قال مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في جنوب الضفة الغربية فريد الأطرش، إن "الاحتلال الإسرائيلي يمارس انتهاكات جسيمة ضد القانون الدولي باستخدام المدنيين كدروع بشرية في قطاع غزة، وهو انتهاك واضح لاتفاقيات جنيف الرابعة والثالثة وميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية".
وأكد "الأطرش" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أن "العديد من الحالات الموثقة تشير إلى استخدام الاحتلال للمدنيين كغطاء أثناء العمليات العسكرية، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة"، مُبيّنًا أنه رغم توثيق هذه الجرائم وتصويرها، إلا أن المحاسبة والمساءلة لا تزال غائبة، مما يشجع الاحتلال على مواصلة انتهاكاته دون رادع.
ويستخدم جنود الاحتلال الإسرائيلي المدنيين في قطاع غزة كدروع بشرية في عملياتهم العسكرية، ويجبر الجنود المدنيين على ارتداء زي الجنود، وتكبيل أيديهم خلف ظهورهم، بينما تملأ وجوههم ملامح الخوف.
ويرى الجيش الإسرائيلي في المدنيين وسيلة لدرء المخاطر عن جنوده، حيث يتم إجبار الشيوخ والقاصرين على ارتداء زي عسكري والقيام بأدوار قد تعرض حياتهم للخطر.
والتحقيقات الميدانية، بما في ذلك تحقيق صحيفة "هآرتس"، كشفت أن هذه الانتهاكات ليست مجرد حالات فردية، بل تُكرر بشكل واسع في مختلف مناطق غزة، والاعترافات الصريحة لبعض الجنود تعكس تبريرات متجذرة تقوم على أساس أن حياة الإسرائيليين يجب أن تكون في المقام الأول، حتى لو تطلب الأمر التضحية بحياة المدنيين المعتقلين.
وأشار "الأطرش" إلى أن "المنظمات الحقوقية، سواء الفلسطينية أو الدولية، تقوم بدورها في فضح هذه الانتهاكات، لكن تبقى المشكلة في غياب الإرادة الدولية الحقيقية لمحاسبة الاحتلال"، مُشددًا أن المنظمات لا تملك سلطة التنفيذ، بل تعتمد على فضح الانتهاكات والمطالبة بالمحاسبة، دون تأثير فعلي على الأرض."
وشدد "الأطرش" أن "استمرار صمت المجتمع الدولي وعدم تحرك المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الدولية الأخرى يعزز من إفلات الاحتلال من العقاب، مما يجعل الجرائم ضد المدنيين تتفاقم".
وختم "ضيفنا" بقوله إن "هذه الانتهاكات لا تحقق الأمن للاحتلال الإسرائيلي، بل تؤدي إلى المزيد من العنف، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته للاحتلال، والحل الوحيد لضمان السلام هو إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة".
ومؤخرًا، كشف تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي ينفذ سياسة منهجية باستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية في عمليات تمشيط الأنفاق والمباني في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التكتيك يتم تحت إشراف كبار ضباط الجيش، بما في ذلك رئيس الأركان هرتسي هاليفي.
وأشار التحقيق إلى أن بعض الجنود الإسرائيليين برروا هذه الممارسات بالقول إن حياتهم أهم من حياة الفلسطينيين، وأن استخدام المدنيين كدروع بشرية هو الخيار الأفضل لضمان سلامتهم.
وأظهر التحقيق أن الجنود قاموا، في بعض الحالات، باستخدام أطفال ومسنّين كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية في غزة.