نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الشعور بالإحباط داخل هيئة الأركان العامة للاحتلال حول الإشكاليات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في غياب الهدف السياسي الواضح.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية" فإن مجلس وزراء الاحتلال لم يحدد هدفًا طويل الأمد؛ مما أدى إلى إحباط الجنرالات، الأمر الذي دفعهم للقول "لا توجد قرارات واضحة، ونحن نقاتل بلا هدف وعالقون في الوضع الراهن".
واعترف لواء المدرعات الإسرائيلية بأنهم يواجهون "حماس" التي تعمل بمنطق عسكري منظم، وتستخدم تكتيكات الفرق الصغيرة واستراتيجيات الحفاظ على قوتها القتالية، وفقا للصحيفة.
وقالت إن جيش الاحتلال اضطر إلى تفعيل ألوية الاحتياط في غزة؛ بسبب التوترات المتزايدة في الشمال ونقص القوات في الجنوب بسرعة.
وفي منتصف يوليو/ تموز الماضي، ذكر موقع "يُنيت" الإسرائيلي أن هناك حالة من الغضب والإحباط تسيطر على أجواء مقاتلي الجيش بسبب عدم إقالة أي شخص مسؤول عن الفشل الاستخباراتي يوم 7 أكتوبر.
وقال الموقع في تقريره إن هناك "حالة من غضب وإحباط في النظام العسكري من التحقيق في إخفاقات الحرب..، وإن الوحدات المقاتلة تشعر بالإحباط من التحقيقات، وأبرزها تحقيق بئيري، الذي أثبت أن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول الأول عن الفشل الذي حدث في 7 أكتوبر".
ومؤخرا، استعرض الكاتب والمحلل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "حاييم ليفينسون" مجموعة من العوامل التي تشير إلى أن دولة إسرائيل في طريقها للتفكك في المستقبل القريب.
ويشير الكاتب في مقالة اطلعت عليها "وكالة سند للأنباء" إلى أن مظاهر تفكك إسرائيل أبدت أكثر وضوحاً بعد السابع من أكتوبر "من خلال الهوان الذي يدب في جسمها، وحالة الانكماش الاقتصادي والهبوط الحاد في جودة وتراجع الحركة الثقافية".
وبحسب الكاتب الإسرائيلي فإن إسرائيل تتحول إلى دولة ميليشيات دموية، وأن الجيش والشاباك والشرطة تحولوا أيضاً لمجرد أداوت سياسية في خدمة وزراء الحكومة اليمنية، وهو ما سيزيد من المخاطر على الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة أو القدس.
وفي محصلة نحو 10 أشهر من العدوان على غزة تتعاظم أسئلة الهزيمة بالمجتمع الإسرائيلي وساسته ونخبه، في حين يكابر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بوهم "إنجازات تكتيكية" ومزيد من المجازر ضد الشعب الفلسطيني.
ووجدت إسرائيل نفسها وسط حرب طويلة لم تألفها قوضت نظريتها الأمنية، وجبهات متعددة لم تعهدها منذ حرب أكتوبر 1973، وأساليب وأدوات مختلفة شتتت منظومتها العسكرية والأمنية وكلفتها أثمانا فادحة في العتاد والأفراد، وفي سمعة جيشها واقتصادها ودبلوماسيتها ووحدتها المجتمعية الهشة، وأمام تطور في قوة الردع المضادة جعلها أمام حسابات عسكرية وإستراتيجية معقدة راهنا ومستقبلا.