تُواصل فصائل المقاومة الفلسطينية معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته وأسراه، في وجه آلة الحرب "الإسرائيلية" التي ذهبت لاستهداف المدنيين والمباني السكنية والبنى التحتية في قطاع غزة بعد أن فشلت في صد هجمات المقاومة المتواصلة منذ فجر الـ 7 من أكتوبر/ تشرين أول 2023.

ولليوم الـ 17 على التوالي تواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث قصفت الأحياء السكنية والمستشفيات، مما أدى لارتقاء نحو 400 شهيد خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وقد ارتفعت حصيلة العدوان على غزة إلى 5087 شهيدا؛ بينهم أكثر من 2055 طفلا و1119 امرأة، بالإضافة إلى 15 ألفا و273 جريحا، و1500 مفقود تحت الأنقاض، بينهم 830 طفلا، وفق آخر إحصائية لوزارتي الصحة والداخلية في غزة.

وفي الضفة الغربية، ارتفع عدد الشهداء إلى 94؛ منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، وذلك بعد استشهاد 6 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في جنين ونابلس ورام الله.

استهداف مواقع ومعسكرات جيش الاحتلال..

وردًا على تلك المجازر، أعلنت المقاومة قصف واستهداف عدة مستوطنات ومدن رئيسية تابعة للاحتلال بـ "رشقات صاروخية"، تزامنًا مع استمرار استهداف معسكرات وقواعد جيش الاحتلال في غلاف غزة ومحيطه.

وكشفت القناة 13 الإسرائيلية، النقاب عن سقوط صاروخ بشكل مباشر في سديروت بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة، قبل قليل (الساعة 9:21 مساءً بتوقيت القدس المحتلة).

ومساء اليوم الإثنين، أعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، قصف قاعدة "حتسريم" الجوية التابعة لجيش الاحتلال برشقة صاروخية.

وأفادت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بأنها قصفت حشوداً عسكرية للاحتلال في موقع "إيرز" برشقة صاروخية، بالإضافة لقصف مدينة بئر السبع المحتلة برشقة صاروخية رداً على مجازر الاحتلال.

وأضافت أنها قصفت الحشود العسكرية للاحتلال في "صوفا" و"حوليت" وموقع "مفتاحيم" برشقات صاروخية رداً على مجازر الاحتلال، وقصفت الحشود العسكرية في موقع "صوفا" بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

وعصر اليوم، قصفت كتائب القسام "سديروت" برشقة صاروخية، وأكدت القناة 13 الإسرائيلية أن أضرارًا لحقت بمبانٍ للمستوطنين في سديروت، جرّاء سقوط 4 صواريخ عليها أطلقت من غزة.

ونوهت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت على الأقل طائرة صغيرة من دون طيار أطلقت من غزة.

وأعلنت "كتائب القسام" إطلاقها طائرتي "زواري" هجوميتين انتحاريتين، استهدفت إحداهما السرب 107 (فرسان الذيل البرتقالي) التابع للقوات الجوية الإسرائيلية في قاعدة "حتسريم"، فيما استهدفت الأخرى مقر قيادة فرقة سيناء في جيش الاحتلال بقاعدة "تسيلم" العسكرية.

ودوت صفارات الإنذار في "غلاف غزة" بعد الاشتباه بتسلل طائرتين مسيرتين في نير عوز، وعين هبسور، بحسب إذاعة جيش الاحتلال.

من ناحيتها، قالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى أنها قصفت حشودات ومواقع للاحتلال شرق المحافظة الوسطى بقذائف هاون عيار 120، ردًا على جرائمه.

ولأول مرة منذ بداية العدوان على غزة، دوت صفارات الإنذار في خليج حيفا شمال فلسطين المحتلة، وسمع دوي انفجارات في عكا، حيفا، والجليل الغربي.

قصف المدنيين..

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، إياد البزم، في مؤتمر صحفي، إن طائرات الاحتلال شنت مئات الغارات في محافظات قطاع غزة كافة.

ونوه البُزُم إلى أن طيران الاحتلال ركّز غاراته على منازل المواطنين المأهولة بسكانها الآمنين، ما أدى لارتقاء المئات من الشهداء والجرحى أغلبهم من النساء والأطفال.

وأردف: "هدف الاحتلال هو قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، وتدمير المنشآت السكنية والمدنية؛ دمّر مدناً سكنية تضم عشرات الأبراج في مناطق مختلفة، وأبراجًا سكنية في أنحاء متعددة من محافظات غزة تضم آلاف الوحدات السكنية".

تأخير الاجتياح البري..

قالت إذاعة جيش الاحتلال، إن تل أبيب قررت "تأخير الحرب البرية" في قطاع غزة بانتظار وصول قوات أميركية إضافية إلى المنطقة.

وأضافت أن "الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل أنها تعتزم إرسال قوات أميركية إضافية إلى الشرق الأوسط، استعداداً للمناورة البرية بسبب الخوف من تزايد الهجمات الإيرانية ضد قواتها في المنطقة".

وفي سياق متصل، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، إن طائرة شحن أميركية تحمل معدات قتالية هبطت في مطار رامون بمدينة إيلات.

من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس"، اليوم، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "أهداف الحرب تتطلب عملية برية بقطاع غزة، حتى على حساب سقوط قتلى" في صفوفه.

وبحسب الصحيفة: "يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه من الضروري التوغل برا في قطاع غزة من أجل تحقيق أهداف الحرب التي حددها المستوى السياسي، حتى على حساب العديد من القتلى من الجنود، لكنه ينتظر موافقة نتنياهو".

وأوضحت "هآرتس" أن "المستوى السياسي الإسرائيلي سبق ووجه الجيش بتدمير القدرات العسكرية والحكومية لـحماس، وخلق واقع أمني جديد في القطاع".

قتلى الاحتلال..

وقالت وزارة الصحة التابعة للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، إن 295 جريحا ما زالوا يتلقون العلاج بالمستشفيات، مبينة أن بينهم 46 في حالة خطيرة.

وأضافت: "بلغ عدد المصابين الذين يمكثون بالمستشفيات 295 جريحا، بينهم 46 في حالة خطيرة، و166 متوسطة، و83 طفيفة".

ولم تذكر "صحة الاحتلال" العدد الإجمالي للجرحى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين أول، ولكنها قالت مساء أمس الأحد، إن عدد الجرحى ارتفع الى 5431.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أعلنت مقتل ما لا يقل عن 1400 "إسرائيلي" منذ بداية الحرب.