الساعة 00:00 م
الجمعة 11 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.88 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.21 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"الصحة العالمية": الحصار على غزة يترك العائلات جائعة وتعاني من سوء التغذية

تقشّعر لها الأبدان.. شهادة ممرض شارك في إجلاء ضحايا محزرة الشجاعية

ودعت أغلى ما تملك.. وجع الفقد يُصيب قلب إخلاص الكفارنة في مقتل

الاحتلال يمنع دخول الأدوية لها..

"حيوانات غزة".. معاناة وويلات تفاقمها حرب الإبادة

حجم الخط
حيوانات نفقت بسبب الحرب على غزة.jpg
غزة – مجد محمد – وكالة سند للأنباء

لا تزال حرب الإبادة الإسرائيلية والتي دخلت شهرها العاشر على التوالي، تفتك بالبشر والحجر والشجر، فيما لم تسلم الحيوانات أيضًا من هذه الإبادة؛ والتي تعاني هي الأخرى من نقص الأدوية وانتشار الأمراض والمجاعة.

وما أن تتجول في طرقات قطاع غزة، تجد أغلب الحيوانات هزيلة وشاحبة، وأخرى تجتمع على أكوام النفايات كالكلاب والقطط والعصافير بحثاً عن أي شيء يسد رمق جوعها، في مشاهد ترسم وتؤكد المجاعة التي يفرضها جيش الاحتلال على أهالي القطاع.

معاناة يومية..

ويقول الشاب محمد أبو عياد (35 عاماً)، والذي بات يتخذ من دابته مصدر رزق يومي في نقل المواطنين من مكان لآخر إنه يواجه معاناة يومية بسبب عدم توفر الطعام الخاص بالدابة مثل "الشعير والتبن".

ونوه: "وإن وجد فإن سعره مرتفع جداً، حيث وصل سعر الرطل إلى 30 شيكلًا بعد أن كان يباع بـ 10 شواكل، وسعر كيس التبن إلى 150 شيكلًا بعد أن كان يباع بـ 30 شيكلًا فقط".

ويضيف أبو عياد في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أنه متوقف عن العمل منذ حوالي أسبوع بعد أن توجه للطبيب البيطري لمعالجة دابته، حيث طلب منه بأن تستريح (الدابة) لفترة معينة وإحضار دواء خاص بفتح الشهية ومكملات غذائية.

ويطالب "أبو عياد"، جميع المنظمات المعنية بحقوق الحيوان بالتدخل العاجل لتوفير العلاجات المناسبة للدواب والحيوانات في قطاع غزة قبل أن تنفق وتحدث كوارث مستقبلية كبيرة.

فيما تتكرر هذه المعاناة مع الشاب أيمن سعيد، والذي يجمع الحطب ويبيعه كمصدر رزق، وكذلك نقل المواطنين مقابل الأجر، حيث تعرضت دابته لمرض "حصر البول"، بسبب سوء جودة الطعام "التبن" والذي كان أغلبه عبارة عن رمل وغير نظيف.

ويضيف سعيد في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أنه لولا التدخل السريع وكشف المرض لنفقت الدابة والتي تبلغ ثمنها ما يقارب 3000 دينار أردني في الوقت الحالي، مشيراً إلى ارتفاع سعر العلاج الخاص بمرض "حصر البول" حيث تصل سعر حقنة العلاج الواحدة 100 شيكل.

نزوح من مكان لآخر..

وكما البشر في قطاع غزة، أيضاً تواجه الحيوانات في القطاع معاناة النزوح من مكان لآخر، حيث يقوم أصحابها بنقلها حفاظاً على أرواحها وحفاظاً على مصدر رزقهم اليومي.

ويقول تاجر المواشي خليل محمد، إنه اضطر خلال النزوح من مخيم البريج وسط القطاع عقب تهديد جيش الاحتلال بالاجتياح البري للمخيم، إلى نقل ما يقارب 50 رأسًا من الغنم والتي يبلغ ثمنها 30 آلاف دينار أردني.

ويضيف "محمد" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إنه بسبب ضيق الوقت لم يتمكن من نقل الدواجن وبعض الحيوانات الأخرى، وعندما عاد لتفقدها وجدها قد نفقت ومنها ما جرى قتلها برصاص وشظايا الاحتلال، متسائلاً: "ما علاقة هذه الحيوانات بالحرب ليتم إبادتها؟!".

أمراض متعددة ولا علاجات..

من جانبه، يقول مدير المختبر البيطري في وزارة الزراعة رامي النخال، إن الأمراض التي تعرضت لها الحيوانات خلال الحرب تنقسم إلى أمراض فيروسية وأمراض فطرية، وهناك بعض التطعيمات غير متوفرة ويجب أن تكون موجودة سواء للطيور أو الحيوانات لمعالجة التسمم المعوي.

ويؤكد النخال في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، أنه منذ بداية الحرب في شهر أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي، لم يسمح الاحتلال بإدخال أي تطعيمات للقطاع كونها تحتاج إلى ثلاجات وعمليات نقل خاصة، وكذلك كل الأدوية الخاصة بالحيوانات لم تدخل أيضاً.

ويشير، إلى أن جميع الأدوية الموجودة في قطاع غزة حالياً هي التي كانت قبل الحرب، موضحاً أن عدم دخول الأدوية أدى إلى نفوق العديد من الحيوانات وبعض الطيور بسبب مرض "النيوكاسل"، وأمراض التهاب الشعب الهوائية، فيما نفقت العديد من الأغنام بسبب مرض التسمم المعوي، والذي يصيب غالباً الأغنام السمينة.

ويلفت النخال، إلى عدم توفر العلاجات الخاصة بالجروح في الوقت الحالي وإن وجدت فإنها بأسعار خيالية جداً لعدم توفرها مثل البنسلين وغيرها، وكذلك العلاجات الخاصة بالالتهابات التي تصيب الخيول والخمير بشكل عام.

ويؤكد أن التطعيمات ليس لها بدائل محلية، والبنسلين كذلك، وقد يكون هناك بدائل محلية لبعض الأمراض فقط مثل أمراض الديدان من حيث استعمال الثوم لها ولكن لا تؤدي نفس الفعالية للدواء المستورد بمعنى أنها لا تؤدي الهدف والاحتياج المطلوب.