الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

الرد الإيراني .. هل فرضت طوفان الأقصى معادلة جديدة للردع؟

حجم الخط
إطلاق صواريخ.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

مع الهجوم الإيراني الكبير الأول من نوعه على الاحتلال الإسرائيلي، تبدو أفق المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات فيما يترسخ هشاشة "إسرائيل" والمعادلات الجديدة التي فرضتها معركة طوفان الأقصى.

ووجه الحرس الثوري الإيراني -مساء السبت- ضربة لإسرائيل بالطيران المسيّر والصواريخ البالستية، مؤكدًا "تدمير أهداف عسكرية مهمة للجيش الإرهابي الصهيوني في الأراضي المحتلة".

وقال الحرس الثوري: إن عمليته الانتقامية جاءت "بعد أكثر من 10 أيام من صمت وتجاهل المنظمات الدولية، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لإدانة عدوان وإجرام الكيان الصهيوني في العدوان على القسم القنصلي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق باعتباره استهدافا لأراضي إيران واستشهاد 7 من المستشارين القانونيين لإيران".

وأكد أنه هاجم "باستخدام قدراته الاستخباراتية والصواريخ والطائرات المسيرة، وهاجم أهدافا عسكرية مهمة للجيش الإرهابي الصهيوني في الأراضي المحتلة، ونجح في ضربها وتدميرها".

لأول مرة

وهذه المرة الأولى التي توجه فيها إيران هجومًا على إسرائيل من داخل أراضيها بعد أن كانت تكتفي في السابق بالرد على اعتداءات الاحتلال ضدها بهجمات غير مباشرة، ما يشكل تطورًا لافتا في خضم معركة طوفان الأقصى والحرب الدامية على غزة المستمرة منذ 191 يومًا.

وترافق الهجوم الإيراني الكبير، برشقات صاروخية كبيرة أيضًا من الأراضي اللبنانية تجاه مستوطنات الاحتلال شمال فلسطين المحتلة فيما بدا ترسيخ لتفعيل محور المقاومة في مواجهة الاحتلال وعربدته.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين: إيران أطلقت ١٨٥ طائرة بدون طيار و٣٦ صاروخ كروز و١١٠ صواريخ أرض أرض

مفاعيل طوفان الأقصى

ويرى خبراء أن هذا التطور جزء من مفاعيل معركة طوفان الأقصى، ودليل إضافي عملي على "هشاشة" إسرائيل وجيشها وأن مرحلة عربدته دون حساب انتهت.

ووجهت كتائب القسام صفعة قوية لإسرائيل في 7 أكتوبر الماضي باقتحام مواقع فرقة غزة والسيطرة عليها والسيطرة على مستوطنات غلاف غزة وقتل مئات الجنود والمستوطنين والسيطرة على مراكز استخبارية إسرائيلية على مدار ساعات.

وتواصل قوات الاحتلال منذ هذا التاريخ شن حرب دامية على قطاع غزة، فشلت خلالها في تحقيق أهدافها سواء في الوصول لأسراها أو إنهاء المقاومة رغم التدمير الواسع والمجازر الوحشية التي ارتكبتها والتي قادت إسرائيل للمحاكمة أمام محكمة العدول الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

هجوم مصمم على مراحل

ونقلت وكالة فارس عن مصدر مطلع تأكيده أن الهجوم الإيراني صمم على مراحل عدة وكل مرحلة ستكون أشد من سابقتها حسب الظروف.

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مصادر مطلعة قولها: "إذا ردت إسرائيل بعد انتهاء العملية العقابية المستمرة، فإن العقوبة القادمة ستكون فورية وأكثر شدة".

ونقلت "تسنيم" عن المصادر قولها: "الهجمة الواسعة لجبهة المقاومة من مختلف الاتجاهات على النظام الصهيوني خلقت أجواء مختلفة تماما في المنطقة".

وأضافت المصادر: "بعد انتهاء العملية العقابية لإيران وجبهة المقاومة، والتي بالطبع لا تزال مستمرة، إذا أراد الصهاينة الرد، فإن العقوبة القادمة ستكون بالتأكيد فورية وبشدة مضاعفة".

معادلات ردع

ووفق تقديرات الخبراء، فإن هذا التحذير، يعني فرض معادلات جديدة للردع، يبدو أن واشنطن تدركها، لذلك سارع الرئيس الأمريكي جو بايدن للطلب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عدم الرد على الهجوم الإيراني.

