الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالفيديو الفتى الدالي يحول خيمة عائلته لورشة لإصلاح الدرجات الهوائية

حجم الخط
الدالي.jpg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء:

بحركة لا تخلو من اليقظة بفعل الممارسة اليومية، يثبت الفتى مهند الدالي الأسلاك في إطارات الدراجات الهوائية ويركبها لزبائنه اللذين يقبلون على إصلاحها للتغلب على أزمة المواصلات المتفاقمة في قطاع غزة.

وحوّل الدالي وهو نازح من خان يونس، إحدى خيام أسرته في رفح إلى مكان لإصلاح الدراجات الهوائية بمختلف أنواعها، في خطوة فتحت له باب رزق وفير لإعالة أسرته المكونة من أحد عشر فردا.

وسيلة للتنقل

ويعتمد الفلسطينيون كثيرًا على الدراجات الهوائية كوسيلة للتنقل مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي واستمرار فرض قيود على دخول الوقود إلى القطاع.

ويتلقى الفتي الفلسطيني المساعدة من شقيقه أحمد بينما لا تفارق جدته محيط الخيمة الواقعة بين آلاف الخيام في شمال غرب رفح حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في خيام وسط ظروف حياتية ومعيشية مروعة.

البداية من الصفر

يقول الدالي بينما يفرط في بيل إحدى عجلات الدرجات تمهيدا لإصلاحها لوكالة سند للأنباء: "بدأت هنا من الصفر من أجل أسرتي، عندما نزحنا من خان يونس قبل شهرين خرجنا بملابسنا وبعض الأموال فقط".

ويضيف الدالي (16 عاما) أنه واجهة مع عائلته في البداية ظروف حياتية معقدة، لكن بعدما نجحوا في بناء ثلاث خيام لإيوائها بدأ يفكر في مشروع يستطيع من خلاله تأمين مصروفهم اليومي في ظل احتياجاتهم لكل شيء تقريبا.

ويوضح أنه والدة لا يستطيع العمل ودخل في حالة نفسية سيئة بعدما دمرت مركبته ومنزلنا وأصبحت في ليله وضحها المعيل الأول للأسرة.

ويشير إلى أنه اشترى بمبلغ مالي عقب وصولهم إلى رفح بعض قطع غيار الدراجات الهوائية والأدوات اللازمة في عمليه الصيانة وبدأ في إصلاح الدرجات للمارة من امام خيمته.

ويتابع "اليوم الناس عرفتني وعرفت مكاني، وأصبح لدي زبائن والحمد لله بعمل في اليوم من 30 إلى 50 شيقلا (3.8 الدولار) وبشتري أكل وشرب لأهال".

وسيلة نقل معتمدة

وأصبحت الدراجات الهوائية بمختلف أنواعها إحدى وسائل النقل في رفح التي استقطبت مئات الآلاف من الفلسطينيين المهجرين قسرا عن منازلهم جراء الحرب الإسرائيلي المروعة ضد القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

ويقول نازحون لوكالة سند للأنباء: إنه في ظل عدم توفر الوقود لجؤوا إلى استخدام الدراجة الهوائية في حياتهم اليومية.

وقال حاتم سالم وهو نازح من غزة إلى رفح إنه اصطحب دراجته الهوائية عندما نزح عن منزله قبل ثلاثة أشهر، والآن أصبح تلك الدراجة أهم شيء يمتلكه في رفح بعد الخيمة التي شيدها مقابل 4 ألاف شيقل.

وأضاف سالم (33 عاما) "بعد اندلاع الحرب قطعت سلطات الاحتلال الوقود والبنزين والسولار، فتوقفت السيارات والدراجات النارية، لهذا أصبحنا نستخدم الدراجات الهوائية ونتحرك بها لقضاء احتياجاتنا بها".

وتابع "اليوم أسعار المواصلات مرتفعة. يعني لو قررت أن أذهب مع عائلتي في مواصلة داخلية هذا يكلفني أربعين شيكل رايح جاي".

ويقطن سالم في منطقة مواصي رفح مع أسرته المكونة من سبعة أفراد، وتبلغ أجرة نقل الفرد الواحد من إلى وسط المدينة 4 شواكل للمواصلة الواحدة.

وتحول شارع البحر الرئيسي الذي يربط وسط مدينة رفح مع غربها إلى أكثر الأماكن ازدحاما على مدار اليوم حيث لا تتوقف السيارات والشاحنات والدرجات الهوائية على اجتياز هذا الطريق.

تدمير كل شيء

وقبل الحرب كان الفلسطينيون يعتمدون على الدرجات الهوائية التي تعمل من خلال بطاريات شحن لكن تلك الدرجات توقفت في ظل نفاذ مصادر الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي بعد وقف إمدادات الوقود من إسرائيل وحظر توريد الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.

وقال معاذ الأسطل من خان يونس "اليوم من يمتلك دراجة هوائية كأنه يمتلك سيارة. وأسعار المواصلات مرتفعة ولا تغطي أماكن سكن النازحين".

وأضاف الأسطل الذي كان يمتلك بركسل لبيع الدرجات الهوائية بمختلف أنواعها "الاحتلال دمر منزلي وبركس العجلات وأرضي، وحتى العجلة التي كنت أستخدمها في تحركاتي في خان يونس دفنت بين الركام".

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) إن نحو 1.3 مليون نازح فلسطيني لجأوا إلى 154 من منشآت الوكالة في محافظات قطاع غزة الخمس بما في ذلك الشمال ومدينة غزة.

وأضافت الوكالة أن ما يصل إلى 1.9 مليون شخص، أو أكثر من 90 بالمئة من السكان، نزحوا في جميع أنحاء قطاع غزة مشيرة إلى أن بعضهم اضطر للنزوح عدة مرات.

وقالت جدة الدالي التي تقضي معظم يومها قرب ورشة حفيدة "ورشة مهند أصبحت هي مصدر دخل العائلة. والحمد لله الناس عرفته وكل يوم في عندو زبائن وربنا لا يحوجنا لأحد".