الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"حال البلد صدمني"..

بالفيديو جرّاح عظام مصري يتطوّع لإنقاذ الجرحى.. هذا ما قاله عن غزة؟

حجم الخط
434881291_416881877623411_1056328188470355199_n.jpg
غزة – آلاء المقيد - وكالة سند للأنباء

في مهمةٍ إنسانية أثارت دهشةً وتفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتردد الجرّاح المصري الشهير أحمد عبد العزيز في زيارة قطاع غزة متطوعًا؛ من أجل إنقاذ حياة الجرحى الفلسطينيين الذين أصابتهم آلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الفائت.

أحمد عبد العزيز الذي قارب عمره الـ 75 عامًا، أستاذ جراحة عظام في كلية طب قصر العيني في العاصمة المصرية القاهرة، وصل قبل أيامٍ قليلة إلى غزة؛ ضمن مهمة إنسانية مع مؤسسة "رحمة"؛ لتقديم المساعدات الطبية لمصابي الحرب، بالرغم من قلّة الإمكانيات.

قال الجرّاح المصري في مقابلة هاتفية خاصة بـ "وكالة سند للأنباء" إنّ زيارته إلى غزة جاءت من منطلق إنساني بهدف تضميد جراح الناس في مستشفيات غزة المتهالكة، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة للمصابين؛ جراء العدوان الذي لم يتوقف من 7 شهور.

وأضاف أنّ هناك أكثر من 70 ألف مصاب يتلقون العلاج في مستشفيات القطاع التي يتضاءل عددها شيء فشيء، نتيجة تعرضها للقصف والتدمير، ما أفقد الجهاز الصحي في غزة جزءًا كبيرًا من إمكانياته، وأدى ذلك لتكدس المرضى بصورة لا يُمكن معها أداء خدمة طبية تُناسب حالتهم.

ونبّه إلى أنّ هذا العدد الهائل من المصابين وأحوالهم الصحيّة، تفوق كفاءة إمكانيات أي جهازٍ صحي في العالم، مؤكدًا أنّ الوضع القائم بغزة صعب للغاية، ويستدعي تكثيفًا في إدخال المستلزمات الطبية، وكذلك مضاعفة أعداد الطواقم الطبية من مختلف التخصصات.

وتابع الجرّاح أحمد عبد العزيز: "كل شيء هنا (مستشفيات غزة) ناقص وبحاجة أن يكتمل، ببساطة لأن الرصيد الطبي قد استُنزف بالكامل، نتيجة استهلاك كل المستلزمات والأدوية العلاجية المتوفرة، وفي الوقت ذاته لم يتم إدخال تعويض لها".

ويُجري ضيفنا عمليات جراحية بشكلٍ يومي للمصابين في محافظتي غزة وشمالها، وحتى قبل وصوله إلى القطاع، أجرى نحو 20 من عمليات الكسور المعقدة جدًا والدقيقة لجرحى الحرب داخل مستشفى العريش العام، وفق ما أفاد به طارق عزت، رئيس قسم الأورام بجامعة الزقازيق في صفحته على فيسبوك.

439695954_425338930186677_8399218768859165512_n.jpg
 

"حال البلد كلها صدمني"..

في معرض حديثنا مع الجرّاح أحمد عبد العزيز، سألناه عن موقف عالق بذهنه خلال عمله الميداني في القطاع، ردّ بصوتٍ يملأه الحسرة: "مش موقف واحد، هو موقف البلد كلها صادم، ففي طريقي من الجنوب نحو الشمال، لم أرَ إلا أعداد قليلة من البيوت القائمة كل شيء مهدم، العمارات أصبحت مقابر لأصحابها(..) أين سيعيش الناس؟ هذا الركام كله أين سيذهب؟".

"الحرب الحقيقية ستبدأ بعد أن تنتهي حرب الميدان" بهذه الكلمات استكمل الجرّاح حديثه عما شاهده في غزة، فهناك تحديات جمّة ستقف لاحقًا أمام محاولات الناس في إعادة إحياء الأماكن وإزالة ركام ما تم تدميره.

وأشار إلى أنّ حجم العمل المطلوب لإعادة الحياة لقطاع غزة، أمر لا يُمكن تخيّل قدره ولا التكلفة اللازمة لذلك _والكلام له_ "هذا فوق قدرة أي دولة عظمى، فما بالكم بقطاع صغير كغزة؟".

وعلى ضوء ذلك، شدد على ضرورة أن يتحمل العالم الخارجي مسؤوليته في وقف الحرب، وإنقاذ ما تبقى من الأرواح في غزة، وعلاج المصابين سواء داخل القطاع أو في المستشفيات الخارج.

وختم الجرّاح المصري حديثه مع مراسلتنا بالقول: "على العالم الذي أيدّت بعض دوله العدوان، فيما صمتت أخرى عما يجري هنا، أن يعود إلى رشده ويقول أنقذوا غزة".

هذا وقد لاقت زيارة الطبيب المصري أحمد عبد العزيز تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، وإشادة بمجازفته بزيارة منطقة خطيرة كغزة، حيث وصفها مغردون بـ "العمل البطولي"، مؤكدين أنّه "فخر حقيقي للإنسانية وللطب والمصريين جميعًا".

ومنذ بدء حربه على غزة، استهدف الاحتلال المرافق الطبية والمستشفيات وطواقم الإسعاف في أنحاء القطاع؛ ما تسبب بتدمير المنظومة الصحية، واستشهاد واعتقال العشرات منهم.

يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال حربه الوحشية بشن عشرات الغارات الجوية والقصف برًا وبحرًا، مخلّفًا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، فيما لا يزال آلاف الشهداء والجرحى تحت الأنقاض وفي الطرقات يمنع الاحتلال انتشالهم.

وخلّفت الحرب أيضًا مأساة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعيش مئات الآلاف من سكان القطاع في ظروف صعبة للغاية في ظل انعدام الماء والكهرباء، ومنع سلطات الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية إليهم.