الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

انفوجرافيك "عوكتس".. كلاب جيش الاحتلال تنوب عن جنوده أحيانًا في مهاجمة الفلسطينيين

حجم الخط
كلب جنود الاحتلال
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

لا يخلو اقتحام يُنفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ومدينة القدس، من استخدام الكلاب البوليسية، على غرار أنظمة الاضطهاد العنصرية في العالم، وذلك بهدف ترويع الفلسطينيين والبحث عن أسحلة، وفي بعض الأحيان تتعمد إفلاتها؛ لتنهش المواطنين وتعتدي عليهم.

ومع مقتل الكلب الإسرائيلي المعروف بـ "زيلي" في اشتباك دار صباح الثلاثاء الماضي (9 آب/ أغسطس) بالبلدة القديمة بنابلس، بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين، عادت الأضواء لتُركز على وحدة الكلاب في الجيش الإسرائيلي.

وتُعرف وحدة الكلاب باسم "عوكتس" وتعني "اللدغة"، وتعود نواتها الأولى، إلى عام 1939 مع تأسيس منظمة "الهاجاناه" العسكرية الإسرائيلية، ثم وُضِعت تحت إشراف جيش الاحتلال عام 1948، ومنذ عام 1974 فصاعدًا، زادت وتيرة اعتداءتها الوحشية ضد الفلسطينيين.

يقول الباحث الفلسطيني ياسر مناع إن: "مهام الوحدة تتركز في تفتيش الحافلات عند دخولها للكيبوتسات قبل نكبة 1948، ومحاربة العمليات الفدائية والاعتقالات، وترهيب الفلسطينيين ومطاردتهم".

كلب.jpg
 

ويُضيف "مناع" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "كلاب عوكتس وسيلة مركزية وأساسية في عمل جيش الاحتلال، ولا يمكن الاستغناء عنها، لا سيما في عمليات اعتقال المطاردين أو اغتيالهم".

وفي عرضه لأمثلة برز فيها عمل الكلاب في الضفة، يذكر أنه في 2019 أُرسل أحد الكلاب إلى بناية شاهقة برام الله، حيث كان يتحصن الأسير عرفات ارفاعية من الخليل، وهناك تولى الكلب السيطرة على "ارفاعية" ثم تمكن الجنود من اعتقاله، بتهمة قتل مستوطنة في إحدى غابات مدينة القدس.

ويتحدث "مناع" عن فيديو نشره الجيش قبل أشهر أثناء اعتقال المطارد عمار عرفات من مخيم بلاطة بنابلس، وظهر فيه أحد الكلاب وهو يُهاجم "عرفات" ويجرّه من يده.

كذلك شاركت كلاب الجيش في عملية اعتقال القيادي بحركة "الجهاد الإسلامي" بسام السعدي من مخيم جنين مؤخرًا، وهذا يعتبر "إهانة مقصودة" لقيادات فلسطينية وازنة بالضفة، وفق وصف "مناع".

مدح "زيلي" ونيسان الأطفال..

والثلاثاء الماضي، شاركت هذه الوحدة في عملية اغتيال المقاوم إبراهيم النابلسي بنابلس، وقُتل فيها الكلب زيلي (9 سنوات)، الذي نعاه رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد واصفًا إياه بـ "المحبوب والمحترف"، بينما قال عنه المفوض العام لشرطة الاحتلال كوبي شبتاي إنه "محاربٌ حقيقيٌ قاتل في كل مكان، وشارك في مئات العمليات".

كلب زيلي.png
 

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر عسكري قوله إن كثيرًا من "المطلوبين" كانوا يبادرون لتسليم أنفسهم بمجرد رؤية بعض الكلاب، مثل "زيلي"، لتجنب شراسته وهجومه عليهم.

ومن خلال متابعة الباحث سعيد بشارات لوحدة "عوكتس" يرى أن المديح الذي طال الكلب "زيلي"، لم يكن له مثيل منذ العام 1969، قائلًا: "أمر سيء أن نعيش في واقع يُسيطر فيه مقتل كلب إسرائيلي على اهتمام إعلامي أكثر من الأطفال الذين قتلهم الاحتلال في غزة".

تقسميات الوحدة..

وتنقسم هذه الكلاب تبِعا لطبيعة عملها إلى "كلاب هجوم، وكلاب بوليسية ومطاردة، وكلاب متفجرات، وأخرى للبحث عن الأسلحة والمتفجرات، فيما تخصص بعضها، لعمليات الإنقاذ في الكوارث، والحفاظ على حياة الجنود في الحروب".

ويُشير الباحث بالشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر إلى أن هذه الكلاب تم تدريبها منذ تأسيس الوحدة على يد عصابات "الهاغاناه"، ثم لاحقًا على يد الجيش، إلى أن أصبحت تقود عمليات عسكرية حساسة.

ويذكر أن الوحدة بعد إحراز إنجازات متتالية، حصلت في شهر مارس/ آذار من العام 1975 على رقمها الرسمي - الوحدة 7142.

ويوضح "أبو عامر" لـ "وكالة سند للأنباء" أنه في ضوء نجاحات هذه الوحدة، تقرر تطويرها وتوسيع عملها، بحيث يُمكن لجميع الوحدات الإسرائيلية الخاصة الاستعانة بها بأي وقت، لافتًا إلى أن الوحدة باتت رأس حربة في الجيش.

كلاب الجيش.jpg

كلب22.jpg
 

وإلى جانب ذلك، يستخدم المستوطنون، خاصة جماعات "تدفيع الثمن" الإرهابية، الكلاب المفترسة في الاعتداء على الفلسطينيين، أثناء جرائم السطو وتخريب ثمار الحقول في الضفة الغربية ونهبها، إذ أصبح هذا الأسلوب ظاهرة، وفق منظمات حقوقية.

وتبِعًا لمنظمة "كيرم نبوت" الحقوقية الإسرائيلية، فإن المستوطنين في المستوطنات المقامة على أراضي رام الله والبيرة هم الأكثر استخدامًا للكلاب المفترسة.

المستوطنون.jpg
 

وأوضحت في تقريرٍ لها أواخر العام الماضي، أن "مجلس مستوطنات بنيامين هو الرائد في هذا النوع من الاعتداءات، بل إنه يُقرُّ بأن لديه شعبةٌ مسؤولة عن منظومة من حوالي 160 كلبًا نُشرت في محيط مستوطنات هذا المجلس".

كما يتم استخدام الكلاب في "معهد مشبطي هأرتس" المقام جنوب مستوطنة "عوفرا" شرق رام الله، وفي كل عام يحصل هذا المعهد على مئات آلاف الشواقل من ميزانية وزارة الثقافة الإسرائيلية، وكذلك في مستوطنتي "شيلو" و"عوفرا"، ففي كل واحدة منها يتم استخدام عشرات الكلاب.

وبيّنت المنظمة الحقوقية، أن هذه السياسة انتقلت للمستوطنين من جيش الاحتلال الذي استخدم الكلاب منذ عقود في اعتداءاته على الفلسطينيين، على غرار أنظمة اضطهاد عنصرية أخرى في العالم.

وحدة عوكتس.jpg