الساعة 00:00 م
الجمعة 18 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

700 ألف طالب أمام مصير مجهول..

هل يمكن إنقاذ العملية التعليمية في غزة؟

حجم الخط
مدارس غزة.jpg
خاص- وكالة سند للأنباء

مع دخول الحرب الإسرائيلية شهرها العاشر، يقف من بقي من طلبة قطاع غزة على قيد الحياة أمام مصير مجهول يهدد مستقبلهم، جراء استمرار توقف المسيرة التعليمية، وعدم وجود أي أفق يشير لاحتمالية استئنافها في المدى القريب.

وفي حال نجحت المحادثات بين المقاومة و"إسرائيل" في وقف الحرب خلال الفترة القادمة، فلن يكون بمقدور الطلبة التوجه لمدارسهم وجامعاتهم فوراً، فالمؤسسات التعليمية التي لم تطلها آلة الدمار الإسرائيلية تحوّلت لمراكز إيواء للنازحين.

أرقام مخيفة وكارثية

ووفقاً لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، فإن أكثر من 8 آلاف من طلبة المدارس استشهدوا في غزة، فيما بلغ عدد شهداء طلبة الجامعات نحو 600 شهيداً، في حين استشهد أكثر من 500 من الكوادر التعليمية في مدارس وجامعات القطاع.

ولا تزال الحرب المتواصلة على قطاع غزة تحرم نحو 88 ألف طالب جامعي من الذهاب إلى جامعاتهم، كما تمنع الحرب 620 ألف طالب من التوجه لمدارسهم.

وحسب وزارة التربية، فقد تعرضت 119 مدرسة حكومية و20 جامعة لأضرار بالغة، وجرى تدمير 62 مدرسة و31 مبنى تابع للجامعات بشكل كامل، كما تعرضت 126 مدرسة حكومية للقصف والتخريب.

في حين تعرضت 65 مدرسة تابعة لوكالة الغوث للقصف والتخريب كان أخرهامدرسة "الجاعوني" في النصيرات، كما تعرض 57 مبنى تابعاً للجامعات للتدمير الجزئي.

طلاب بغزة أمام مدرستهم المدمرة.jpeg
 

التعليم الوجاهي والالكتروني مستحيل

من جهته، يقول الناطق باسم وزارة التربية والتعليم، صادق الخضور إنه "في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والاستهداف المتعمد للمدارس التي تحولت لمراكز إيواء للنازحين، فإن أي حديث عن استئناف التعليم الوجاهي يعتبر ضرباً من المستحيل".

أما فيما يتعلق بالتعليم الالكتروني، فيشير الخضور إلى أن "هذا الخيار يبدو صعباً أيضاً، في ظل انقطاع الكهرباء وعدم توفر الانترنت في غالبية مناطق غزة، وتحوله لكماليات في ظل النقص الحاد في الغذاء والماء".

ويتحدث الخضور لـ "وكالة سند للأنباء" عن البدائل الممكنة للإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المسيرة التعليمة.

ويوضح :"هناك أكثر من 11 ألف طالب مدرسي التحقوا بالتعليم عند بعد من خلال ربطهم بمدارس في الضفة، وفي الفترة القادمة ومع انطلاق العام الدراسي الجديد، سيلتحق 4 آلف طالب جدد، وهؤلاء يلتقون تعليمهم من خلال معلمين متطوعين".

وحول التعليم العالي يقول "ضيف سند" إن هناك 20 ألف طالب جامعي في غزة التحقوا من خلال المنصات الالكترونية بجامعات في الضفة كبيرزيت والأمريكية والنجاح وغيرها، مشيرًا إلى أن الأعداد قابلة للزيادة".

ورغم انطلاق عدد من المبادرات في مراكز إيواء النازحين لاستكمال التعليم المدرسي في القطاع، تظل هذه المبادرات في الإطار الفردي وربما الرمزي، ولا يمكن الاستناد عليها واعتبارها أحد حلول انقاذ العملية التعليمية في غزة.

مدارس غزة.jpg
 

1320 طالب توجيهي في 26 دولة

ويشير الخضور إلى نجاح وزارة التربية، في عقد امتحان الثانوية العامة لـ1320 طالب هاجروا من القطاع إلى دول أخرى، من بينهم 1090 في مصر و230 طالب موزعين على 26 دولة.

وعن خطط الوزارة لما بعد انتهاء الحرب، يذكر خضور:"شكلنا لجنة لإجراء مسح شامل لإحصاء حجم الضرر الذي لحق بالمؤسسات التعليمية وإيجاد مباني بديلة للمدارس والجامعات، في القطاع نحن بحاجة لأكثر من 4500 غرفة صفية لاستيعاب طلبة المدارس".

ويلفت إلى أن الوزارة ستقوم فوراً بتعويض ما فات من خلال نظام الرزم التعليمية وليس الكتب الكاملة، مشدداً على أن طلبة غزة بحاجة قبل عودتهم للمدارس لدعم وإسناد نفسي مكثف لترميم من تعرضوا له من أزمات ومن هول ما شاهدوا.

أما فيما يتعلق بإعادة إعمار المدارس والجامعات المدمرة، فيقول الخضور إن هذا الملف مرتبط أكثر بالشق السياسي ولا يمكن فصله عن ملف إعادة إعمار قطاع غزة بشكل عام.

مدارس غزة.jpg
 

دعم عربي وإسلامي في عملية الإنقاذ

ويتفق مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل ثوابتة مع الخضور في استحالة عودة الطلبة لمقاعد الدراسة في ظل استمرار الحرب وتواجد قوات الاحتلال في عدة مناطق في قطاع غزة.

ويؤكد ثوابتة أن إنقاذ العملية التعليمية وإعادتها لمسارها يتطلب وقف الحرب أولاً والبدء بخطة لإعادة ترميم وبناء المدارس والجامعات المهدمة بشكل كامل أو جزئي.

ويضيف في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء": "في حال توقفت الحرب، فلدى الحكومة في غزة خطة معدة مسبقاً وجاهزة للتنفيذ، تقوم بالأساس على استدراك ما فات الطلاب ضمن برنامج تدريسي مكثف ومختصر".

ويشير إلى احتمالية أن يقدم طلبة الثانوية العامة الامتحانات في كانون الأول/ ديسمبر القادم، حال توقفت الحرب.

وعن دور المنظمات العربية والإسلامية والدولية التي تعنى بشؤون التعليم، يشدد ثوابتة على أهمية دور هذه الجهات في إنقاذ القطاع التعليم في غزة وإسناده حتى يعود قادراً على الوقوف على قدميه من جديد.

ويتابع: "هذه الجهات مطالبة بإنقاذ القطاع التعليمي في غزة من خلال المساهمة في إعادة بناء المدارس والجامعات، وفتح المجال أوسع للمنح الجامعية وتبني بعض الطلبة خاصة المتوفقين".

ويطالب ثوابتة الجامعات العربية والإسلامية والتابعة للدول الأجنبية الصديقة بتوقيع اتفاقيات توأمة وشراكة مع جامعات غزة المدمرة، في خطوة رمزية وفعلية.

ووفقاً للناطق الحكومي فإن أحد أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة هو القضاء على القطاع التعليمي، عبر اغتيال أساتذة الجامعات وحملة الشهادات العليا والمعلمين وتدمير المؤسسات التعليمية.

ويؤكد ثوابتة على أن الاحتلال ينفذ ذلك ضمن خطة مبرمجة ومدروسة لقطع الطريق على أي محاولة لإنعاش المسيرة التعليمية حال توقفت الحرب.