الساعة 00:00 م
الجمعة 18 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

بالفيديو طفل فلسطيني يروى كيف كبر على وقع جحيم الحرب في غزة

حجم الخط
الشرفا.png
رفح/ خاص وكالة سند للأنباء

روى طفل فلسطيني كيف كبر على وقع جحيم الحرب الإسرائيلية المروعة على قطاع غزة وتفاصيل انتشال جثمان شقيقه من تحت إنقاذ العمارات المدمرة وسط مدينة غزة الشهر الماضي.

ويقول الطفل محمد الشرفا من مخيم الشاطئ غرب غزة لوكالة سند للأنباء: إن عائلته كانت تعيش في منزلها في النهار وفي مدرسة تحولت إلى مقر إيواء خلال ساعات الليل.

قنابل الفسفور

ويضيف الشرفا (13 عاما) أن مع اقتراب دبابات الاحتلال من مخيم الشاطئ بدية الشهر الماضي، تحولت حياة عائلته والعائلات المجاور في المخيم إلى جحيم لا يطاق جراء القصف المدفعي الجوي المتواصل على المخيم.

وانهمرت قنابل الفسفور الأبيض على المخيم وإحدى القذائف أصابت مطبخ منزل عائلة الطفل الشرفا مما أدى إلى اشتعال النيران في المنزل والمنازل المجاورة.

وتمكن أقارب الشرفا الذين هرعوا إلى المنزل من سحب جميع من كان في داخل المنزل، لكن والدة الطفل الفلسطيني نقلت وهي بين الحياة والموت في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وانتقل الطفل الشرفا ووالدته وأشقاؤه إلى مركز إيواء ولدى أقاربهم في مدينة غزة عقب هجوم جيش الاحتلال على مخيم الشاطئ المكتظ باللاجئين.

مع تواصل الحرب الإسرائيلية الأشد في القرن الواحد والعشرين على قطاع غزة، أصابت غارة إسرائيلية عمارة سكنية كان يعيش فيها شقيق الطفل الشرفا الأكبر.

سحب جثمان شقيقة

ويقول محمد الشرفا إنه عندما علم بالخبر هرع مع أقربائه إلى مكان القصف، ليجد أن العمارة السكنية سويت بالأرض.

ويضيف أن رجال الدفاع المدني الذين كانوا ينقبون بين الأنقاض حددوا موقع شقيقه لكن لم يستطيعوا الوصول إليه وانتشاله في البداية.

ويشير الطفل الشرفا إلى أنه مع تواصل أعمال التنقيب طلب منه أحد المنقذين نظرا لنحافة جسده بالولوج أسفل الأنقاض، وقال "مسؤول عمليات التنقيب في المكان طلب مني النزول أسفل الركام وفحص جثمان شقيقي إذا كان ساخنا أم باردا".

ويوضح أنه سارع إلى النزول أسفل الركام حتى وصل إلى شقيقه لكن وجد جسده باردا جدا وربطه بحبل وصعد الاثنان إلى الأعلى وتبين أنه فارق الحياة.

الطفل الشرفا الذي يقيم في خيمة الآن في رفح مع ما تبقى من عائلته سرد تلك التفاصيل بعفوية شديدة لوكالة سند للأنباء، مؤكدا أنه فقد الشعور بأنه طفل بل يشعر أنه أصبح كهلا مع القصف والتجويع والتهجير.

حلم تحول إلى سراب

ويضيف الشرفا أنه كان يحلم أن يصبح طبيبا عندما يكبر لكن الحرب الإسرائيلية المروعة قوضت أحلامه وتركته فريسة للحزن والأسى ونوبات الخوف والهلع عندما يشن الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته في المناطق المجاورة لخيمته.

وقبيل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، كان ثلث أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، أما الآن فقد ازدادت كثيرا حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي- الاجتماعي.

وتشير إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الأطفال الشهداء بلغ منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بلغ نحو 8000 طفل من بين 21 ألفا و320 شهيدا.

وتظهر هذه الإحصائيات الصادمة والتي ترتفع على مدار الساعة أن أطفال غزة يجدون أنفسهم في صدارة ضحايا الحرب المستمرة منذ 83 يوما.

ووفق مركز الإحصاء الفلسطيني فإن حوالي نصف سكان غزة هم من الأطفال ومعظمهم لم يجربوا الحياة إلا في ظل الحصار والحروب المتكررة من إسرائيل.

وفي ساحات المستشفيات ومراكز الإيواء وبين الخيام يجلس الأطفال ويستلقون وهم في حالة من القلق والرعب مما نجوا منه، والمحظوظون منهم من لا يزال لديهم آباء يمسكون بأيديهم.

والأسوأ بالنسبة للطفل الشرفا غياب والدته التي لا تزال تتلقى العلاج في مستشفى غزة الأوروبي في جنوب قطاع غزة.

ويقول الشرفا بينما يلهوان عشرات الأطفال بجانب خيمة عائلته "زرت والدتي الأسبوع الماضي بالمستشفى، لا تزال في غيبوبة ومعظم جسدها ملفوفا بشاش أبيض".

ويضيف "يكفي شقيقي استشهد، إن شاء الله والدتي تقوم بالسلامة وترجع تعيش معنا".