الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

خاص الشهيد عثمان أبو خرج حمل اسم عمّه الأسير وارتحل قبل أن يراه حراً

حجم الخط
الشهيد عثمان أبو خرج وعمه الأسير
جنين – وكالة سند للأنباء

يحدث أن يحمل الفلسطيني اسم شهيد ارتقى، أو اسم أسير أفنى من عمره سنوات طويلة في غياهب السجون، ليبقى الاسم حيًّا بين أحبته، لا ينقطع ترديده عن الألسن، وكلما نادوه "يا فلان".. تبعتها دعوات بأن رحم الله الشهيد، أو فك الله أسر من حَمَلتَ اسمه.

في بلدة الزبابدة قرب جنين شمال الضفة الغربية، يحمل المشيعون اليوم الشهيد عثمان أبو خرج (17 عامًا) على الأكتاف لمواراته الثرى، بعد أن حمل اسمه عمّه الأسير عثمان أبو خرج (51 عامًا)، والقابع في سجون الاحتلال منذ أكثر من عشرين عامًا، فقبل أن يتحقق الحلم بعناق بين "العثمانَين"، عانق "عثمان" الصغير ثرى وطنه شهيدًا.

واستشهد الشاب عثمان عاطف أبو خرج، صباح اليوم الثلاثاء، بعد إصابته بالرصاص الحي في الرأس، خلال اقتحام قوات الاحتلال لبلدة الزبابدة واندلاع مواجهات عنيفة هناك.

أمام جثمانه المسجى في مستشفى جنين الحكومي، وقف والد الشهيد يرثي ابنه مرددًا والدموع تملأ وجنتيه: "يا حبيبي اخترتها، بدك اياها ووصلتلها يا عثمان، كنت تحكيلي كل الشباب اللي بستشهدوا مش أحسن مني، يا حبيبي".

وفي موكب كبير، زفّ أهالي الزبابدة شهيدهم من أمام المستشفى، باتجاه بلدتهم التي طالما اشتاقت لموكب تزفّ فيه الأسير "عثمان" محررًا، لكن الله شاء أن يزّف ابنه أخيه الذي حمل اسمه شهيدًا على الأكتاف.

لم يكن "عثمان" الشهيد حاملًا للاسم فقط، فعنفوانه وبأسه اشتد بصلابة وقوة عمّه الأسير "عثمان" الذي عُرف بمقاومته للاحتلال خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، فاعتقل ونجا من محاولات اغتيال أكثر من مرة، قبل أن يعتقل عام 2003، ويحكم عليه بالسجن المؤبد و20 عامًا.

وزفّت "سرايا القدس"، الجناج العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" الشهيد عثمان أبو خرج، مشيرة إلى أنه أحد عناصر "أحد أشرس المجاهدين في وحدة الردع".

وأضافت في بيان لها: "إننا ونحن نودع أخاً ومجاهداً صلباً وعنيداً في وحدة الردع الزبابدة، نؤكد أن دماء الشهيد القائد عثمان، ستبقى شاهدةً على جرائم الاحتلال الصهيوني".

وجاء في البيان: "لقد رحل عنا أحد الرجال الأوائل في وحدة الردع الزبابدة، ورفيق درب الشهداء القادة الأبرار، ذلك المجاهد الهادئ بكلامه ولكن صوت دوي عبواته أرعب المحتل".

"عثمان" الأسير..

ورث الشهيد "عثمان" خصاله المقاومة عن عمّه، الذي كانت له صولات وجولات في ميادين المقاومة منذ صغره، حيث اعتقل إبان الانتفاضة الأولى، والتحق بعدها في صفوف حركة "فتح".

ومع تصاعد الانتفاضة بدأت ملاحقة قوات الاحتلال له؛ بتهمة المشاركة في تأسيس مجموعات الفهد الأسود الجناح العسكري لحركة "فتح".

وبعد نجاته من عدة محاولات اغتيال، اعتقل عثمان عام 1990، وحكم بالسجن عامين ونصف.

وعقب اندلاع انتفاضة الأقصى تجددت ملاحقة قوات الاحتلال لـ "عثمان"؛ بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى، وفي الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر 2003، تمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله  في كمين نصب له بالقرب من الزبابدة.

وبعد قضائه فترة طويلة بالتحقيق، تعرض خلالها لكل أشكال العقوبات، حكم على عثمان أبو خرج بالسجن المؤبد.

وعانى عمّ الشهيد خلال فترة اعتقاله من العزل والمنع من الزيارات ورفض إصدار تصاريح لجميع أشقائه، وتارة أخرى بحق زوجته وأولاده الثلاثة، بذريعة "المنع الأمني"، لكن الموقف الأشد والأقسى عليه كان بوفاة والدته وهو داخل السجن.

ويقبع عالأسير "أبو خرج" في سجن عسقلان بوضع صحي صعب، بعد أن اجتمعت عليه الأمراض والأخطاء الطبية، والإهمال المتعمد من إدارة السجون.

وبدأت معاناة "ابو خرج" مع المرض بعد ثلاثة سنوات من اعتقاله، عندما كان يعاني من آلام في الأسنان، وعرض على طبيب السجن، الذي قام بحقنه بإبره بنج ملوثة بفيروس الكبد الوبائي، استعملت من قبل أسير "مدني" يحمل هذا الفيروس، حيث انتقل اليه المرض مباشرة.

وأدت إصابة الأسير "عثمان" بهذا المرض الخطير لحرمانه من الكثير من الأطعمة، في ظل عدم وجود غذاء صحي داخل السجون، إضافة للإهمال الطبي المتعمّد من إدارة السجون، وتقديم المسكنات فقط له، ما أجبره على التعايش مع وضعه الصحي الصعب طيلة هذه السنوات.