الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

أصيب ببتر في أطرافه

بالفيديو حسن أبو ظاهر .. وزّع المياه على النازحين فاستهدفته طائرات الاحتلال

حجم الخط
حسن أبو ظاهر.JPG
خان يونس- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

يرقد الجريح الفلسطيني حسن أبو ظاهر على سرير الاستشفاء، منذ أكثر من شهر، بعد أن استهدفته طائرة إسرائيلية بصاروخ واحد أثناء تقديم العون للنازحين في وسط قطاع غزة.

وكان أبو ظاهر من الشباب الذين سخروا أوقاتهم لإغاثة الأسر النازحة وتقديم المياه والطعام لهم وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وزع مياه فاستهدفه الاحتلال!

يقول الشاب الفلسطيني من على سرير الاستشفاء في مستشفى غزة الأوروبي: إن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفته مع آخرين أثناء توزيع المياه والطعام على النازحين قرب طريق صلاح الدين وسط القطاع منتصف الشهر الماضي.

ويضيف أبو ظاهر الذي بترت يده وساقه لوكالة سند للأنباء "الاحتلال انتقم مني لأني كنت أساعد الناس. أنا راضٍ بنصيبي وقدري..".

ويواجه الآلاف من الجرحى الفلسطينيين آلامًا ومعاناة لا توصف، في وقت تواجه المستشفيات خطر الانهيار الشامل مع تواصل الحرب الإسرائيلية المروعة في قطاع غزة المكتظ بالسكان لليوم 114 على التوالي.

معاناة المصابين

وتتضاعف معاناة المصابين في المستشفيات بسبب نقص المستلزمات الطبية، ويعاني بعضهم من عدم وجود من ينظف لهم الجروح بعد البتر، بالإضافة إلى القيود المفروضة على سفرهم للخارج لتلقي العلاج، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى والموت.

وعندما أصيب أبو ظاهر، وهو من مخيم البريج، نقل إلى مستشفى شهداء الأقصى في وسط القطاع، لكن مع خطورة حالته  حول إلى مستشفى غزة الأوروبي في جنوب شرق مدينة خان يونس.

وقال الشاب الفلسطيني مستذكرًا ما جرى معه: "كنت مع مجموعة من الأصدقاء نوزع الماء والغذاء للأسر النازحة والمسنين والأطفال من مدينة غزة وشمال القطاع".

وأضاف أن مع اشتداد القصف ونزوح الكثير من الناس إلى دير البلح، حاولنا إغاثة الناس بما هو متوفر من ماء وغذاء لكن جيش الاحتلال لم يعجبه عملنا فتم استهدافنا بصاروخ أدى لاستشهاد ثلاثة من أصدقائه وإصابة اثنين آخرين بجراح.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال قابل العمل الإنساني بالقتل والقصف لأنه لا يريد لهذا الشعب أن يحيا حياة كريمة مثل بقية شعوب العالم.

ومنذ إعلان حكومة نتنياهو المتطرفة الحرب على قطاع غزة، استشهد أكثر من 26422 شخصًا، وأصيب 65087 آخرين، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

ومع توسيع جيش الاحتلال عدوانه في خان يونس ثاني أكبر مدن القطاع ومحاصرة مستشفياتها تضاعف أعداد الجرحى المحولين إلى مستشفى غزة الأوروبي.  

واقع مأساوي

ووصف مدير مستشفى غزة الأوروبي الدكتور يوسف العقاد واقع الجرحى في المستشفى بأنه "مأساوي وغير مسبوق"، لافتًا إلى أن الأطقم الطبية قد لا تكون قادرة على التعامل مع الجرحى الجدد القادمين من خان يونس في الأيام القادمة.

وقال العقاد لوكالة سند للأنباء: إن 40 في المائة من الجرحى في المستشفى بحاجة إلى إخراجهم من القطاع لتلقي العلاج فوراً.

وأضاف: "نحن على أعتاب كارثة صحية وبيئية في قطاع غزة... القطاع الصحي منهار تمامًا وبحاجة إلى إسناده بكوادر من خارج القطاع". 

وتابع: "منذ بداية الحرب لم يصلنا إلا القليل جدًا... نحن بحاجة إلى كميات كبيرة جدًا من المستلزمات الطبية والوقود لتقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية، فالوضع خطير جدًا".

وسمحت السلطات المصرية بمغادرة أول دفعة من الجرحى الفلسطينيين وعددهم كان 70 شخصًا من قطاع غزة للعلاج في مستشفى ميداني في مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء في الأول من نوفمبر/ كانون الثاني الماضي. 

ومنذ ذلك الحين، يغادر غزة ما بين عشرين إلى ثلاثين جريحًا يوميًا وهو رقم ضئيل مقارنة بأعداد الجرحى الذين يتساقطون مع استمرار القصف الجوي والتوغل البري في شمال وجنوب القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

ويأمل أبو ظاهر في أن يغادر قطاع غزة وأن يتلقى العلاج اللازم ويتم تركيب له طرفًا صناعيًا بدل الذي بتر في إحدى الدول الأوروبية،

وقال بنبرة يكسوها الصمود والصبر: "سأعود لخدمة الناس من جديد وأنا لم أحزن على نفسي بعد الإصابة، لكن قلبي انفطر عندما رأيت الأطفال الذين قتلوا وتمزقت أجسادهم أمام عيني".