الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

أهدتها للصحفيين الشهداء والأسرى..

الصحفية "شذى حمّاد".. استهدافٌ وسحبُ جائزةٍ دولية بتهمةِ "معاداة السامية"

حجم الخط
الصحفية شذى حماد.jpg
فرح البرغوثي– وكالة سند للأنباء

تواصلُ سلطات الاحتلال الإسرائيليّ استهداف الصحفيين الفلسطينيين، بكافة أدواتها وأذرعها؛ في محاولةٍ لعزل الرواية الفلسطينية، ومنعها من الوصول إلى العالم، إضافةً إلى تحريضها عليهم بمجرد استخدامهم كلمات تُشكّل جزءًا أساسيًا ويوميًا من المُعجم الفلسطيني، في حربٍ مُباشرة على هويتهم الوطنية وتاريخهم وانحيازهم لشعبهم.

وضمن سلسلةٍ من الملاحقات المستمرة للصحفيين الفلسطينيين العاملين في المؤسسات الدولية، مؤخرًا، أعلنت مؤسسة "تومسون رويترز" عن سحب جائزة "كورت شورك" للصحافة الدولية من الصحفية الفلسطينية "شذى حمّاد"، بعد مرور أكثر من شهر على منحها إياها؛ عقب حملة تحريض إسرائيلية بحقها بحجة "معاداة السامية".

وسبق ذلك أن فصلت "نيويورك تايمز" مطلعَ هذا الشهر، ثلاثة مصورين فلسطينيين من قطاع غزة من عملهم، وهم؛ حسام سالم وفادي حنونة وسليمان حجي.

"مقالٌ تحريضي"..

تقول الصحفية "حمّاد"، إنها تقدّمت للجائزة مطلع العام الجاري، وفي الثاني عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، تلقّت بريدًا من مؤسسة "تومسون رويترز" أُبلغت خلاله بالفوز بجائزة "كورت شورك" عن فئة الصحفي المحلي لعام 2022، بناءً على تقييم ثلاث مقالات نُشرت على موقع "ميدل إيستآي"، من بينها تحقيق عن حالة المقاومة في جنين.

وتُشير في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء" أنها طوال هذه الفترة كانت على اتصالٍ يومي مع المؤسسة، وكان من المتوقع وصولها إلى مدينة لندن في الـ 25 من تشرين أول/أكتوبر الجاري، للمشاركة في حفل التكريم المنوي إقامته في 26- 27 من الشهر الجاري.

وتُبيّن أنه في السابع عشر من الشهر الجاري، نشرت مؤسسة الضغط الصهيونية "Honest Reporting" المتخصصة بمراقبة الإعلام الدولي خاصةً الصحفيين الفلسطينيين العاملين فيه، مقالًا تحريضيًا تبعه حملة تشهير وتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي خاصةً "تويتر"، طالبت خلاله بسحب الجائزة منها.

وتزيد: "تضمّن المقال ادعاءات من منشوراتٍ قديمة نشرتها على حسابي في موقع "فيسبوك" تعود لعام 2014، ومن ضمنها كان هناك منشورٌ غير حقيقي، لا يعكس هويتي أو لُغتي، وهذا ما قلته في التحقيق الذي أقامته منظمة "رويترز" في اليوم الثاني من شنّ هذه الهجمة".

وتتابع: "المؤسسة أخذت بعين الاعتبار أنني أبلغتها أن هذا المنشور غير حقيقي، لكنّها في ذات الوقت أخذت بعين الاعتبار بقية المنشورات القديمة التي كتبتها على صفحتي، من بينها نُكتة مقتبسة تقول إنه: بحسب عقيدة هتلر فهو يرى الآراء الصحيحة والخاطئة واحدة".

كما تناول المقال ادعاءات أخرى تم التحريض خلالها على الصحفية "حمّاد"؛ بحجة "معاداة السامية"، مثل استخدامها كلمات تُشكّل جزءًا أساسيًا ويوميًا من المُعجم الفلسطيني كـ "الشهداء" و"المستوطنين"، إضافةً لمشاركتها منشور تاريخي يتحدث عن مدينة القدس.

إهداءٌ يتلوه سحبُ جائزة..

وكانت "حمّاد" قد أهدت هذه الجائزة عند الإعلان عن فوزها، للصحفيين الذين استشهدوا برصاص الاحتلال، وآخرهم الزميلة شيرين أبو عاقلة، وللصحفيين الأسرى الذين ضحوا بحرياتهم في سجون الاحتلال.

وبعد أقل من يوم على شنّ هذه الهجمة التحريضية، استجابت مؤسسة "رويترز" لطلب سحب الجائزة.

وتعرب "حمّاد" عن أسفها، وعن الظلم الكبير الذي مُورس ضدها؛ لأن المؤسسة استجابت لهذه الحملات المُنظمة التي تهدف للتحريض والتشهير، وإقصاء الفلسطينيين عن الإعلام الدولي، وعزلهم عن التأثير في الصحافة والمنصات الدولية، حسب قولها.

وتستطرد: "نحن اليوم نتساءل عن نزاهة هذه الجوائز واستقلاليتها؛ المؤسسة خضعت لادعاءات وتحريض وتشهير مورس بحقي من قِبل منظمات صهيونية، دون أن تلتفت لكُتّاب هذه المنظمات الذين يُعرّفون أنفسهم أنهم جنود احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي".

