يتعرض قطاع غزة، منذ 112 يومًا على التوالي، لعمليات قصف متواصل ومُكثف من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ضمن حرب إبادة تُشارك فيها الولايات المتحدة الأمريكية بالدعم العسكري والدبلوماسي وبريطانيا بتزويد الاحتلال بـ "معلومات" من الجو عبر طائراتها المسيرة.

وأمرت محكمة العدل الدولية، في جلستها المنعقدة اليوم الجمعة، "إسرائيل" باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة والتحريض المباشر عليها.

وصوتت أغلبية كبيرة من أعضاء لجنة المحكمة المؤلفة من 17 قاضيا، لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تلبي معظم ما طلبته جنوب أفريقيا، باستثناء توجيه الأمر بوقف الحرب على غزة.

وذكرت المحكمة أنها تقر بحق الفلسطينيين في غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية، وأضافت أن على "إسرائيل" الالتزام بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة، وأن تضمن توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في القطاع بشكل فوري.

وقالت وزارة الصحة بغزة، صباح اليوم الجمعة، إن جيش الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 19 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 183 شهيد و 377 إصابة خلال ال 24 ساعة الماضية.

وأشارت في بيان لآخر معطيات العدوان على القطاع، إلى ارتفاع حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال إلى 26083 شهيد و64487 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وذكرت أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وحول ما يتعرض له مجمع ناصر الطبي بخانيونس من حصار واستهداف مكثف منذ عدة أيام، أشار المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، للنفاد التام للطعام وأدوية التخدير والمسكنات من المجمع، نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق عليه لليوم الخامس.

وقالت وزارة الصحة إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد شل قدرات مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بخان يونس من خلال الحصار والاستهداف ومنع حركة الإسعاف.

من جهة أخرى، أكدت وزارة الصحة أن نحو 600 ألف مواطن في شمال غزة يتعرضون للموت نتيجة المجاعة وانتشار الأمراض والقصف الإسرائيلي.

ويتواجد في مجمع ناصر الطبي 150 كادرا صحيا و350 مريضا ومئات الأسر النازحة في ظروف كارثية من التجويع والاستهداف وعدم توفر العلاجات، وفق القدرة.

شهداء وإصابات..

وتجددت الغارات الإسرائيلية العنيفة، مساء اليوم الجمعة، غرب مدينة خانيونس، واستهدفت إحداها محيط مجمع ناصر الطبي، كما قصف طيران الاحتلال دير البلح.

ذكرت مصادر طبية ومحلية، صباح اليوم الجمعة، أن 70 شهيدا على الأقل ارتقوا في قصف إسرائيلي على مدينتي رفح وخانيونس خلال الساعات الـ24 الماضية.

ووصل 3 شهداء إلى مستشفى غزة الأوروبي منذ صباح الجمعة، منهم 2 انتشلا من بلدة عبسان وثالث ارتقى برصاص قوات الاحتلال قرب مفترق التحلية وسط خانيونس.

ووصل شهداء بينهم أطفال، صباح اليوم، إلى مستشفى شهداء الأقصى عقب قصف إسرائيلي على منزل عائلة الرواغ بالنصيرات وسط قطاع غزة.

من جهته قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الاحتلال ما زال يمنع وصول الإمدادات الغذائية والإغاثية إلى شمال القطاع، مشيرًا إلى ظهور حالات مجاعة وأمراض بين الأطفال والنساء ولا بد من تدخل فوري لإنقاذ سكان قطاع غزة.

وذكرت الجمعية، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد التركيز على استهداف المستشفيات والطواقم الإسعافية في قطاع غزة.

وأفادت بأن جيش الاحتلال يستهدف محيط مستشفى الأمل في خانيونس، وأن طواقم الجمعية تعجز عن الوصول للمصابين.
وبينت "الهلال الأحمر" أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف منزلا أمام البوابة الشرقية لمستشفى الأمل بقذيفة مدفعية، ما أدى إلى الكثير من الأضرار المادية في مبنى المستشفى وتطاير الشظايا داخل المستشفى.
ووصل شهيدان وعدد من الإصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى جراء استهداف منزل بقصف الطائرات الحربية الإسرائيلية في مدينة دير البلح.

