نعت فصائل وجهات رسمية وشعبية فلسطينية، اليوم الخميس، شهداء المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين غربي مدينة جنين، شمال الضفة الغربية.

وشددت في بيانات متفرقة تلقتها "وكالة سند للأنباء"، اليوم، على أن دماء الشهداء "ستبقى شاهدة على فاشية وإجرام الاحتلال الإسرائيلي، وستشعل وقود الثورة في وجه هذا العدو المجرم".

واستشهد اليوم، 9 مواطنين فلسطينيين؛ بينهم سيدة مُسنة، إلى جانب إصابة 20 مواطنًا بجراح متفاوتة، بينها 4 في حالة الخطر، جرّاء العدوان الإسرائيلي والمجزرة التي نفذها جيش الاحتلال في مخيم جنين.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الحداد وتنكيس الأعلام ثلاثة أيام، على أرواح شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب في جنين ومخيمها.

الرئاسة: ما جرى في جنين مجزرة واستخفاف بحياتنا

وناشدت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي التحرك العاجل لحماية الفلسطينيين من جرائم الاحتلال.

وأوضح الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أنّ ما يجري في جنين ومخيمها مجزرة تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلية في ظل صمت دولي مريب.

وأشار "أبو ردينة" إلى أن الاحتلال ما يزال يستخف بحياة الفلسطينيين، ويعبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلته لسياسة التصعيد.

اشتية: إفلات الاحتلال من العقاب عزز ارتكاب جنوده للجرائم

من جهته قال رئيس الحكومة، محمد اشتية، إن نزف الجراح في جنين يتواصل "في متوالية القتل والإعدامات الميدانية"، التي يواصل جنود الاحتلال ارتكابها مدفوعين بشعور القدرة على الإفلات من العقاب.

وطالب "اشتية" الأمم المتحدة وجميع المنظمات الحقوقية الدولية، بالتدخل العاجل لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ووقف متوالية الدم التي يذهب ضحيتها الأطفال والشباب والنساء.

ودعا رئيس الوزراء، الصليب الأحمر الدولي للتدخل العاجل لحمل قوات الاحتلال على وقف المجازر المرتكبة في مخيم جنين والسماح لسيارات الإسعاف وطواقم المسعفين لنقل المصابين المحاصرين في المنازل.

"الصحة": ما جرى في جنين جريمة مُركّبة

وفي السياق وصفت وزيرة الصحة مي الكيلة، ما جرى في مخيم جنين صباح اليوم الخميس، بـ "الجريمة المركبة"، منوهة إلى أنّ الاحتلال استهدف المواطنين والمرضى والطواقم الإسعافية والطبية.

وأضافت "الكيلة" في مؤتمر صحفي عقدته بمجمع فلسطين الطبي: "أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكلٍ متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال، ما أدى لوقوع إصابات".

وشجبت، ما جرى ويجري في جنين وكافة المحافظات الفلسطينية من "هجمة شرسة وهمجية" ضد الطواقم الطبية والإسعافية وإعاقة عملها في نقل المصابين وعلاج المرضى.

وأكدت أن هذه الاعتداءات تُخالف كافة الشرائع والأنظمة والقوانين الإنسانية والدولية واتفاقيات جنيف ومعاهداتها بخصوص الجرحى والطواقم الطبية.

وأشارت إلى أن "الاعتداءات ترقى لجرائم حرب". مطالبة المجتمع الدول تحمل مسؤولياته تجاه توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني على الفور.

وناشدت وزيرة الصحة كافة دول العالم والمنظمات الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكافة أحرار العالم بسرعة التدخل للجم قوات الاحتلال ووقف كافة ممارساته واعتداءاته.

حركة "حماس": الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه

هددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الاحتلال بـ "دفع ثمن المجزرة" التي نفذها في جنين ومخيمها صباح اليوم. مؤكدة: "رد المقاومة لن يتأخر".

وشددت "حماس" في تصريحٍ صحفي صدر عن نائب رئيس المكتب السياسي لها صالح العاروري أنّ "إرادة شعبنا أقوى من جرائم الاحتلال، وستبقى جنين والضفة بأهلها ومقاومتها عصية على الكسر، ولن يزيدها العدوان والاستهداف إلا قوة وإصرارًا على المواجهة".