وتضيف بنبرة قلق: "لدينا تخوّف كبير من طريقة التغطية مستقبلًا.. يمكن أن نصل لمرحلة لا نرى فيها اسم فلسطين على منصات الإعلام الدولية".

"عزلُ الروايةِ الفلسطينية"..

و"حمّاد"، صحفية من بلدة سلواد شرق رام الله، حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة من جامعة بيرزيت، وعملت منذ عام 2010 مراسلة لعدد من المواقع المحلية والعالمية، ونجحت في فرضِ مواضيع فلسطينية جديدة في منصات الإعلام الدولي، لم يتم طرحها سابقًا؛ مثل قصص الشهداء الفلسطينيين، وحالات المقاومة وتصاعدها، وانعكاسات الاستيطان على الحياة الإنسانية والاجتماعية.

وتصف "ضيفة سند" ما حدث معها:" مُلاحقتي بالأساس ليس بسبب ما أكتبه على "فيسبوك"، إنّما بسبب التغيير الجديد الذي قمت به خلال السنوات الأربع الأخيرة في عملي مع موقع "ميدل إيستآي"، في تغطية الإعلام الدولي للقضية الفلسطينية ".

وتشير إلى أن الصحفيين الفلسطينيين يواجهون رصاص جيش الاحتلال أثناء التغطية الميدانية، وعندما يكتبون عبر منصات الإعلام الدولية يواجهون رصاصًا آخرًا؛ وهو حملات تشهير وتحريض بحقهم، يشنّها "جنود احتياط يعملون مع مؤسسات صهيونية".

وتقول إن ما جرى معها هو جزءٌ من حملاتٍ مُستمرة تُشنّ بحق الصحفي الفلسطيني العامل في الإعلام الدولي؛ بهدف عزله عن العالم ومنعه من نقل قضيته وصوت شعبه الحقيقي، الذي يحاول الاحتلال نكرانه طوال الوقت، وعقّبت بقوّةٍ وثبات: "يُمكن أن تنزعوا مني كلّ الجوائز، لكن أبدًا لن تنزعوا فلسطين".

رسائل رفض

وردًا على ما تعرضت له "حمّاد"، نظّم صحفيون فلسطينيون حملة إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضمّنت توقيع عريضة من قِبل أكثر من 300 صحفي فلسطيني وعربي، وتم إرسالها لمؤسسة "رويترز".

وعن ذلك تقول لنا: "العريضة لا تُعبّر فقط عن رفضهم لسحب الجائزة، وإنّما أيضًاً عن رفضنا المستمر لملاحقتنا كصحفيين فلسطينيين بهذه الطريقة من خلال هجمات تحريض وتشهير".

إلى جانب ذلك، استقبلت ضيفتنا رسائل احتجاج ورفض من مؤسسات صحفية في مدينة غزة، مثل منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، واعتبرت "حمّاد" أن هذه الخطوة "هامة جدًا؛ تُمثل رفضنا للاستجابة والخضوع لهذه الهجمات التحريضية".

وفي بيانٍ له، قال منتدى الإعلاميين إن هذه الخطوة "تجاوز للأعراف المهنية وأخلاقيات الصحافة، وانحيازاً سافراً إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي المُمْعن في انتهاك حرية العمل الصحفي عبر قتل الصحفيين الفلسطينيين واستهدافهم بأشكال مختلفة".

ودعا مؤسسة "تومسون رويترز" للعدول عن قرارها الجائر، والانحياز للقيم الإنسانية النبيلة، وعدم التورط بدعم الاحتلال الإسرائيلي عبر الخضوع لإملاءاته.

من جانبه، يقول عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين عمر نزال، إن قرار سحب مؤسسة "تومسون رويترز" الجائزة الدولية من الصحفية "حمّاد"، تمَ بتدخلٍ واضحٍ من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف "نزال" خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن سلطات الاحتلال بأجهزتها المختلفة، خاصة الوحدة "8200"، تعمل على تتبع الناشطين والصحفيين الفلسطينيين، وشنّ حملات تحريضية بحقهم، مُعتبرًا ما حدث "تحريض بحق الزميلة حمّاد، وبحق كافة المحتوى الفلسطيني".

ويتابع: "نحنُ كنقابة نعتبر هذا وسام شرف للزميلة حمّاد، وهو الجائزة الأكبر التي تُعطى لها أن يتم التحريض عليها من قِبل الاحتلال وأدواته المختلفة، نتيجة تغطيتها المنحازة للحق الفلسطيني".

وحول كيفية التعامل مع مثل هذه القضايا، يجيب: "نحنُ في مثل هذه الحالات نُقوم بمراسلة الاتحاد الدولي للصحفيين، والذي له قنوات اتصال مباشرة مع كافة الجهات الدولية".

ويطالب "نزال"، بعدم المساس بأيّ صحفي فلسطيني على خلفية تغطيته المنحازة للحق الفلسطيني، كما يؤكّد على ضرورة الإبقاء على حالة التوازن والموضوعية والنظر بحياد، تجاه كافة القضايا بما فيها القضية الفلسطينية، وعدم التحيز للجانب الإسرائيلي والانصياع لضغوطاته.