يلجأ بعض المزارعين في قطاع غزة لعصر محوصلهم من الزيتون في المعاصر التي تعتمد الطرق التقليدية لإنتاج الزيت، لاعتقادهم بأنها تحافظ على نكهة الزيت التي قد تذهبه المعاصر الحديثة.
ويعد موسم الزيتون موسم رزق للمعاصر في قطاع غزة المحاصر، حيث تبدأ باستقبال المزارعين ومحاصيلهم منذ شهر أيلول/ سبتمبر، ويستمر قرابة شهرين.
وتختلف طرق عصر الزيتون في معاصر القطاع، فمنها ما يستخدم الآلات والطرق الحديثة، ومنهم ما يتمسك بالطرق التقليدية القديمة في عصره.
سليمان البحيري، صاحب معصرة زيتون تقليدية، يقول إنه يعمل في عصر الزيتون منذ أكثر من خمسة سنوات في معصرته بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مشيرًا إلى الإقبال الكبير عليه من الزبائن في موسم الزيتون؛ لاعتماده على الطرق التقليدية في العصر.
ويضيف: "عصر الزيتون بالطرق التقليدية له نكهة مميزة، تختفي هذه النكهة في عصره بواسطة معدات حديثة".
ويشير صاجب المعصرة إلى الاختلاف في أسعار عصر الزيتون، حيث يكون المقابل المادي متواضعًا مقارنة بالمعاصر الحديثة، بالرغم من الجهد البدني الذي يتم بذله لعصر الزيتون بالطريقة القديمة".
وعن طريقة العصر التقليدي يخبرنا: "يتم وضع المحصول داخل مياه باردة، لتليها خطوة الضغط بواسطة الحجر، ويتبعها المكبس، ليخرج الزيت ويعبأ بالتنكات المخصصة له".
ويتابع "بحيري": "الطرق التقليدية في عصر الزيتون، تجعل الزيت صافياً من أي شوائب، بعكس عصره بالمعدات الحديثة الذي يجعل الزيوت ممتلئة بالشوائب".
ويبدأ قطاف الزيتون من منتصف شهر أيلول/سبتمبر، حتى أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، وهناك أنواع أخرى يتم قطافها بين شهري تشرين الثاني/نوفمبر، وكانون الثاني/يناير، مثل الزيتون الأسود.
وشجرة الزيتون هي أقدم شجرة في تاريخ البشرية المعروف، ويعيد بعض المؤرخين تاريخها إلى 60 ألف عام، وكانت تنبت بشكل برّي، في دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويقول المختصون إن الفنيقيين هم من بدأوا بزرع هذه الشجرة المقدسة، عرفها قدماء المصريين أيضاً قبل أن يزرعوها لاحقاً، لكنهم لم يستخرجوا زيتها إلا بعد 2000 عام من زراعتها.
وأول ما استُخدم زيت الزيتون قديماً، للحفاظ على المواد الغذائية من التلف، وانطلقت تجارته مع الحضارات الفينيقية القديمة ثم اليونانية فالرومانية.