الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

تحليل المقاومة صامتة منذ ساعات.. كيف سيكون شكل الرد على جريمة الاحتلال في غزة؟

حجم الخط
شهداء السرايا
غزة - وكالة سند للأنباء

بدأ طيران الاحتلال الإسرائيلي قبيل فجر اليوم الثلاثاء بشن عدوانٍ مباغتٍ على غزة عبر سلسلة غارات جوية عنيفة ومتزامنة استهدفت منازل للمواطنين ومواقع للمقاومة الفلسطينية في أنحاءٍ مختلفة من القطاع.

وخلّف العدوان الذي أطلق عليه جيش الاحتلال اسم "السهم الواقي"  13 شهيدًا من بينهم 3 قادة بارزين في "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" وهم: جهاد غنّام، وخليل البهتيني، وطارق عز الدين، حيث ارتقوا برفقة زوجاتهم وعدد من أبنائهم.

كما تسبّب العدوان الذي شارك فيه 40 طائرة حربية بإصابة 20 مواطنا بينهم حالات حرجة، وألحق أضرارا واسعة بالمباني والممتلكات وأشاع حالة من الذعر في المناطق المستهدفة، بحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.

الفصائل الفلسطينية من بينها "الجهاد" و"حماس" وصفت في بيانات منفصلة ما جرى "بالجريمة النكراء"، وتوعدت بالرد عليها دون أن تُحدد آلياته، قائلةً إن "دماء الشهداء لن تذهب هدرًا والاحتلال سيدفع ثمن جريمته".

وبعد انطلاق موكب تشييع الشهداء، أصدرت "الغرفة المشتركة" لفصائل المقاومة بيانًا حملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات الجريمة الجبانة، مردفةً أن "على الاحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان أن يستعدوا لدفع الثمن بإذن الله".

لكنّ اللافت أنه وبالرغم من هذه التهديدات الصريحة عقب الاستهداف الحسّاس لقادة عسكريين وبارزين في "سرايا القدس" يتهمهم الاحتلال بمسؤوليات مباشرة عن أعمال مقاومة ضده، وإطلاق صواريخ من القطاع صوب "مستوطنات الغلاف"، إلا أنّ الرد الفلسطيني لم يتم حتى هذه اللحظة، على خلاف تجارب في جولات عدوان سابقة.

هذا الصمت الحَذر يُثير تساؤلات حول أسباب تأخر الرد الأولي على جريمة كالتي استفاق عليها سكان غزة فجرًا، وهل اعتمدت فصائل المقاومة آليات وأساليب جديدة للرد على العدوان الإسرائيلي الغاشم؟

هل تطوّر أسلوب الرد؟

المحلل السياسي حسن عبده، يقول إنّ فصائل المقاومة تتبع أسلوبًا جديدًا يتمثل في التريث ومنح فرصة للجهات المعنية لترتيب الرد بما يوازي حجم الجريمة، موضحا أن ما يحدث يختلف عن الردود السريعة التي شهدتها عمليات الاغتيال السابقة.

ويعتقد "عبده" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" أن هذه "الاستراتيجية سيكون لها ما بعدها في مواجهة الجرائم، فكما باغت الاحتلال المقاومة بعمليات اغتيال جبانة، ستلجأ الأخيرة لذات الأسلوب وبالطريقة التي تراها مناسبة".

وبحسب وصف "عبده" فإن السيناريو القديم المتمثل بإطلاق رشقات صاروخية صوب مدن ومستوطنات الاحتلال، والذي كانت تتبعه المقاومة عند أي عملية اغتيال أصبح "مملًا"، والمعطيات تُشير إلى أنّ "المقاومة لا تريد إتباع هذا النهج حاليًا".

ويُتابع: "التقديرات تُخبرنا بأن الرد سيكون بحجم الجريمة كونها تمثل أعلى مستويات العدوان، وستُقابل بأعلى درجات سلم الرد".

ويلفت إلى أن "توقيت الرد ومداه وطبيعته تحدده قيادة فصائل المقاومة، وحتى اللحظة لا نعرف جغرافية الرد ولا حجمه، وهل سيقتصر على قطاع غزة أم مناطق أخرى".

لكن "المحسوم أن استراتيجية العزل والفصل بين ساحات المواجهة أو الفصائل قد انتهت، والرد اليوم يقوم على تعزيز فكرة إنهائها بشكل تام ورفع مستويات التنسيق"، وفق ما أورده "عبده".