ودعا "العاروري" المقاومة للرد والاشتباك مع الاحتلال في كل مناطق الضفة الغربية والأراضي المحتلة، مطالبًا  الجماهير الفلسطينية بـ "أوسع مواجهة" مع قوات الاحتلال بكل الوسائل المتاحة.

"مرداوي" يُبارك الوحدة الميدانية المقاومة في جنين

ورأى القيادي في حركة "حماس"، محمود مرداوي، أن المقاومة في مخيم جنين "ضربت أروع الأمثلة في الشجاعة والتحدي ومواجهة القوات المجرمة"، مباركًا "الوحدة الميدانية والتنسيق العالي بين المقاومين من كافة الفصائل في جنين".

وقال القيادي في "حماس"، إنّ الاحتلال الذي فشل في كل عمليات الاستهداف لجنين ومقاومتها سيجرّ اليوم أذيال الخيبة والهزيمة، فثورة شعبنا ولادة.

وأكد أن "الضفة الغربية ستبقى خزان ثورة لا ينضب، وستبقى المقاومة خيار شعبنا الاستراتيجي لدحر الاحتلال، ولن تذهب تضحيات الشهداء والشعب الفلسطيني هدرًا".

حركة "فتح": عنجهية الاحتلال ستنكسر

إلى ذلك شددت حركة "فتح" على أن "عنجهية الاحتلال وأعوانه ستنكسر"، مشيرةً إلى أن "معركة الشرف" في جنين "تُخاض دفاعًا عن الأمة".

ونددت "فتح" في بيان لها، بما قالت إنه "صمت وخذلان وتمادي" منح الاحتلال أدوات القتل والاستباحة وولد لديه "حقدًا أسود يقتل الفلسطينيين دومًا دون رادع".

ودعت، الشعب الفلسطيني إلى الانتفاض وتحمل مسؤولية جماعية في ردع العدوان الإسرائيلي. متابعة: "لتكن شوارعنا ساحات مواجهة مع المعتدين والمستوطنين".

ونبهت إلى أن "الدماء التي سالت في جنين رسالة لاستنهاض جذوة الثورة، ووضع نصب أعيننا كل طرق الرد على هذا الاحتلال".

وطالبت "فتح" بإعلان إضراب شامل وتصعيد مستمر في كل بقعة مع الاحتلال وفي كل شارع وكل نقطة تماس، "لننفر لردع هذا الاحتلال عن الاستمرار بالاستفراد في جنين ومخيم جنين".

"الشعبية" تدعو لتبني خيار المواجهة العسكرية

واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن تصدي المقاومة والشعب للاحتلال في جنين ومخيمها يُؤكد أن "جماهير شعبنا تبنت خيار المقاومة وترفض الاستسلام".

وقالت "الشعبية"، إن اشتباكات جنين تؤكد أنّ المواجهة سبيلاً وحيداً لصد العدوان، وهو ليس بغريب على مخيم جنين القسام الذي كان دائماً يجسد ملاحم بطولية ضد الاحتلال.

وجاء في بيان الجبهة الشعبية: "يجب ألا تمر جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني بدون عقاب، وندعو جميع القوى وأذرعها العسكرية إلى مقاومة الاحتلال وضرب مواقعه وثكناته".

ودعت إلى "تبني خيار المواجهة العسكرية والسياسية الشاملة لدحر الاحتلال عن أرض فلسطين ووقف عدوانه المتواصل".

"الديمقراطية": المجتمع الدولي متواطئ مع الاحتلال

من جانبها، أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، "جريمة اقتحام مستشفى جنين"، مؤكدة أن "الصمت الدولي يرقى إلى مستوى التواطؤ مع الاحتلال، ويخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية".

وشددت "الديمقراطية" على أن الشعب الفلسطيني "لن يسمح بالاستفراد بجنين ومخيمها، وهذه الحملة الدموية لن تكسر إرادة شعبنا ومقاومته".

واستطردت: "صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على مواصلة عدوانه على شعبنا، ويرتقي إلى مستوى التواطؤ مع الاحتلال".

