ردًا على الجرائم الإسرائيلية والمجازر المتتالية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واصلت المقاومة الفلسطينية قصف مدن الاحتلال الرئيسية ومعسكراته ومستوطناته، ضمن معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت في السابع من أكتوبر/تشرين أول الجاري.

واستدرج مقاومون من "كتائب القسام" مساء اليوم، وحدة مدرعات تابعة لجيش الاحتلال لداخل قطاع غزة بعدة أمتار؛ قبل أن يباغتوهم بإطلاق نار واشتباكات مسلحة عنيفة، تخللها إطلاق قذائف مضادة للدروع وإلحاق خسائر وإصابات في صفوف جيش الاحتلال.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن اشتباكات مسلحة دارت مساء اليوم الأحد، بين مقاتلي حركة "حماس" وجيش الاحتلال الإسرائيلي قرب موقع "كيسوفيم" العسكري.

وذكرت القناة الإسرائيلية، في حصيلة أولية للهجوم، أن 4 من جنود الاحتلال الإسرائيلي أصيبوا بجرام متفاوتو؛ أحدهم بحالة حرجة، في إطلاق صاروخ مضاد للدروع من غزة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن إصابة خطيرة وقعت جراء سقوط صاروخ في مستوطنة "نتيفوت"، بينما أفادت القناة "13" بأن صاروخًا أطلق من قطاع غزة أصاب اثنين من المستوطنين؛ أحدهما حالته خطيرة.

وفي ذات الحدث، ذكرت القناة 14، أنه تم استهداف مركبة للمستوطنين في نتيفوت بصاروخ من غزة. منوهة إلى أن شرطة الاحتلال وطواقم الإسعاف هرعت للمكان.

وفي وقت سابق من مساء اليوم، وجّهت "كتائب القسام" ضربة صاروخية بعشرات الصواريخ إلى مغتصبة "نتيفوت" وقاعدة "حتسريم" الجوية ومدينة بئر السبع المحتلة، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.

وقالت كتائب القسام، اليوم الأحد، إنها قصفت حشود الاحتلال قرب "مفكعيم" برشقتين صاروخيتين، وتحشدات عسكرية إسرائيلية شرقي "يئيري". بينما دوّت صفارات الإنذار في مدينة بئر السبع ومستوطنة "أوفكيم".

كما أعلنت "كتائب القسام"، قصفها لمدينة "تل أبيب"، صباحًا، رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.

ودوّت صفارات الإنذار في تل أبيب ومنطقة حولون بالداخل المحتل، وفي كيسوفيم.

وظهر اليوم، قصفت "كتائب القسام" مستوطنة "بيت شيمش" المقامة على أراضٍ فلسطينية غربي مدينة القدس المحتلة برشقة صاروخية، وموقعي "مارس" و"نيريم" العسكري بقذائف الهاون.

وصرحت مؤسسة الإنقاذ الإسرائيلية "زاكا"، في وقت سابق اليوم، بأنه "لا تزال حتى اليوم تُنتشل جثث مستوطنين من غلاف غزة".

وهربًا من نيران المقاومة، وصل عدد المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من مناطق الشمال والجنوب إلى 200 ألف مستوطن، وفق مصادر إسرائيلية.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، أن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت صادق على إخلاء 14 مستوطنة إضافية من الشمال بتمويل من الدولة؛ تحسبا لتصعيد على الحدود الشمالية، ليرتفع عدد البلدات التي تم إخلاؤها إلى 42.

في حين، قال رئيس بلدية مستوطنة "سديروت" ألون دافيدي: "لا عودة لسديروت إلا عندما نعلم أنه لم يعد هناك حماس ولا جهاد في غزة".

ووصل عدد القتلى الإسرائيليين منذ بدء العركة لأكثر من 1400 قتيل، وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين.

وكان جيش الاحتلال، قد اعترف في وقت سابق اليوم الأحد، بأن أكثر من 1200 جندي جريح قد صنفوا على أنهم "معاقون".

وأفادت وحدة إعادة التأهيل بجيش الاحتلال، بأنه سيتم تقديم منح وسلف للجنود المعاقين بعشرات آلاف الشواكل إلى جانب سلة علاجات نفسية.

وذكرت وزارة صحة الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، أن 299 إسرائيليا لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات من بينهم 47 في حالة خطرة.، بينما نشرت القناة 12 الإسرائيلية، أنه تم الاعتراف بأكثر من 1200 مصابا من الجيش منذ بداية الحرب بأنهم معاقون. 

وعلى الحدود الشمالية الفلسطينية المحتلة، استهدفت المقاومة الإسلامية بـ "رشقات نارية" موقعي "البياض" و"المالكية"؛ التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مقابل بلدتي بليدا وعيترون جنوبي لبنان.

وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن صافرات الإنذار دوّت في مستوطنات الاحتلال عند الحدود الشمالية الفلسطينية مع لبنان.

وصرح المتحدث باسم جيش الاحتلال، بأن قواته قصفت موقعًا لـ "حزب الله" في لبنان رداً على إطلاق صواريخ مضادة.

وذكرت مصادر إعلامية لبنانية، أن فريقًا من الصليب الأحمر والجيش اللبناني، بمؤازرة قوات اليونيفيل الدولية، سحب جثامين 6 شهداء من خراج بلدة راميا جنوبي لبنان تعود لعناصر من حزب الله.

ونعت "سرايا القدس"؛ الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، الشهيد المجاهد أسامة محمد خير ذيابات (23 عامًا). مبينة أنه "من أبطال ساحة سوريا، وارتقى اليوم في جنوب لبنان أثناء قيامه بواجبه الجهادي نصرة لغزة ضمن معركة طوفان الأقصى".

واعترف جيش الاحتلال، مساء أمس الأحد، بوجود 210 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، فيما أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، مساء الاثنين الماضي عن عدد تقديري للأسرى الإسرائيليين لدى الكتائب وحدها، قائلًا إنّ عددهم ما بين 200 لـ 250، فيما يتوزع البقية على مكونات المقاومة الأخرى.

ودخلت معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، التي تقودها المقاومة في قطاع غزة، يومها الـ 16 على التوالي، باستهداف المستوطنات الإسرائيلية بمئات الصواريخ، تزامنًا مع استمرار جيش الاحتلال في قتل المدنيين؛ لا سيما الأطفال والنساء والشيوخ، وفرض حصار مُطبق على غزة.

وتواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الليلة الماضية شنّ غارات عنيفة على مختلف أنحاء القطاع، ما أدى لاستشهاد 114 مواطنًا، وإصابة 534 آخرين منذ مساء أمس، جراء استهداف المنازل والأبراج السكنية بشكل مباشر.