في مشهد يعكس تلاحماً شعبياً مع المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية التي تتعرض لحملة مطاردة وملاحقة إسرائيلية مشددة، وفي ظل العقوبات الجماعية التي يفرضها الاحتلال على السكان وتهديدهم بقطع أرزاقهم، وانتزاع بعض حقوقهم الاقتصادية، تصدر وسم "درع وسند" مواقع التواصل الاجتماعي، ليمثل حاضنةً شعبية للمقاومين وذويهم في الضفة والقدس.
ناشطون فلسطينيون عبروا عن دعمهم ومساندتهم للمقاومين في الضفة والقدس، بحملة "درع وسند"، ضمن حالة احتضان وإسناد شعبي للمقاومة.
حلق الرأس "على الصفر"
وتفاعل الشبان الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الحملة، بينما نفذها البعض في الميدان، بحلق الرؤوس على "الصفر"؛ للتشتيت على قوات الاحتلال التي تطارد منفّذ عملية حاجز شعفاط، في الثامن من أكتوبر/ تشرين أول الجاري، والذي وصفته بأنّه "أصلع الرأس".
وشكل "حلق الرأس" الذي وُصف بالفعل التضامني المقاوم في مخيم شعفاط، حافزاً للفلسطينيين لاستعادة جزء من ذاكرتهم الوطنية بوقوع أحداث مشابهة أثناء ثورة عام 1936 ضد الانتداب البريطاني، حيث كان الثوار الفلسطينيون يتلثمون بـ" الكوفية" البيضاء والسوداء؛ إخفاءً لهوياتهم خلال تنفيذ عمليات ضد قوات الانتداب.
في حين ذكرت تقارير "إسرائيلية" أن الهدف من وراء قيام شبان "شعفاط" بهذا العمل، هو مقاربة أشكالهم بالشاب عدي التميمي، المتهم تنفيذ عملية حاجز شعفاط، من أجل منع قوات الاحتلال الوصول إليه.
הנה דוגמא למה המשטרה מתקשה למצוא את המחבל עודאי תמימי: הצעירים במחנה שועפט גילחו את ראשיהם בהמוניהם כדי להזדהות עם המחבל שלא ימצאו אותו! pic.twitter.com/Z5XFeytrsY
— Yossi Eli יוסי אלי (@Yossi_eli) October 15, 2022
ومنذ قوع العملية، تفرض قوات الاحتلال حصاراً خانقا على مخيم شعفاط وبلدة عناتا الملاصقة له، من أجل اعتقال المنفذ، لكنها فشلت في ذلك حتى الآن.
وفي إطار التضامن الشعبي الفعلي مع المقاومة، شرع الأهالي بحذف تسجيلات كاميرات المراقبة بعد كل عملية فدائية، والاستجابة لمجموعة "عرين الأسود" في نابلس عبر إشعال الإطارات والتصدي للمستوطنين.
يوضح القائمون على الحملة أن الاحتلال، يبدأ في التضييق على المواطنين بعد كل عملية قوية ومؤثرة، بإغلاق الطرق والحواجز، لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة.
ويدعو القائمون "درع وسند" إلى احتضان المقاومين، والالتفاف حولهم وعدم السماح للاحتلال بالنيل منهم، مشددين على ضرورة وجود حاضنة شعبية فاعلة وقوية، لدعم منفذي العمليات ومؤازرة ذويهم.
وتشهد نابلس حصارًا مشددًا للأسبوع الثاني على التوالي، حيث يغلق الاحتلال الحواجز الرئيسية على مداخل المدينة ويمنع تنقل المواطنين عبر الطرق الرئيسية والفرعية.
شخصيات فلسطينية وصفت الإجراءات والتشديدات التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، بأنها تأتي في سياق "الانتقام الإسرائيلي الجماعي الممارس والمستمر بحق الفلسطينيين بالضفة"، مؤكدة أنها "إفلاس أمني" لن يوقف العمل المقاوم.
احتضان شعبي
وأظهرت تغريدات على موقع "تويتر" تابعتها "وكالة سند للأنباء"، تفاعلاً إيجابياً يعكس حالة الاحتضان الشعبي للمقاومة الفلسطينية، إليكم أبرزها:
في فترات سابقة افتقدنا المقاومة في الضفة وكنا نشعر بالأسف لذلك، فقد كانت تعيش في فترة ركود نظرًا لكثرة القيود والتحديات المفروضة.
— maisara yousef (@maisara095) October 17, 2022
حتى عادت للانطلاق من جديد بقوة كالحديد، تجعلنا نرفع رؤوسنا ونستشعر عظمة أبناء شعبنا الثائر وكونهم #درع_وسند للقضية.#كلنا_عرين_الأسود #درع_وسند
الحاضنة الشعبية للمقاومين أربكت الاحتلال وشكلت صدمة له وأثبتت أن هذا الشعب خياره الوحيد هو المقاومة ??#درع_وسند #كلنا_عرين_الأسود
— د. مريم عنان البرش (@meme_anan) October 17, 2022
الضغط الذي يمارسه الاحتلال على شعبنا في الضفة، وخاصة نابلس وجنين والقدس، يؤكد ضعفه، وقلة حيلته أمام أعمال المقاومة المتصاعدة في الضفة، فالأسود زعزعت كيانه الهش، وما أغاظ الاحتلال وجود حاضنة شعبية للأسود، وكأن الشعب يعلنها كلنا مقاومة ✌️#عرين_الأسود #درع_وسند
— آلاء أبو حسان ?? (@Alaa_Abu_Hassan) October 17, 2022
لقد أكسبت المواجهة اليومية في الضفة فلسطينييها قوة غير عادية، أن تكون أمام محتل مدجج بالسلاح وتعلم يقينًا أنه يبغضك ويتمنى التخلص منك في أقرب فرصة، وتواجهه بيدك ضاربًا إياه، أو بحجر في يدك توجهه له، فهذه قوة غير عادية، وهذا قلبٌ تجرد من الخوف والجبن.
— maisara yousef (@maisara095) October 17, 2022
#درع_وسند