"عرين الأسود" تزف شهداء مخيم جنين

في ذات السياق، زفت مجموعة "عرين الأسود" المسلحة إلى العُلا شهداء جنين، مؤكدة في تصريح صحفي لها أن الاحتلال "لا يعرف إلا لغة واحدة هي لغة النار والبارود".

وطالبت "عرين الأسود" أهالي مدينة نابلس والضفة الغربية، بإعلان الإضراب الشامل والنفير العام والاشتباك مع الاحتلال على جميع نقاط التماس.

"الأحرار": شعبنا لن يرفع الراية البيضاء

وأكدت حركة "الأحرار" أنّ الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء أمام استمرار تصاعد جرائم الاحتلال "بل سيبقى عصيّاً على الانكسار ويقدِّم التضحيات حتى تحقيق الانتصار".

ووصفت "الأحرار" في بيانها، تصدي المقاومين والشبان للاحتلال بـ "بسالة وشجاعة تؤكد يقظة أبناء شعبنا ومقاومتنا".

ونوهت إلى أن المقاومة "لن تتوقف عن واجبها ومهامها في التصدي للاحتلال وإفشال مخططاته"، مؤكدة أن جرائم الاحتلال المتواصلة "تعكس حجم الإرهاب والإجرام الممنهج الذي يمارسه، وهو دافع قوة لشعبنا لتصعيد وتفعيل كل أدوات ووسائل الاشتباك".

"لجان المقاومة": الاحتلال سيدفع الثمن

من جانبها، شددت "لجان المقاومة الشعبية" على أن دماء الشهداء "لن تذهب سدى وستبقى أمانة في أعناق المقاومة والثوار على طريق تحرير القدس والمسجد الأقصى ودحر الاحتلال".

وأفادت في بيان لها، بأن "مخيم جنين سيبقى كابوس يلاحق الأعداء، وأيقونة للثورة المتصاعدة".

وهددت الاحتلال بـ "دفع ثمن جرائمه"، مؤكدةً أن "دماء أبناء شعبنا ليست رخيصة وهذه المجازر التي يرتكبها العدو سترتد نارا وغضبا وثورة في قلب كيانه".

ودعت "لجان المقاومة" إلى "رصّ الصفوف والوحدة، والعمل بكل قوة على تصعيد الانتفاضة" بكافة الأراضي الفلسطينية.

"المجاهدين" تطالب بتصعيد المقاومة

وجددت حركة المجاهدين الفلسطينية، التأكيد على أن "دماء الشهداء الطاهرة، التي سالت على أرض جنين الباسلة، ستبقى وقوداً يزيد من جذوة المقاومة ضد هذا العدو المجرم".

وطالبت الحركة في تصريح صحفي لها، المقاومة والشعب الحر، القيام بواجبهم بتصعيد المواجهة في كل الميادين حتى الخلاص الشامل.

مصطفى البرغوثي: ما جرى مجزرة دموية بسبب الصمت الدولي

واعتبر أمين عام حركة "المبادرة الفلسطينية"، مصطفى البرغوثي، أن ما جرى في جنين "مجزرة دموية وعدوان بربري وحشي اقترفه جيش الفاشيين".

ورأى البرغوثي في تصريح مقتضب، أن مجزرة جنين "جاءت بسبب صمت دولي كبير على الحكومة الفاشية الإسرائيلية، التي لن يوقفها إلا تصعيد وتيرة المقاومة في كل مكان في فلسطين".

ودعا إلى "سحب المجرمين للمحاكم الدولية، وفرض المقاطعة والعزل على الكيان العنصري الفاشي (في الإشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي وحكومته وقادته".

ومع الإعلان عن شهداء مجزرة جنين صباح اليوم، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين ارتقوا برصاص الاحتلال منذ بداية العام الجاري في الضفة الغربية والقدس، إلى 29 شهيدًا، بينهم 19 شهيدًا من محافظة جنين (كفردان/ قباطية/ جبع/ اليامون/ مخيم جنين).

وفي أعقاب ما جرى اليوم، عبّر مسؤولون إسرائيليون للقناة "12" عن قلقهم من احتمال تطوّر الأحداث في جنين إلى تصعيد خطير، وسط الحديث عن استعداد جيش الاحتلال لاحتمال إطلاق صواريخ من قطاع غزة.