ويتحدث المحلل حسن عبده عن جهات خارجية وداخلية تؤازر قطاع غزة في رده على العدوان الإسرائيلي، مستدركًا: "يجب أن توجه للاحتلال رسالة قوية مفادها أن استمراره في العدوان بهذا النمط سيُكلفه ثمنًا غاليًا".

ويأتي حديث "عبده" عن تعدد جبهات المواجهة، في ضوء ما جرى قبل شهر، حين أُطلقت رشقات صاروخية من غزة وجنوب لبنان وتصاعدت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس؛ ردًا على اعتداءات الاحتلال الوحشية على المسجد الأقصى المبارك والمصلين داخله بالتزامن مع الأعياد اليهودية.

وعَكس الرد الإسرائيلي المحدود آنذاك على الصواريخ من غزة ولبنان، هواجس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من حرب شاملة على عدة جبهات، وأن الجبهة الداخلية في "إسرائيل" غير جاهزة لمثل هكذا حرب في الوقت الحالي، تبعًا لقراءة مراقبين.

محاولات لاستعادة هيبة وهمية

من جهته، يقول المختص في الشأن السياسي حسن لافي إنّ "قوة الردع الإسرائيلية لا يمكن ترميمها استراتيجيا بعملية اغتيال جبانة استهدفت البيوت والسكان الآمنيين على نحو مباغت".

ويُردف "لافي" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامن نتنياهو والوزير لديه إيتمار بن غفير، يبحثان عن صورة وهمية لاستعادة هيبتهما ورفع أسهمها الانتخابية مجددا".

ويُشدد على ضرورة تدفيع الثمن للحكومة الإسرائيلية خلال جبهتها الداخلية الهشة بكل الطرق والوسائل، وفي التوقيت والمكان المناسبين لتحقيق هذه الأهداف.

"الجهاد": الرد سيكون "مدروسًا وشاملًا وموحدًا"

بدوره يرى ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في إيران ناصر أبو شريف، أن تأخر رد المقاومة على المجزرة البشعة، لأنه يجب أن يكون "مدروسا وشاملا وموحدا".

ويقول "أبو شريف" لـ "وكالة سند للأنباء" إن "إسرائيل ليست اللاعب الوحيد في المنطقة، وهناك مقاومة حقيقية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومحور يساندها ويؤازرها ووقف معها بالتجربة، بالإضافة لحضور المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان".

ويُتابع: "أطراف محور المقاومة ستكون جاهزة للرد على عملية الاغتيال، ردا حقيقيا وعمليا يوازي حجم الجريمة".

ويُشير "أبو شريف" إلى أنّ الرد لن يكون بما يهواه الاحتلال ويسعى له من تمزيق وحدة الشعب الفلسطيني، مكملا: "الرد يجب أن يُعيد قواعد اللعبة ويضع حدًا لعمليات الاغتيال".

ومن وجهة نظر ضيفنا فإن "ردة الفعل القصيرة على العملية لن تردع الاحتلال؛ لذا تُفضّل المقاومة أن يوزاي الرد حجم قواعد اللعبة؛ كي تفهم إسرائيل أن الدم الفلسطيني ليس مباحًا".

يُشار إلى أن وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت أعلن تطبيق خطة خاصة في المناطق التي تبعد حتى 50 كيلومترا من غزة تحسبًا لأي رد فلسطيني، حيث تم حظر التجمعات فيها، وتعليق الدراسة ووقف حركة القطارات، مع التوصية ببقاء المستوطنين قرب الملاجئ الآمنة.

كما فرض جيش الاحتلال إغلاقا محكما على غزة بإعلانه إغلاق معبري بيت حانون "إيرز" المخصص للأفراد، و"كرم أبو سالم" التجاري الوحيد المخصص لنقل البضائع والمساعدات الإنسانية، وذلك حتى إشعار آخر.

ويأتي هذا العدوان بعد أيام من تصعيد شهده قطاع غزة لساعات بين فصائل المقاومة والاحتلال، في أعقاب استشهاد الأسير خضر عدنان القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في زنزانته الانفرادية، إثر إضراب عن الطعام استمر 86 يوما، خاضه طلبا للحرية.