الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

بالفيديو "الشبس المحلي" يتحدى الغلاء والحصار "الإسرائيلي" على غزة

حجم الخط
شبس.jpg
رفح/ تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء:

يفرط الفلسطيني غسان أبا شحادة شرائح حبه البطاط في سيخ خشبي، قبل سكبه في مقلى مملوء بالزيت، وانتشاله عند الاستواء ورش الملح والبهارات عليه، تمهيدا لبيعه إلى زبائنه الصغار والكبار أمام أحد مراكز الإيواء في جنوب قطاع غزة.

ومثل العديد من الفلسطينيين، لم يستسلم أبو شحادة (30 عاما) للواقع المأساوي الذي فرضته الحرب الإسرائيلية على سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ووجد في تلك المهنة فرصة لكسب لقمة العيش لأسرته الكبيرة.

وقبل الحرب، كان يعمل أبو شحادة في التجارة لكن مع تشديد الحصار الإسرائيلي ونزوحه مع أسرته إلى من مدينة غزة رفح فقد عمله وبضاعته ومصدر رزقه الأساسي.

فرصة العمل

يقول أبو شحادة لوكالة سند للأنباء: "بعد وصلنا إلى رفح عملت في التجارة وما مشيت الأمور، وعملت مع آخرين ولكن ما كنت أحصل عليه لا يكفي مصروف لي".

ويضيف أنه بعد مدة من البحث تعرف من خلال الانترنت على كيفية صناعة الشبس بشكل يدوي وجمعت الفلوس التي لدي ومع صديق لي واشترينا الماكنة والمقلي وأخذنا الطاولة من عند ناس وبدأنا نعمل".

شبس1.jpg
 

ويوضح أنه عثر على الفكرة من الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون جراء الحرب والحصار، فمثلا كيس الشبس يبدأ سعره من 7 إلى 11 شيكلا (3.8 الدولار).

ولأسابيع طويلة نفد الشيبسي بأنواعها المختلفة التي يفضها الأطفال والكبار من محال غزة بسبب الحصار الإسرائيلي، وخلال الأيام الماضية بدأت بعض الكميات تدخل عبر معبر كرم أبو سالم وتباع بأسعرا غالية.  

ويشير أبو شحادة إلى أنه يعمل مع صديقة واثنين من أقاربه يوميا أمام المدرسة التي تقطن فيها عائلته المكونة من 32 فردا، وزبائنه من الأطفال والكبار بالمدرسة أو زائريها والمارة في الشارع.

بضائع قليلة وأسعار مرتفعة

ويواجه سكان غزة قفزة هائلة في تكاليف الغذاء القليل إن توفرا، وسط انعدام في وجود المواد الغذائية والطبية، وإن وجدت فإن تكلفتها تترك الكثير غير قادرين على شرائها.

وارتفعت أسعار الخضار والمواد الغذائية الأساسية، حيث شهدت بعض المواد زيادة بمقدار عشرة أضعاف أو أكثر

وتسبب الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي، في فقدان مئات الآلاف من الفلسطينيين ممن يعتمدون على قوتهم اليومي او يمتلكون متجار ومحال وتعرض للقصف والتدمير لمصدر رزقهم الأساسي.

وقال أبو شحادة بينما كان يغذي النار بالحطب ويقلب عيدان الشبس في الزيت" أهالي الأطفال ما معهم ثمن كيش شبس، اليوم أنا بوفره بثلث ثمنه في السوق. بيبع السيخ بثلاثة شواكل و2 مقابل خمسة شواكل ".

وأضاف أنه يسعى إلى فتح نقاط جديدة لبيع الشبس المحلي وتشغيل العديد من أقاربه وأصدقائه ومساعدتهم على مواجهة ظروف الحياة البائسة.

دورة العمل اليومية

ويبدأ عمل أبي شحادة فريقا منذ الصباح الباكر حيث مهمة شراء كميات من البطاطا والزيت والسمنة من السوق، بينما يتولى مسؤولية تجهز الأواني وتنظيف مكان العمل والماكينة وإحضار المياه والخشب اللازم للطهي.

وعن ذلك يقول: "كل يوم هذا العمل حيث نواجه المشاكل ونتغلب عليها، مثل ارتفاع أسعار البطاطا والزيت، وندرة المياه والأخشاب... في الأسبوع الأخير وصلت البطاطا من مصر ورخص سعرها من 150 شيكلا للكيلو الواحد إلى 6 شواكل فقط".

ويضيف" قبل الظهر نتجمع على باب المدرسة ونبدأ العمل وفي آخر اليوم الكل يحصل على أجرة ويعود لأسرته ويفرها ببعض حاجاتها ".

وفرضت إسرائيل منذ بدء العدوان إغلاقا كاملا على قطاع غزة، شمل وقف إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والوقود، ثم عمدت إلى حظر إيصال أي إمدادات إنسانية لمناطق شمال القطاع ومدينة غزة.

ويقول البنك الدولي إن الحرب القائمة في قطاع غزة، ستدفع نحو انكماش "حاد" في الاقتصاد الفلسطيني، وسط آثار "مدمرة" على السكان في قطاع غزة، وبدرجة أقل في الضفة الغربية.

وأضاف البنك الدولي في تقييم اقتصادي لفلسطين، أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، المستمرة للشهر الرابع على التوالي، ستخلف آثارا مدمرة طويلة المدى على الاقتصاد الفلسطيني.

دعوة للعمل

وبالنسبة لأبي شحادة فإن هذا المشروع هو بداية لمواجه صعوبات الحياة وسط استمرار الحرب وتشديد الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وقال: "نحن شعب تواق للحياة ولا يعرف طريق الاستسلام فإما ينتصر أو يموت".

ونصح الشاب الفلسطيني أقرانه من الشباب إلى السعي للعمل ومواجهة ظروف الحياة القاسية وعدم اليأس أو الاستسلام.