الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

ولدت ميتة..

قمة العقبة.. أمن "إسرائيل" أولاً ولا مكان للسياسة

حجم الخط
اجتماع العقبة
نابلس - أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

بعد ساعات من انعقاد المؤتمر الدولي في العقبة، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتأكيد أن حكومة الاحتلال ستواصل البناء الاستيطاني في الضفة، وفقاً للجداول الزمنية القديمة، وذلك خلافاً لما تم الإعلان عنه في أعقاب القمة.

ويوم الأحد الماضي، دعت الولايات المتحدة الأمريكية لقمة إقليمية في المدينة الساحلية الأردنية "العقبة" بمشاركة مندوبين عن "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، إضافة لممثلين عن مصر والأردن.

واتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على تشكيل لجنتين واحدة أمنية تعمل على تجديد التنسيق الأمني والثانية مدنية لتعزيز بناء الثقة من خلال إجراءات اقتصادية، والالتزام بخفض مستوى التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف (على حد الوصف).

وأكد الطرفان على التزامهما بالعمل الفوري لوقف الإجراءات الأحادية الجانب لمدة 3-6 أشهر، ويشمل ذلك التزاماً إسرائيلياً بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، وهو ما رفضه الجانب الإسرائيلي حتى قبل أن يجف حبر القمة.

الضفة ملتهبة.. وغزة تترقب

وجاء انعقاد القمة في المدينة الأردنية الدافئة في أعقاب تدهور الأوضاع الميدانية في الضفة واستشهاد أكثر من 60 فلسطينياً منذ بداية العام الجاري، وارتفاع في عمليات المقاومة التي أوقعت 15 قتيلاً إسرائيلياً، وقصف صاروخي متبادل بين مقاومة غزة و"إسرائيل".

ووسط حالة الغليان في الضفة والتململ في غزة، تحاول الولايات المتحدة "نزع فتيل الانفجار" بين الجانبين، على حد قولها، من خلال رعايتها قمة العقبة بحضور دول الطوق العربية.

ولدت ميتة

الكاتب والمحاضر في جامعة القدس أحمد رفيق عوض، يرى أن قمة العقبة الأردنية "ولدت ميتة" وأن الأحداث التي أعقبت عملية حوارة واعتداءات المستوطنين وعملية أريحا غطت على هذا الاجتماع.

وقال: "إذا نظرنا إلى الأطراف التي حضرت القمة، نجد أنها ليس لديها مقدرة على تنفيذ ما جاء فيه، فإسرائيل من جانبها لا تحترم أي اتفاق وإن كان في حدوده الدنيا، حيث رأينا كيف سارع نتنياهو لنفي تجميد الاستيطان".

وبين لمراسل "وكالة سند للأنباء"، أن قراراً مثل وقف الاستيطان والمشاريع الاستيطانية، حتى ولو كان شكلياً يعني انهيار الائتلاف الحكومي في "إسرائيل"، وهو ما تعيه الإدارة الأمريكية جيداً.

ويعتقد "عوض" أن السلطة الفلسطينية لا تقدر هي الأخرى على منح "إسرائيل" الأمن الذي تريده، فغالبية العمليات القاتلة هي أنها ذات طابع فردي أو أن المنفذين خرجوا من مناطق لا تخضع لسيطرة السلطة أصلاً.

الهدوء بدل الحلول

ويشدد المحاضر الجامعي على أن أي استجابة من طرف الأجهزة الأمنية الفلسطينية للضغوط الإسرائيلية والأمريكية والدخول في مواجهة مع المقاومين سواء في جنين أو نابلس يعني انتحاراً سياسياً للقيادة الفلسطينية.

وحسب عوض فإن الإدارة الأمريكية لم تعد تذكر العملية السلمية والحقوق الفلسطينية ولو في الإطار العام، واستبدلت ذلك بمصطلح جديد وهو "الهدوء" والذي يعني بالأساس أمن "إسرائيل".

ويرى في النتيجة أنه لا فائدة من هذه اللقاءات، وأنها تأتي في إطار العلاقات العامة، وعدم رغبة جميع الأطراف بإغضاب الولايات المتحدة.

مخرجات أمنية

من ناحيته، يقول المحلل السياسي سامر العنبتاوي: "إن قيادة السلطة الفلسطينية قررت المشاركة في هذه القمة رغم حالة الرفض الشعبي والفصائلي التي سبقت انعقاد القمة حتى داخل أواسط في حركة فتح".

وأشار إلى أن قيادة السلطة مصرة على البقاء في هذا المسار غم أنها تسير فيه منذ اتفاق أوسلو عام 1993 ولم تحقق أي إنجاز سياسي.

وتابع في حديث لـ"وكالة سند للأنباء": "لم تنحز السلطة لخيار الشعب واستجابت للضغوط الأمريكية والعربية والإغراءات المالية من الجانب الإسرائيلي، وهو قرار خاطئ كان يجب التراجع عنه خاصة في أعقاب المجزرة الأخيرة في مدينة نابلس".

ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن المخرجات الأساسية لقمة العقبة تقوم على ضمان أمن "إسرائيل"، وتحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية ذلك، رغم اقتحام القوات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية صباح مساء.

واستبعد العنبتاوي أن تستجيب السلطة للضغوط الإسرائيلية وأن تدخل في مواجهة مع المقاومة في نابلس وجنين لأن ذلك يعني بداية حرب أهلية.

وختم: " ليس أمام السلطة من خيار سوى الانحياز لرغبة الشارع والعودة للوحدة الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير والشراكة السياسية مع جميع الفصائل الفلسطينية".

وتعد قمة العقبة اللقاء الأول من نوعه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ توقف المفاوضات السياسية بينهما عام 2014.