الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

هل ينتقل الرفض الليبي الواسع للتطبيع مع "إسرائيل" لساحات عربية أخرى؟

حجم الخط
التطبيع مع اسرائيل
نابلس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

لم يمر الكشف الإسرائيلي عن اللقاء الذي جمع وزير خارجية حكومة الاحتلال إيلي كوهين، بنظيرته الليبية نجلاء المنقوش الأسبوع الماضي في العاصمة الإيطالية روما، مرور الكرام، ولم يمض كحدث عابر أمام الرفض الليبي الشعبي الواسع، لمثل هذه اللقاءات التي قد تمهّد لاتفاقية تطبيع مع "إسرائيل".

فالاحتجاجات الشعبية الواسعة والغاضبة اجتاحت مناطق مختلفة في ليبيا منذ اللحظات الأولى لتسريب خبر اللقاء، حيث رفع المحتجون أعلام فلسطين، ورددوا هتافات داعمة للقضية الفلسطينية، وأغلقوا طرقات وأضرموا النيران في الإطارات، وسط هتافات ترفض التطبيع، وأخرى تطالب برحيل الحكومة، بقيادة عبد الحميد الدبيبة.

ولاقى الكشف الإسرائيلي عن اللقاء بين "كوهين" و"المنقوش"، ردود فعل أمريكية غاضبة، حيث صرّح مسؤول أمريكي أن ما حدث "دمّر قناة الاتصالات مع ليبيا وجعل جهودنا لدفع التطبيع مع دول إضافية أصعب بكثير".

وبعثت الإدارة الأمريكية احتجاجا شديد اللهجة إلى "إسرائيل" حول التصرف الذي أدى الى الكشف عن الاجتماع بين "كوهين" و"المنقوش"، وفق حديث مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لموقع "والا" الإسرائيلي.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة، هجوم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير ليبيد، الذي وصف الكشف الإسرائيلي عن اللقاء بأنه "عار قومي"، فيما اتهم عضو الكنيست بيني غانتس الحكومة بأنها "حكومة الفشل والإهمال" .

أما الموقف الليبي الرسمي، فقد أظهر نفسه بموقف المعارض للقاء، وأن الحكومة لم تكن على علم به، حيث أكدت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي نجوى وهيبة في تصريحات صحفية رفض ليبيا أي لقاء مع أي مسؤول إسرائيلي، مبينة: "لم يكن لدينا علم بلقاء المنقوش مع وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين".

كما زار رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة مقر السفارة الفلسطينية في طرابلس مساء الاثنين الماضي، وأكد رفض حكومة بلاده للتطبيع مع دولة الاحتلال، وتجريمه لأيّ اتّصال يجمع بين أيّ مسؤول ليبي مع ممثلي دولة الاحتلال، وإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش لخروجها عن الإجماع الليبي.

في حين، أكد مجلس النواب الليبي في بيان له، على "تورط الحكومة منتهية الولاية في لقاءات مع الاحتلال بهدف التطبيع".

وحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يقدر دبلوماسيون في العالم العربي والولايات المتحدة أن المظاهرات في ليبيا، ستضر بالمحادثات الرامية إلى تعزيز التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية والإسلامية الأخرى في المستقبل القريب.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفيع المستوى من دولة عربية تقيم علاقات مع "إسرائيل" بأن الحادث سيقوض درجة الثقة، التي ستضعها الدول العربية في المسؤولين الإسرائيليين.

ويجري الاحتلال حالياً محادثات سرية مع الولايات المتحدة في محاولة للتوصل إلى اتفاق تطبيع مع المملكة العربية السعودية، وفي الوقت نفسه تجري محادثات مع دول أخرى بعضها شرق أوسطي والبعض الآخر من الدول الإسلامية وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية متقاربة .

إبطاء لقاءات التطبيع..

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد رفيق عوض، يرى أن الكشف عن لقاء "كوهين" و"المنقوش"، سيبطئ ويجمّد وربما يلغي اللقاءات بين "إسرائيل" ودول عربية وإسلامية مثل موريتانيا والمغرب وحتى السعودية.