ويرى الكاتب والمؤرخ أسامة الأشقر أن من أهداف هذه المواجهة الإقليمية الآن أن تقوم معادلة جديدة للردع المتوازن تنهي به مقولة إدارة السلوك التكتيكي التي استمرت لعقود: "سنردّ في الوقت المناسب والمكان المناسب" وتجعل مكانها مقولة جديدة: "سنرد فوراً" .

وقال الأشقر في تعليق له على فيسبوك تابعته وكالة سند للأنباء: يبدو أن فرض هذه المعادلة لا تمانعه واشنطن في ظل اشتعال هذه المنطقة...  ونترقّب مفاجآت التداعيات التي لا يَحسب لها الحاسبون...

وشدد على أن مشروعات التحرر الكبرى تبدأ بفوضى شاملة تُحْدث فراغات كبيرة تدخل منها قوى التحرر وتقود الثورات.

ورأى أن هذه فرصة لكل الأحرار أن يجعلوا ثغر الشام المبارك هدفهم الأعلى، وأن يعدوا العدّة لكل الاحتمالات قبل أن يملأ الأعداء الفراغ ويتكيّفوا مع ظروف الفوضى، مشددا على أن "الفرصة لا تتكرر ولا تنتظر".

الردع المضاد

الخبير العسكري اللواء فايز الدويري يرى أن التقييم النهائي للضربة التي وجهتها إيران لإسرائيل غير واضح بسبب تضارب البيانات الرسمية للجانبين، مشيرا إلى أن هذا الهجوم وضع قواعد جديدة للردع والردع المضاد.

وأوضح الدويري -في مقابلة مع الجزيرة- أن حجم وفاعلية الضربة الإيرانية غير واضح حتى الآن، بيد أن طهران "تسعى لإيجاد قواعد جديدة تقوم على الردع مقابل الردع، وأن استهداف أراضٍ إيرانية سيواجه باستهداف أخرى إسرائيلية".

وتقول إيران إن صواريخها وطائراتها المسيّرة أصابت أهدافها بدقة، في حين يدعي الاحتلال والجيش الأمريكي أنه أسقط غالبية الصواريخ والطائرات قبل وصولها. 

هجوم مركب

وقال مراسل الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن "الهجوم المركب" التي يتحدث عنه الحرس الثوري ضد إسرائيل يعني أن الضربات ستتم من مناطق جغرافية مختلفة بأسلحة متنوعة.

وأضاف في تصريحات تابعتها وكالة سند للأنباء أن الحرس الثوري قد يبدأ إطلاق صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل فور بدء الدفاعات الجوية الإسرائيلية التعامل مع الطائرات المسيرة، خصوصا وأن هذه الصواريخ لا تحتاج سوى دقائق قليلة للوصول.

وأوضح المراسل أن الهجمات قد تنطلق أيضا من العراق وسوريا واليمن، وقال إن إيران جددت التحذير باستهداف أي بلد يسمح باستخدام القواعد العسكرية الموجودة على أرضه ضد طهران.

ووصف ما يجري حاليا بأنه "خرق واضح وغير مسبوق للخط الأحمر بين الجانبين" مؤكدا أن الرد الإسرائيلي سيحدد ما ستذهب إليه المنطقة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف المراسل أن الحديث الإيراني عن بدء الجزء الرئيسي من "الرد المركب" فور وصول المسيرات إلى إسرائيل "يعتبر مهما جدا لأنه يعني أن طهران ستستخدم صواريخها الباليستية بهذا الرد".

ووصف ما يجري حاليا بأنه "ليس خطوة عابرة" وأن إطلاق طهران ردا واضحا من الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل قد يجر عليها تحديات تقول إنها مستعدة لها رغم أن مصدرا كبيرا أكد له أن كل الردود تحمل في طياتها مخاطر كبيرة.

معركة واحدة

وتفاعلا مع المشهد، قالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى: إنها تؤمن بيقين تام أن "المعركة مع دولة الاحتلال وظهيرها الإمبريالي وأذنابها من الرجعيين هي معركة واحدة يقف فيها محور المقاومة من فلسطين الصمود مروراً ببيروت الانتصار ودمشق الشموخ حتى عراقنا الأبي واليمن الباسل وصولاً إلى طهران الثورة حتى هافانا وكركاس" ٢٠٢٠".

ويجد خبراء فيما حدث فرصة لدعوة العالم العربي والإسلامي شعوبا وكيانات إلى الالتحام في معركة طوفان الأقصى بأشكال وآليات مختلفة ومنوعة بما يحقق محاصرة إسرائيل وإيلامها وصولا لزوال خطرها الذي يهدد المنطقة بأسرها.