الساعة 00:00 م
الأحد 20 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

في يوم الطفل الفلسطيني..

بالفيديو "ما ضل حدا يراضيني".. طفولة أنهكها الفقد وأحرقتها حرب الإبادة

حجم الخط
أطفال غزة يوم الطفل الفلسطيني
غزة - وكالة سند للأنباء

يجابهون الموت بأقدامهم الحافية، وأجسادهم الهزيلة، وطفولتهم المبتورة، يصطفون حفاة عراة أمام التكايا بحثاً عن الطعام، واقفون تحت أشعة الشمس الحارقة في طابور للحصول على شربة ماء، في وقتٍ كان من المفترض أن تعُج أصواتهم على مقاعد الاختبارات النهائية للانتقال لمرحلة دراسية جديدة.

يأتي يوم الطفل الفلسطيني الذي يوافق الخامس من إبريل/ نيسان لكل عام على قطاع غزة مختلفاً، مختلفاً جداً، جاء وغزة تعيش أكبر أزمة يُتْم في التاريخ الحديث، أمام صمت عربي ودولي، وتخاذل منقطع النظير.

فقد يتَّمت حرب الإبادة الجماعية 39 ألف طفل، من بينهم 17 ألف طفل حرموا من كلا الوالدين بينما يعيش آلاف الأطفال جرحى أو مرضى، وعشرات الآلاف جائعون ومبتورون، أما الشهداء منهم فقد ارتفع عددهم إلى 17 ألفًا و954 طفلًا، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.

ثم يأتي يوم الطفل الفلسطيني وقد أُنهِكت قلوب الصغار، وتاهت أفئدتهم وفُقدت ألعابهم، وأُحرِقت مقتنياتهم المدرسية، كما أُحرقت بيوتهم ومدارسهم وعائلاتهم في حرب إبادة شعواء، حرمت كل صغيرٍ من عائلته، ليصبح هو لنفسه سنداً ومعيناً، يتيماً ومعيلاً، يهيم على وجهه بحثاً عن طفولة مبتورة.

وفي هذا اليوم، رصدت "وكالة سند للأنباء"، حال أطفال قطاع غزة الذي أفقدتهم حرب الإبادة الجماعية على القطاع طفولتهم، وعائلاتهم، وحرمتهم الأمن والأمان.

غزة.webp

"ما ضل حدا يراضيني"..

الطفل عبد العزيز خريس الناجي الوحيد من عائلته بعد ليلة حوَّلت حياته إلى جحيم، كان بين أهله تحت قماش خيمتهم البسيطة، قبل أن يستيقظ فجأة ليرى نفسه وحيداً في المستشفى، لا يقوَ على الحركة تدور عيناه بحثاً عن أمه وأبيه وأخته.

ورغم ما يحمل في قلبه الصغير وجسده الهزيل من وجع إلا أنه لم ينسَ وصية والده " كان بابا يوصيني أي حدا بتصير إلو حاجة نصبر بكون ربنا هادا إلِّي كاتبله ياه، ورديت عليه".

ويروي بصوته المُتعب لحظة استشهاد عائلته" كنا نايمين سمعت صوت حدا بصرخ ما سمعت صوت الضربة بس صوت صراخ، ناديت بابا وما حدا رد عليَّ، كانوا كلهم مستشهدين"، بينما حمى الطفل بمعية الله، خزانة تواجدت في طرف الخيمة.

أما رجفة صوته وهو يتمنى أن يبقى من عائلته أحد يراضيه! ويطيب خاطره المكسور، أو حتى يلعب معه ويسنده في حياته اليتيمة، كفيلة بأن تخلع قلباً من مكانه.

"كنت متخيل أنا أستشهد وهُمة يضلوا، وأنا كنت راضي أستشهد، بس كان نفسي يضل عندي عالأقل واحد، يضل عندي سند، فش حد يقف جنبي يلعب معي، يراضيني، هيك حسيت"!

"كسروا ظهرنا"..

