الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

هل بات الكذب والتضليل أحد مرتكزات الدعاية الإسرائيلية في الحرب على غزة؟

حجم الخط
f553b8a7-ee24-404c-bd26-d183ae60e1d8.webp
نابلس- وكالة سند للأنباء

منذ اليوم الأول للحرب على قطاع غزة، أولت دولة الاحتلال بمختلف أذرعها السياسية والإعلامية أهمية خاصة للدعاية السياسية، كإحدى الوسائل المهمة للتأثير بالرأي العام الدولي ودفعه لتبني وجهة نظرها.

وعند التدقيق في مضمون الرسائل الدعائية التي صدرت ولا تزال عن دولة الاحتلال، والتي ترافقت جنباً إلى جنب مع عمليتها المدمرة على أرض غزة، نجد أنها ارتكزت على مجموعة من الأكاذيب والتضليل وتحريف الواقع لتبرير إجرامها وبطشها بالمدنيين العزل.

أكاذيب بدأتها إسرائيل بالادعاء أن "حماس" لا تختلف عن "داعش"، وأن مقاتلي الحركة قطعوا رؤوس أطفال يهود في منطقة غلاف غزة، تلك الكذبة التي شقت طريقها حتى رددها رئيس الولايات المتحدة، وما هي الا بضعة أيام حتى سارع البيت الأبيض لنفيها بعد اكتشاف كذبها.

لم تكتف دولة الاحتلال بهذه الكذبة، بل استمرت في مسلسل تزوير الحقائق، فادعت أن المتسبب في مجزرة مشفى المعمداني صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي، إضافة لادعائها الأخير الذي ثبت بطلانه وهو وجود مقر عسكري لحركة حماس أسفل مشفى الشفاء.

وطوال الأسابيع الماضية، ضخمت إسرائيل صورة مجمع الشفاء الطبي، وحولته بدعايتها الكاذبة من مؤسسة طبية إلى قاعدة عسكرية زعمت أنها تستخدم مقرا لقيادة "حماس" وكتائب القسام.

وزيادة في التضليل والتجييش، نشر جيش الاحتلال قبل أسبوع، مادة فيلمية ممنتجة فنيًّا لما قال إنها أنفاق وغرفة قيادة أسفل المجمع الطبي، زعم أنها تحاكي ما هو موجود على أرض الواقع.

وحتى قبل ساعات قليلة من اقتحام المجمع الطبي، تصاعدت وتيرة التلفيق الإسرائيلي والأمريكي، حتى وصل بهم الأمر إلى الادعاء بأن المجمع الطبي يستخدم لاحتجاز أسرى الاحتلال.

وبعد فشله بالعثور على أنفاق أو أي من أسرى الاحتلال في مجمع الشفاء، حاول جيش الاحتلال مداراة فشله وكذب مزاعمه السابقة، بعرض عدد من الأسلحة الفردية وصندوق تمر ومصاحف، قال إنه عثر عليها داخل قبو أسفل المجمع.

الدعاية منذ نشأة "إسرائيل"

منذ نشأتها، تولي دولة الاحتلال أهمية خاصة للدعاية، وترى فيها وسيلة هامة لجلب تعاطف المحايد الغربي، وضرب الروح المعنوية للخصم من خلال استخدام الحرب النفسية والدعاية التحريضية.

وتتنوع الأوعية الإعلامية التي تستخدمها دولة الاحتلال لتمرير أساليبها الدعائية، بدءاً بالتصريحات التي يطلقها السياسيون والناطقون الإعلاميون، مروراً بما تنشره على وسائل الاعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي، وانتهاء بالمناشير الورقية التي تلقيها فوق رؤوس المدنيين.

دعاية إسرائيل تقوم على مرتكزين

يقول مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات: "في هذه الحرب، ترتكز دولة الاحتلال في حملتها الدعائية على محددين، هما: محاولة استعطاف العالم وجلب الغطاء والدعم الدولي مجتمعياً ورسمياً، ومحاولة تضخيم أي فعل تقوم به على الأرض".

