الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

خاص بالصور والفيديو "رجل الصحف".. رحلة 53 عاما من جمع الصحف ومقتنيات أخرى

حجم الخط
المسن طلال طه.
غزة - أحلام عبد الله - وكالة سند للأنباء

العيش وسط الذكريات، ولملمة حروف الماضي، أخبارًا كانت أم دعوات فرح، وتفاصيل أخرى دقيقة، يحتفظ بها ويدونها الفلسطيني المسن طلال طه (73 عامًا) من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

هواية وشغف لم يأتيان في خريف العمر، فمنذ سبعينات القرن الماضي، وفي ريعان شبابه، يحرص ضيفنا على اقتناء وجمع الصحف الفلسطينية وتجميعها، ليصل عدد ما امتلكه منها حتى الآن قرابة 22 ألف صحيفة ورقية، وآلاف بطاقات الأفراح وقصاصات ورقية قديمة.

وفي لقاء أشبه برحلة إلى الماضي، التقت "وكالة سند للأنباء" بطلال طه، الذي يعبّر عن حبّه لما يقوم به منذ عام 1970م، قائلًا: "عشقت جمع الإصدارات الصحفية رغم أنها هواية مكلفة، لكن الأمر يستحق".

324630700_1363114491122435_5239654124067724477_n.jpg
 

أرشيف زاخر..

ودأب "طه" على إرسال أبنائه لشراء الصحف اليومية التي كانت توزّع في قطاع غزة، ليتفرغ لقراءتها عند عودته من عمله، لكنه يعتمد حاليا على أحد الأشخاص الذي يضع له الصحيفة كل صباح في صندوقها المخصص أمام بيته.

ولم تقتصر هواية وشغف "طه" على جمع الصحف، فهو يهوى أرشفة تاريخ بلدته بيت لاهيا وما يجري فيها من أحداث، فهنا يحتفظ بأوراق قديمة، وفي زاوية أخرى يحتفظ بدعوات الفرح التي كانت تصله، وقد بلغ عددها حتى يومنا هذا لنحو 3 آلاف بطاقة دعوة.

إضافة لذلك، يؤرخ "ضيف سند" تاريخ وفاة كل شخص في البلدة، وسبب الوفاة، وفي أي مسجد صلي عليه، ومن الإمام الذي أمّ بالمصلين وقت الجنازة.

يحدثنا "طه"عن طقوسه الخاصة في قراءة الصحف: "أقرأ الجريدة على مراحل بين الجلسات العائلية، وأجعلها محتوى للمناقشة، لكن الأمر لا يخلو من بعض الاستهزاء أحيانًا".

ويحوي أرشيف "طه" على صحيفة القدس والحياة، ومن ثم جريدة الأيام وصولا لصحيفة فلسطين وهي الصحيفة الوحيدة التي توزع في قطاع غزة الآن.

324794600_727332535663725_1124357947817475423_n.jpg

325327367_505354745030310_1816694756976537230_n.jpg
 

ويرى "طه" أنّ الأرشيف هو المرجع الرئيس لفهم كل ما حدث في الماضي ويضيف: "رائحة الورق القديم والحبر الذي خرج من المطابع منذ عشرات السنين يذكرنا بأهمية الماضي، الذي يجعلنا نعرف مدى دقة أي قصص منتشرة عن أحداث قديمة".

ويتابع: "جمع الصحف القديمة جعلني أجذب نوعين من الجمهور، النوع الأول هو من عاش بنفسه الأحداث لكن الزمن جعله ينسى تفاصيلها، والنوع الثاني هو الجمهور الجديد الذي لم يعش تلك الأحداث لكنه يشعر برغبة في معرفة ما حدث في الماضي".

وأضفى "هاوي الصحف" قيمة أخرى على "كنزه"، حيث صنّف الصحف القديمة التي من ضمنها أعداد صدرت باللونين الأبيض والأسود إلى ملفات، يجمع كل ملف إصدارات كل أعداد الصحيفة شهريا مرتبة بشكل تصاعدي.

وفي سقيفة بيته، يحتفظ "طه" بملف يضم صحيفة القدس، وآخر لصحيفة الأيام، وذاك لجريدة الحياة، وتتربع بجانبهم 3000 آلاف كرت من الأفراح وصلت له دعوة لحضورها، ولكنه يحتفظ بها "تاريخاً لنفسه".

ويشير إلى أنه جمع خلال كل هذه السنين ما يُقارب من 22 ألف صحيفة، حملت بين جنباتها أحداثا تركت بصمتها في الواقع الفلسطيني، كاغتيال قيادات منظمة التحرير خليل الوزير وصلاح خلف، واندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 واتفاق أوسلو عام 1993، مرورًا بالانتخابات التشريعية الأولى 1996، ثم الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006، وغيرها من الأحداث.
 

قصاصات ثمينة..

وفي رده على سؤال حول عزمه عرض مقتنياته في معرض شخصي أو طرحها للبيع، يرد "طه": "أكتفي بالاحتفاظ بها في المنزل أو عرضها على الأصحاب في الديوان، ولم أفكر في بيعها لأنها كنز لا يمكن التفريط به".

ويقوم ضيفنا بإعارة بعض الكتب والجرائد وقصاصات الورق القديمة لمن يريد الاستفادة منها، ولكن بشرط أن يعيدها، فهو يعتبرها "أحد أبنائه ويخاف على ضياعها".

وبالرغم من تطور وسائل الاتصال وبروز منصات التواصل الاجتماعي، فضلًا عن تعرضه لانتقاد في بيئته ومجتمعه؛ كونه لايزال يتمسك بالقراءة والكتب والقصاصات الورقية، إلا أنه لا يكترث لذلك ويتابع متهكمًا: "خلي الجوالات تنفعهم".

325109155_1047889599946632_3421282387159101320_n.jpg

325219685_5617479425038364_8248524538892722827_n.jpg

324938544_1884537748559036_7304253062663642929_n.jpg

325176482_480409447588383_383734067294020008_n.jpg