ويضيف "عوض" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الكشف يؤكد أنه لا توجد ثقة بالإسرائيلي وسياسته التي تبتز وتستغل اللقاءات لغايات حزبية وشخصية، وللتخفيف من عمق الأزمة الداخلية وأنها مستعدة للإطاحة برؤوس مقابل مصالحها في واقع متأزم داخليا".

ويشير "عوض" إلى أن ما جرى، يكشف عن عمق الوعي للشعب الليبي ورفضه القوي لفكرة التطبيع مع الاحتلال، على وقع إعلان تحريم المفتي الليبي للتطبيع، وهو ما أجبر رئيس الحكومة للركض سريعا نحو سفارة فلسطين، متوقعا أن الدبيبة سيدفع ثمن ذلك مع تدحرج الأوضاع في الساحة الليبية الداخلية.

ويرى ضيفنا، أن اللقاءات السرية لا تعبر عن قوة مواقف حكومة الاحتلال وذكائها، بل نابعة من الضغط الأمريكي على تلك الدول، فيما تتضرر المصالح الأمريكية وجهودها على مذبح التنافس الإسرائيلي الداخلي، حسب تعبيره .

ويرجح أن تزيد أمريكا انتقادها للحكومة الإسرائيلية الحالية؛ نتيجة للكشف الدبلوماسي الأخير، وسلوكها العملي، وعلاقاتها الإقليمية، واصفا رموز الحكومة الإسرائيلية بـ "الهواة والشعبويين قليلي الخبرة السياسية".

الخشية من اتساع رقعة الرفض..

وعن الأضرار التي خلّفها الكشف الإسرائيلي عن اللقاء، يوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة النجاح الوطنية رائد نعيرات، أنها أصابت السياسات والمصالح الأمريكية، في ظل الصراع العالمي على القارة الإفريقية، ودور الشخصيات المحسوبة على الإدارة الأمريكية وحضورها، وإيجاد البدائل عنها، وضعف تأثيرها في الحكومة، وأن هناك خشية أمريكية من انتقال الرفض لساحات الجزائر والمغرب .

ويضيف نعيرات لـ "وكالة سند للأنباء": "هناك أهمية لقرار البرلمان الليبي الذي اعتمد إعادة بناء مجلس الدولة، بأن لا يكون في مكوناته من يقيمون علاقات مع إسرائيل ويطبعون معها" .

ويشدد نعيرات على أهمية تداعيات المظاهرات في الشارع الليبي، والتي تركت بصمتها في موقف رئيس الحكومة وزيارته للسفارة الفلسطينية، وإعلانه رفض التطبيع، إضافة لموقف البرلمان، وهو ما سيترك آثاره على الوضع في الشمال الإفريقي بمجمله، وفق قوله.

"التآمر على ليبيا"

من ناحيته، يرى عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والحاصل على شهادة الدكتوراه في قضايا التطبيع نايف الرجوب، أن ليبيا تقف في مهب الريح الآن، ويجري على أراضيها تحالفات لإخراجها من الأزمة الكبيرة عقب الإطاحة بنظام معمر القذافي، وأن اللقاءات التطبيعية تأتي في سياق التآمر على وحدتها ونهب خيراتها وتقسيمها .

ويقول الرجوب لـ "وكالة سند للأنباء": "إن المظاهرات الشعبية الليبية المتصاعدة، كشفت عن عمق التضامن والتأييد الشعبي للقضية الفلسطينية وثوابتها، وحق الفلسطيني في دحر الاحتلال ومقاومته".

ويردف: "التطبيع الخطر يأتي من دول عربية كبرى تحت مزاعم التوازن، من باب الدعم المالي والسياسي للفلسطينيين، والتطبيع الشامل مع الاحتلال، في خطوة خطيرة لقبوله في المنطقة كواحة أمن واستقرار اقتصادي وسياسي وإخضاع الإقليم له".

ويخلص "الرجوب"، إلى أن لقاء "كوهين" و"المنقوش" الذي جرى في إيطاليا، لم يكن ليتم دون دعم رئيس الحكومة الليبية، لكن الشعوب العربية ستقف بالمرصاد لكل خطوات التطبيع وأشكاله من العلاقات السرية.