واستشهد الصحفي إياد أحمد الرواغ، مراسل ومقدم برامج في إذاعة صوت الأقصى وعدد من أفراد أسرته الليلة الماضية، جراء استهداف منزله في منطقة الحساينة بمخيم النصيرات.

ونسف جيش الاحتلال الإسرائيلي منشآت ومنازل غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

وارتقة مواطنان، وأصيب عدد آخر جراء قصف الاحتلال منزلًا لعائلة أبو سماحة قرب منطقة الزوايدة بالمحافظة الوسطى.

كما استهدفت مدفعية الاحتلال شمال مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة.

وقال مراسل "وكالة سند للأنباء"، إن طائرات الاحتلال الحربية تشن غارات على جنوب غرب مدينة خان يونس.

وصباح الخميس، استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفلان، في قصف الاحتلال على منطقة السطر الغربي شمال خان يونس.

ونوه مراسل "وكالة سند للأنباء"، إلى ارتقاء 3 شهداء؛ بينهم طفلة، وإصابة العشرات في قصف من قبل طيران الاحتلال الحربي على منزل في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.

وفجر اليوم الجمعة، نعت إذاعة "صوت الأقصى" الزميل الصحفي إياد الرواغ؛ والذي استشهد رفقة عدد من أفراد أسرته في قصف لمنزل عائلته في منطقة الحساينة بمخيم النصيرات.

وقصفت مدفعية الاحتلال المناطق الغربية من مدينة غزة. تزامنًا مع اشتباكات ضارية اندلعت على أطراف خان يونس وقصف مدفعي.

واستشهد مواطنان مدنيان برصاص قناصة قوات الاحتلال، في خان يونس، خلال محاولة أحدهم إنقاذ شقيقه بعد إصابته بالقصف.

والليلة الماضية، ارتقى 11 مواطنًا مدنيًا وأصيب العشرات جراء استهداف الاحتلال منزلاً في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة. بينما استشهد مدنيين جراء قصف الاحتلال منزلًا لعائلة أبو سماحة قرب ترنس البابا في منطقة الزوايدة.

ومساء الخميس، انتشلت الطواقم الطبية والدفاع المدني جثامين 6 شهداء على الأقل وعدد من الجرحى؛ جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة "الرواغ" في منطقة الحساينة غرب النصيرات وسط قطاع غزة.

وكانت مصادر طبية قد أعلنت أمس الخميس عن استشهاد 50 مواطنًا على الأقل في خانيونس جراء الاستهدافات التي تعرضت لها المدينة خلال الساعات الماضية.

ونقل 4 شهداء و29 جريحا إلى مستشفى ناصر إثر قصف مدرسة تؤوي نازحين في معسكر خانيونس. ووصل في وقت سابق الخميس، 3 شهداء وعشرات المصابين إلى مستشفى ناصر الطبي في قصف استهدف "منطقة الضهرة" بمدينة خانيونس.

وارتقى عدد من الشهداء والجرحى، جرّاء استهداف طائرة "إسرائيلية" بدون طيار لمجموعة من المواطنين في شارع القدس بمنطقة جباليا البلد، شمال القطاع.

وخلال أمس الخميس، استُشهد عشرات المدنيين الفلسطينيين وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، في العدوان العسكري "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة، والذي دخل اليوم الجمعة يوم الـ 112 على التوالي.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 20 مواطنا، وإصابة 150 آخرين، على مفرق الكويت على طريق صلاح الدين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، عقب إطلاق جيش الاحتلال قذائف مدفعية ورصاص بشكل كثيف صوب مواطنين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من رفح.

ونُقل أربعة شهداء، و20 جريحًا إلى مجمع ناصر الطبي بخان يونس، إثر قصف مدرسة تؤوي نازحين. كما استشهد مواطنان، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال تجمعا سكنيا في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وبعيدًا عن عدسات الكاميرا ووسائل الإعلام، ترتكب قوات الاحتلال النازية مجازر بشعة بحق المدنيين في قطاع غزة الذي يعاني ويلات الحرب وأهوالها منذ 112 يومًا على التوالي، تزامنًا مع حصار "إسرائيلي" مُطبق منذ قرابة الـ 18 عامًا.