وأوضح: "لتحقيق الغاية الأولى؛ سعت إسرائيل لإزالة المفهوم الانساني للمقاومة ومحاولة وصمها بالداعشية، بينما سعت في الثانية لمحو آثار هزيمة 7 أكتوبر، واستبدال مشاهد ذلك اليوم بصور المجازر الفظيعة والمعاناة التي يعيشها أهالي القطاع".

ويؤكد بشارات لـ"وكالة سند للأنباء" على "أن الإعلام العبري وروايته بدا خلال هذه الحرب مرتبكاً ومتناقضاً، ولم يكن لديه المقدرة على تقديم إثبات وتعزيز ما يقدمه من مضامين للمشاهد خاصة الغربي".

"وهو ما تُرجم عملياً بانقلاب الرأي العام الدولي لإسرائيل من مرحلة التأييد في الفترة الأولى من الحرب إلى التشكيك ثم الرفض والإدانة"، يقول بشارات.

ويعزو مدير مركز "يبوس" هذا الفشل الإسرائيلي في دعايته الموجه للغرب للجاليات الفلسطينية والعربية والمؤسسات المساندة للقضية، إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشدد بشارات على أن أحد الأهداف التي تحققت فلسطينياً من هذه الحرب، أنها أعادت بناء حالة وعي جمعي مجتمعي على المستوى الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي.

تكرار الكذب

من ناحيته، يرى أستاذ الاعلام في الجامعة الأمريكية في جنين، سعيد أبو معلا، أن الاحتلال يعتقد أن تكرار المعلومة رغم يقينه بعدم مصداقيتها، من شأنه أن يحولها لحقائق في عقول الجماهير.

ويشير إلى أن هذه الفرضية من الممكن أن تنجح في سبعينات وثمانيات القرن الماضي، لكن لن يكتب لها النجاح اليوم، في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي كسرت هيمنة الاعلام التقليدي.

وعن الأسباب التي تدفع الاحتلال للكذب أثناء ممارسته الدعاية السياسية، يلفت أبو معلا إلى أن "إسرائيل تفعل ذلك لتبرير همجيتها، ولمنح نفسها شرعية ما تقوم به من جرائم، ولضعف روايتها".

الدعاية المضادة

وعلى الناحية الأخرى، يشير أبو معلا إلى أن الطرف الفلسطيني الذي يمارس الدعاية المضادة بات ينقسم لثلاث فئات، هي: الإعلام الرسمي، والإعلام المقاوم، والناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي".

وأوضح لـ"وكالة سند للأنباء" أن "الاعلام الرسمي ممثلاً بالسلطة الفلسطينية، هذا الطرف ليس مجرد أنه لم يحاول تفنيد الدعاية الإسرائيلية والرد عليها، بل اكتفى بالحياد السلبي والصمت الذي فُهم على أنه تأييد ضمني".

ووفقاً لـ "أبو معلا"، فإن الاعلام الذي يتبع المقاومة، "له حضور جيد ويتمتع بالمصداقية، سواء من خلال إطلالة الناطق أبو عبيدة، أو المؤتمرات اليومية التي تعقدها حركة حماس في لبنان، والتي يتم خلالها تكذيب الادعاءات الإسرائيلية بالصور والخرائط".

ويستدرك: "لكن للأسف هذا الصوت لا يصل للمتلقي الغربي بسبب التجاهل المتعمد من وسائل الاعلام الأجنبية، على اعتبار أن حماس منظمة إرهابية في نظر الغرب وأمريكا".

ويعتقد أبو معلا أن الإعلام الذي يتبع اليوم للنشطاء والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء العرب أو الأجانب الموالين لفلسطين، لهم دور مهم في تفنيد دعاية إسرائيل، رغم أن عملهم يبدو في الإطار الفردي، ولا يتسم بالاستمرارية.