين البلدين، وذلك في أعقاب قرار وزارة العدل الروسية إغلاق مكتب الوكالة اليهودية بسبب مخالفات غير محددة للقانون الروسي.

تلك الخطوة التي أشار إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إلى أنها ستؤثر سلباً على العلاقة بين الطرفين، مشدداً أنه سيبذل جهده لاستنفاد الحوار القانوني جنباً إلى جنب مع الحوار الدبلوماسي لإنهاء الأزمة.

وفي العام الماضي فقط، هاجر أكثر من 22 ألف يهودي من روسيا، من أصل 150 ألفاً يعيشون هناك، مع العلم أن روسيا تحتل  المرتبة السابعة بالنسبة لعدد السكان اليهود الذين يعشون هناك.

وتاريخياً، شهدت العلاقة الروسية الإسرائيلية مد وجذر، ففي العامين 1953 و1967 انقطعت العلاقة بين البلدين عدة سنوات بعد تفجير متطرفين يهود قنبلة في مبنى البعثة الدبلوماسية السوفيتية في تل أبيب، وبسبب الحرب بين إسرائيل والعرب، لتعود العلاقة مجدداً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

تصعيد متبادل

إغلاق مكتب الوكالة اليهودية التي بدأت نشاطاتها في روسيا عام 1989، لم يكن التطور الأخير في العلاقة المتوترة بين تل أبيب وموسكو منذ الحرب على أوكرانيا، حيث سبقها عدة خطوات ومواقف تصعيدية متبادلة زادت  في تعقيد المشهد.

ومؤخراً، ذكرت تقارير إسرائيلية أن روسيا استخدمت ولأول مرة منظومة الدفاع من طراز (S300) ضدّ طائرات إسرائيلية هاجمت مواقع سورية في شهر حزيران/ يونيو الماضي، وذلك بالتزامن مع مواصلة روسيا التحضير لمشروع قرار يُدين إسرائيل في مجلس الأمن بسبب هجومها على مطار دمشق وميناء طرطوس.

الإجراءات الروسية الأخيرة يبدو أنها جاءت رداً على بيانات الإدانة الإسرائيلية شديدة اللهجة ضد الرئيس فلاديمير بوتين، واتهامه بارتكاب جرائم حرب في أوكرينا، وتأيد بيان إدانة روسيا في الأمم المتحدة، وتعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وفوق هذا كله، يشير مراقبون إلى أن ثمة أسباب أخرى لحالة التوتر المتصاعدة بين البلدين، من بينها رفض إسرائيل تسليم روسيا ما يثبت ملكيتها في بلاط الإسكندر في القدس، إضافة لاتهام موسكو باشتراك مرتزقة إسرائيليين بالحرب إلى جانب القوات الأوكرانية.

إمساك العصا من المنتصف

يرى الباحث المختص في القضايا الدولية في مركز مسارات للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، صلاح عبد العاطي، أن مرحلة إمساك إسرائيل العصا من المنتصف فيما يخص الحرب على أوكرانيا قد انتهت.

ويقول: "حاولت إسرائيل منذ بداية الحرب تحييد نفسها عن هذا الصراع، فهي من ناحية لا تريد إغضاب الولايات المتحدة وفي ذات الوقت ترغب بالإبقاء على علاقة جيدة من روسيا بسبب صلتها بعدة ملفات في المنطقة من ضمنها سوريا وإيران".

ويوضح "عبد العاطي" لـ "وكالة سند للأنباء" أن هذه "السياسية لم تستمر طويلاً، حيث وجدت إسرائيل نفسها مرغمة على الانضمام للحلف الأمريكي الغربي بعد حالة الاستقطاب الدولي، ومن هنا بدأت العلاقة بالتوتر بين البلدين".

ويسترسل: "بعد ذلك، انتقلت العلاقة بين الجانبين لمرحلة أخرى عنوانها سياسة حافة الهاوية التي قد تسبق القطيعة والعداء، فما إن يعلن أحد الأطراف عن خطوة حتى يسارع الطرف الآخر بالإعلان عن خطوة تصعيدية مقابلة".

ويتوقع أن تشهد المرحلة القادمة تصدعات أخرى في جدار العلاقة بين روسيا وإسرائيل، خاصة في حال شنت إسرائيل ضربة عسكرية للمواقع الإيرانية النووية.

وعن تبعات ذلك على القضية الفلسطينية، يردف "عبد العاطي": "يجب استثمار هذه الحالة عربياً وفلسطينياً خاصة أن العالم بات على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها انتهاء القطبية الواحدة وظهور روسيا والصين كقوة ناشئة في وجه أمريكا".

أهداف انتخابية

من جانبه، يقلّل أستاذ القانون والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية رائد أبو بدوية، من احتمالية أن يكون التوتر الحاصل بين روسيا وإسرائيل على المستوى الاستراتيجي، مشيراً إلى أن هذا الخلاف هو مرحلي ومرتبط فقط باستلام "لبيد" رئاسة الوزراء خلفاً لنفتالي بينيت.

ويستدرك "أبو بدوية" لـ "وكالة سند للأنباء": "لكن في حال استمرت حالة الاستقطاب العالمي بين أمريكا وروسيا وتواصلت الحرب على أوكرانيا وتورط الغرب أكثر في هذه المواجهة، فإن هذه العلاقة الإستراتيجية قد تتأثر كذلك".

ويزيد: "هناك استياء روسي من لابيد بسبب مواقفه من الحرب على أوكرانيا يوم كان وزيراً للخارجية وبعد أن صار رئيساً للوزراء، هذا الاستياء عبّر عنه صراحة بوتين حين أعلن بشكل رسمي أن بلاده غير راضية عن تزعمه الحكومة الإسرائيلية".

وبحسب "أبو بدوية" فإن موسكو تحاول دعم أطراف إسرائيلية موالية لها استباقاً للانتخابات القادمة، تماماً كما فعل الرئيس الأمريكي جو بادين في زيارته الأخيرة لإسرائيل في منتصف تموز/ يوليو الجاري.