الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

الغزيون لأوروبا: لا نريد مساعداتكم ومطلبنا وقف العدوان

حجم الخط
مراكز إيواء.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

يبدي الفلسطينيون غضبًا متزايدًا من الموقف الأوروبي الداعم لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 52 يومًا.

ورغم افتقارهم لكل مقومات الحياة الأساسية، وحاجتهم الماسة لأي مساعدات، تتعالى أصوات فلسطينيين في قطاع غزة برفض أي مساعدات أوروبية شكلية في الوقت الذي يدعم ساعتها المحرقة التي تشنها قوات الاحتلال في القطاع، مؤكدين أن مطلبهم الوحيد هو وقف العدوان بشكل دائم.

ومع اقتراب اليوم الرابع للتهدئة من نهايته وسط قلق شعبي من تجدد العدوان، وآمال بتمديد التهدئة وتطورها إلى وقف شامل يؤكد الفلسطينيون ضرورة أن يكون هناك موقف أوروبي واضح يصحح الأخطاء التي اقترفها قادة أوروبا منذ بدء العدوان.

أوقفوا العدوان

في واحد من مراكز الإيواء بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، يجلس المواطن سعيد المصري (43 عاما) وحوله اثنين من أطفاله الذين نزحوا من بيت حانون شمال غزة، وقال لوكالة سند للأنباء: لا نريد مساعدات أوروبا التي أيدت وتؤيد قتلنا وتدميرنا، مطلبنا أوقفوا هذا العدوان وافتحوا المعابر لنا، ونحن ندبر أمورنا ولو بأقل القليل.

ونزح ما يقرب من 1,7 مليون شخص (أو ما يقرب من 80 بالمئة من السكان) في مختلف أنحاء قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول.

وحتى 24 تشرين الثاني، هنالك أكثر من مليون نازح يقيمون الآن في 156 منشأة تابعة للأونروا في كافة محافظات قطاع غزة الخمس، بما في ذلك في الشمال، منهم حوالي 927,000 نازح يقيمون في 99 مرفقا في مناطق الوسط وخان يونس ورفح، وفق معطيات رسمية نشرتها المنظمة الأممية المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين.

أوروبا تتحمل أساس مأساتنا

عبد السلام حميد مواطن من سكان غزة نزح بدوره إلى خانيونس يقول: يأتون بالقليل من المساعدات ليخففوا غضب شعوبهم ويتظاهروا بإراحة ضمائرهم، في حين إنهم لا يتوقفون عن تأييد المذابح الإسرائيلية، يضيف أنا أتحدث عن الموقف الأوروبي وموقف بريطانيا التي هي تتحمل أساس معاناتنا منذ وعد بلفور المشؤوم.

وتابع حميد في حديثه لوكالة سند للأنباء: لو أن الأمر بيدي لأرجعت أو أحرقت كل مساعدة تأتي من دول تؤيد العدوان علينا وترضى باستمرار هذه المذبحة وفي أول ذلك الدول الأوروبية.

وعبر عن أمله أن تواصل الشعوب الأوروبية مسيراتها للضغط على ساساتها لتغير مواقفها وتجبر إسرائيل على وقف عدوانها الذي يستبيح المدنيين بشكل غير مسبوق.

أكذوبة أوروبا وحقوق الإنسان

ورغم أن الدول الأوروبية ضجت بملايين المتظاهرين الرافضين للعدوان والمطالبين بوقف النار إلاّ أن أغلب قادة هذه الدول واصلوا دعمهم للعدوان الإسرائيلي تحت ذريعة أن "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"، رغم إدراكهم أن تحت هذا الادعاء قتلت إسرائيل أكثر من 15 ألف فلسطيني منهم أزيد عن 6100 طفل ونحو 3500 سيدة، إضافة إلى 7 آلاف مفقود منهم آلاف من النساء والأطفال.

يقول الطالب في كلية الحقوق سليم شراب: عندما درسنا القانون الدولي الإنساني وتطور مواثيق حقوق الإنسان، كنا نقدر كيف أن أوروبا متقدمة في هذا المجال، وأن الإنسان لديهم له قيمة، حتى جاءت هذه الحرب لنكتشف أننا نعيش وهمًا وكذبة كبيرة اسمها حقوق الإنسان في أوروبا، فهم يمارسون ازدواجية المعايير بوقاحة والإنسان الفلسطيني العربي لا قيمة له بنظرهم.

وأضاف في حديثه لوكالة سند للأنباء: أنا أرفض المساعدات الأوروبية التي يرسلونها ومطلبنا هو وقف شامل للعدوان، وليس مجرد حزم مساعدات لا تقدم ولا تؤخر في الوضع الكارثي نتيجة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ 52 يومًا بدعم أميركي وأوروبي.

انحياز أوروبي

وفي تعبير صارخ عن الانحياز الأوروبي ترديد جملة "لإسرائيل الحق في ارتكاب الإبادة الجماعية" على لسان رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون الذي قال: إن "السويد والاتحاد الأوروبي متفقان على أن لإسرائيل الحق في ارتكاب الإبادة الجماعية"، وحاول لاحقا تخفيف ذلك بالادعاء أنه زلة لسان إلا أن الكثيرين رأوا أنه "كشف الوجه الحقيقي لموقف قادة هذه الدول من العدوان".

يذكر أن الاتحاد الأوروبي سبق أن أعلن رفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقال متحدث مفوضية الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو: "لا توجد دعوة لوقف إطلاق النار من الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة (27 أكتوبر الماضي).

وسبق أن رفض مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عد جرائم إسرائيل بانها جراب حرب وإبادة جماعية بزعم أن من يقرر ذلك هو المحكمة، في حين عدّ هجوم كتائب القسام والمقاومة يوم 7 أكتوبر جريمة حرب، في تعبير فاضح عن ازداوجية المعايير، رغم ان إسرائيل قتلت آلاف المدنيين ومنهم الأطفال والنساء، في حين ثبت ان المقاومة تعاملت بإنسانية معهم بخلاف ادعاءات الاحتلال التي ثبت كذبها.

وشذ عن الموقف الأوروبي ما عبر عن رئيسا وزارء إسبانيا وبلجيكا حيث طالبا بوقف العدوان وهو ما أغضب إسرائيل.

ويرى الفلسطينيون أن المواقف الأوروبية المؤيدة لإسرائيل هي التي تسمح لها باستمرار عدوانها الدامي حتى اليوم وتهديدها باستئنافه بشكل أقسى بعد انتهاء الهدنة المؤقتة، لذلك يطالبون الشعوب الأوروبية أن تنتصر لمبادئها وأن توظف كل أدوات الضغط عل ساستها ليغيروا مواقفهم ويوقفوا أكبر مذبحة بشرية في العصر الحديث.