أما الطفلة "مرام"، تبكي استشهاد والدها وعدداً من أقاربها في قصف إسرائيلي سابق استهدف مدرسة التابعين في مدينة غزة.

ووسط سيل من الدموع وحُرقة بادية تخرج من قلب طفلة "كسرولنا ظهرنا، راحوا سندنا"، في مشهد تظنهُ خيالاً وهي تجلس على ركام فصل مدرسي داخل المدرسة، حيث كان من المفترض أن تجلس فيه طالبة، لكنها الآن وقفت على ركامه مُستنجدة، كسيرة القلب، باكية العينين.

تقول "مرام": "استشهد أبويا وعمي وخالي، وابن خالي وابن عمي، كانوا زي إخوتنا، كانوا سند إلنا وظهر بعد أخويا إلِّي استشهد أول الحرب، كانوا ظهرنا وكسرولنا ظهرنا، صرت أدعي يارب إذا حدا فينا بده يستشهد نستشهد كلنا مع بعض حتى ما نتحسر على بعض".

وتتساءل بكلماتها البريئة وصوتها الذي بُحَّ من الصراخ والألم وسط آذان صماء "أكم شهيد راح إلنا من أول الحرب، أكم سند راح من إلِّي بنعرفهم، ما بدنا ناكل ولا نشرب بدنا بس الحرب توقف".

أكبر أزمة يُتم في التاريخ الحديث..

وفي يوم الطفل الفلسطيني، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن قطاع غزة يواجه أكبر أزمة يُتْم في التاريخ الحديث؛ جراء حرب الاحتلال الإسرائيلي الدموية عليه.

وأوضح "الإحصاء" في تقرير نشره يوم الخميس، وتلقت "وكالة سند للأنباء" نسخةً عنه أنّ حرب الإبادة خلّفت 39 ألف طفل يتيم، من بينهم 17 ألف طفل حرموا من كلا الوالدين منذ 7 أكتوبر 2023

وأشار إلى أنّ المجاعة وسوء التغذية تهددان حياة الأطفال في قطاع غزة، حيث أن هناك 60 ألف حالة متوقعة من سوء التغذية الحاد، مؤكدا عودة شلل الأطفال إلى قطاع غزة.

وأسفر العدوان عن استشهاد 50 ألفًا و21 فلسطينيًا، بينهم 17 ألفًا و954 طفلًا، منهم 274 رضيعاً ولدوا واستشهدوا تحت القصف، و876 طفلاً دون عام واحد، و17 طفلاً ماتوا جراء البرد في خيام النازحين، و52 طفلاً قضوا بسبب التجويع وسوء التغذية الممنهج.

كما أصيب 113 ألفًا و274 جريحًا، 69% منهم أطفال ونساء، بينما لا يزال أكثر من 11 ألفًا و200 مواطن مفقود، 70% منهم من الأطفال والنساء.

ووصل إجمالي إصابات الأطفال إلى 7 آلاف و65 طفلًا، بينهم مئات فقدوا أطرافهم أو بصرهم أو سمعهم، كما سجلت 4 آلاف و700 حالة بتر، 18% منها "ما يعادل 846 حالة" بين الأطفال، ما زاد من تعقيد المأساة.

ويواجه هؤلاء الأطفال كارثة مزدوجة بسبب الإعاقات الجسدية والنفسية، إضافة إلى انهيار النظام الصحي نتيجة تدمير المستشفيات، ومنع دخول الإمدادات الطبية والأطراف الصناعية، كما أدى انتشار سوء التغذية إلى تفاقم التشوهات العظمية وإعاقة التئام الجروح.

إلى جانب ذلك، يحاصر خطرُ الموت نحو 7 آلاف و700 طفل من حديثي الولادة بسبب نقص الرعاية الطبية، حيث عملت المستشفيات المتبقية بقدرة محدودة جداً، ما يعرّض حياة الأطفال للخطر، ومع نقص الحاضنات وأجهزة التنفس والأدوية الأساسية، تدهورت الظروف الصحية، ما يزيد من احتمالات وفاتهم.